بطلة نساء نينوى ابتسام محمد سعيد: هدفي إيصال صوت المرأة العراقيَّة إلى الرأي العام

اسرة ومجتمع 2020/08/20
...

الصباح/ سرور العلي
 
 
برزت الكثيرات من الناشطات العراقيات في عدد من المدن، ومنهن الناشطة المدنية ابتسام محمد سعيد من مدينة الموصل التي شهدت مسيرتها خوض العديد من المجالات المختلفة، فهي حاصلة على شهادة الماجستير، وطالبة دكتوراه في علم النفس التربوي، وعملت على تأسيس منظمة (حوار الثقافات للتنمية والإغاثة)
وممثلة عن المكون التركماني في لجنة التحقيق بجرائم تنظيم «داعش»، وباحثة اجتماعية ومعالجة نفسية، وبمشاركة نحو 380 رئيس حكومة ودولة، تم اختيارها مع 12 امرأة أخرى من تسع دول عربية في البرنامج الدولي لقادة المجتمع في العاصمة واشنطن.
تحدثت ابتسام بوجع موصلي عن الظروف التي عاشتها أثناء دخول «داعش» لمدينتها: «بعد سقوط الموصل، اختار تنظيم «داعش» لجنة من التربويين، ليقوموا بكتابة المناهج الدراسية وفق عقيدة التنظيم الإرهابي، ولسوء الحظ زجّ التنظيم اسمي في اللجنة، إلا أنني لم ارضخ رغم الحساب والوعيد، حيث أدعيتُ المرض وهربتُ من منزلي إلى منزل أحد أقاربي ومن هناك إلى اربيل بظروف صعبة للغاية، حفاظاً على مبادئي وقيمي». 
وأضافت «ومع مغادرتي الموصل بشق الأنفس، ووصولي إلى إقليم كردستان العراق، باشرتُ بعملي التربوي، إلى جانب النشاطات الطوعية، بالمساهمة في التخفيف من معاناة نازحي الموصل والانبار، في الإقليم وفي كركوك ايضاً، بإيصال المؤن والمساعدات والإغاثات وكل ما يحتاجونه من ملابس واحتياجات تخدمهم في المخيمات، بالتنسيق مع المنظمات الدولية
وميسوري الحال».
وعن أبرز اهتماماتها كناشطة مدنية، أكدت»اهتمامي الأكبر ينصب على الارتقاء بدور المرأة العراقية ورفع الحيف والظلم عنها، وتقديم يد العون والمساعدة للنازحين، والأسر المتعففة ممن عادوا إلى مناطقهم بعد تهجيرهم، إذ نجد اغلب الفرق التطوعية والمنظمات المحلية تحتل فيها المرأة مكانة قيادية وتؤدي دوراً إنسانياً بارزاً، لهذا فدورها اليوم يختلف عن دورها في الأمس، بحكم الاستفادة من المجتمعات
الأخرى».
وأوضحت أنَّ الأهداف الحقيقية وراء تأسيس المنظمة «هي: إيصال صوت المرأة العراقية إلى الرأي العام، والعمل على تقديم ما يمكن تقديمه كمساعدات للنازحين والمواطنين المحتاجين، حيث كنا ككادر تربوي وميسورين نجمع ما يزيد عن حاجتنا ونوصله إلى مخيمات النازحين، كما شاركنا في حملات جمع الأدوية والمستلزمات الطبية من الصيادلة والأطباء وإرسالها إلى المناطق المحررة لحاجتها لتلك المستلزمات آنذاك». 
وبينت أنَّ «مساعداتنا للمرأة تمثلت في تطور عملنا من مجرد تقديم مساعدات إلى إيصال صوت المرأة العراقية التي تعرضت إلى العنف والظلم خاصة خلال فترة سيطرة تنظيم «داعش»، اضافة الى اختطاف التنظيم للمئات منهن، اذ استطعتُ ايصال صوتهن إلى الرأي العام من خلال مشاركتي في دورة قادة المجتمع التي رُشحت لها كممثلة عن المرأة العراقية لأول مرة في الولايات المتحدة
الأميركيَّة». 
وتابعت سعيد: «لا تقتصر أهداف منظمتنا على تقديم المساعدات وإيصال صوت المرأة بل كان لنا نداءات لإزالة المخلفات الحربية والأنقاض والجثث في مختلف مناطق محافظة نينوى، لا سيما بعد اكتشاف مقابر جماعية لمئات المغدورين من التركمان ومنتسبي الأجهزة الأمنية وأسرهم، وكان لنا لقاءات تلفزيونية لتحقيق هذا الهدف». 
 وعن بداياتها تستذكر: «بدأت بالعمل التطوعي مع وصولي اربيل هاربةً من داعش، لما وجدتُه من حاجة المجتمع إلى تقديم الدعم
والرعاية والاهتمام والتكافل الاجتماعي في وقت حرج مرت به محافظاتنا المغتصبة، ودفعني واجبي الإنساني إلى معاونة أهلي وإيصال صوتهم إلى المحكمة الدولية في هولندا، لأكون أول من فتح الحوار بين المكون التركماني والمحكمة الدولية لقضايا تخص التركمان وحقوقهم
 في العراق». 
وأشارت الى أنَّ «الدافع وراء توجهي هو كون المرأة العراقية مهمشة، ولا دور لها حتى مع وجودها في البرلمان، فهي لسد الشاغر لا غير، وبحكم «الكوتا»
وليست صاحبة قرار، ولهذا تحتاج إلى أن تثبت نفسها ودورها لتنال فرصتها في مختلف المجالات ومنها السياسية والإدارية».
وحازت على لقب «البطلة عن نساء نينوى» من قبل وزارة الخارجية الأميركية لمواقفها الإنسانية وتقديمها الدعم والمعالجة النفسية للنساء والأرامل والأيتام خلال فترة النزوح في المخيمات، وشاركت في العديد من الدورات ومنها، دورة كفاءة في الحاسوب لغرض القبول لدراسة الدكتوراه،
وشاركت في مؤتمر «معا لأجل نينوى» وشاركت في ورشتين تدريبيتين للصدمات النفسية للأطفال ومعاناتهم من آثار الحروب، عملت سابقا في تدريس اللغة الانكليزية للمرحلة الابتدائية في مدارس قضاء عقرة، وحصلت على أربع شهادات تقديرية من مدير ممثلية نينوى، وواحدة من محافظ نينوى. 
 وواصلت حديثها: «شاركتُ في دورة قادة المجتمع للنساء العربيات، وكنت أول عراقية تمثل بلدها في هذا المحفل الدولي، وحصلتُ على شهادة تقديرية من السيناتور «مارثا» عضو مجلس الشيوخ الأميركي، وأعمل مرشدة تربوية في ثانوية الصديق للبنات التابعة لتربية اربيل
للنازحين».
وختمت سعيد حديثها برسالة مفادها: «لن أتوقف عن العمل التطوعي، بل أعمل لأوظف خبراتي ودراستي لصالح المجتمع، وأتمنى أن تعطى المرأة دوراً، حيث بإمكانها أن تقوم بدور كبير وتخدم بلدها في كل المجالات إن أتيحت
لها الفرصة».