الصحة: موجة ثانية لكورونا منتصف تشرين الأول المقبل

العراق 2020/08/24
...

بغداد/ المحافظات / مراسلو الصباح
 
رجحت وزارة الصحة والبيئة انطلاق موجة ثانية لوباء كورونا منتصف تشرين الأول المقبل، وأكدت العمل على اتخاذ إجراءات واستعدادات لمواجهتها، بينما كثفت الفرق الطبية والصحية في المحافظات إجراءات الرصد الوبائي الفعال لكشف الإصابات والحالات المشتبه بها. وقال عضو خلية الازمة في الرصافة الدكتور عباس عويد الحسيني لـ «الصباح» ان ارتفاع اعداد الاصابات بكورونا مؤخرا يعزى الى سببين اساسيين، اولهما عدم التزام المواطنين بتعليمات وزارة الصحة، والتدابير الوقائية في الأماكن العامة وارتداء الكمامات والكفوف والتباعد المكاني والابتعاد عن التجمعات، والاخر رفع وزارة الصحة قدرة الفحوصات التشخيصية الى 25 الف فحص يوميا، وهناك طموح للوصول الى 100 الف مسحة يوميا أو اكثر.
وأشار إلى أن الوزارة تستعد لإعداد خطة تنفيذية لاستيعاب المستشفيات اعداد المصابين، وتعزيز السعة السريرية وتهيئةٔ المستلزمات الطبية والملاكات الصحية لمواجهة أية ازمة طارئة.
واضاف أن المعركة مع الفيروس مستمرة لانه مستجد ومتغير بالجينات وبسلوكه، وحتى الآن غير معروف، وما زلنا ضمن الموجة الاولى وفي قمة تفشي الوباء، والدليل ارتفاع عدد الاصابات التي تجاوزت 4000 اصابة يوميا، وهذا لا يشكل حقيقة الارقام المعلنة بسبب عزوف اغلب المصابين عن مراجعة المؤسسات الصحية لإجراء المسحات والمفراس والفحص السريري والتحاليل الاخرى.
ورجح الحسيني انطلاق موجة ثانية لكورونا هي الموجة الخريفية في منتصف شهر تشرين الاول المقبل، وتنتهي اواخر تشرين الثاني، وتتزامن مع انتشار الانفلونزا الخريفية، لذا ستكون هناك مشكلة مزدوجة مع وجود الفيروس، وبالتالي تستعد الوزارة لشمول جميع المواطنين بلقاح الانفلونزا الموسمية لتقليل مضاعفاتها وانتشار عدوى الوباء بينهم.
واشار الى أن اغلب الدول الاوربية والاسيوية نوهت بوجود موجة جديدة للوباء، وبنوع اخر منه يحمل متغيرات سلوكية جديدة وبقوة وسرعة انتشار بسبب التغييرات التي تطرأ عليه كل عشر سنوات، ولا يمكن السيطرة عليه إلا بوجود اللقاح، على عكس الامراض الاخرى مثل الحصبة وشلل الاطفال والسعال الديكي، إذ توجد امكانية للسيطرة على تسلسل الجينات الخاصة بها، ولكنها غير قابلة للتغيير وتصيب الانسان مرة واحدة في حياته، ما يمنحه مناعة مدى الحياة، لذلك نجح العلماء من خلال التطعيم في القضاء عليها منذ سنين طويلة، ولكن مرض الانفلونزا يحتاج الى التطعيم في كل عام، أما فيروس كورونا فإنه بإمكانه تغيير جيناته بسهولة وبمرور الوقت.
وبين أن الاجهزة المناعية للانسان تقتل نوعا واحدا من الفيروس، ويظهر نوع آخر منه لا يتعرف عليه جهاز المناعة، ويبقى يتغير طوال الفترة الزمنية، ما يتسبب بمشكلات كبيرة للبشرية، معرباً عن أمله بتشكيل العلماء والباحثين في الدول الكبرى خلية أزمة عالمية وعلمية لإجراء بحوث مشتركة من اجل الاسراع في عملية تبادل المعلومات ومواجهة ازمة حقيقية للوباء، والوصول الى انتاج لقاح ينقذ العالم من هذه الأزمة.  
واكد أن العالم ينتظر بشغف انتاج اللقاح الروسي، ولكنه ما زال في مرحلته الثالثة وبحاجة الى تجارب لا تقل عن الشهرين لمعرفة تأثيراته الجانبية ومدى فعاليته وديمومته، أما انتاج لقاح (اكسفورد) فقد ينتهي في نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل.
 
تكثيف الرصد الوبائي
وفي الديوانية، ذكرت مديرة دائرة الصحة في المحافظة الدكتورة لمياء الحسناوي لـ”الصباح” ان الفرق الرقابية التابعة الى قسم الصحة العامة اغلقت عددا من المشاريع التجارية المخالفة لتوجيهات خلية الأزمة، من بينها خمسة مقاه وكافتيريا وكوفي شوب، فارضة غرامات مالية وإنذارات على أصحابها، محذرة من اجراءات اكثر صرامة في حالة تكرار المخالفة التي تضر بأرواح المواطنين. ولفتت الى استمرار فرق الاستجابة السريعة بتسيير حملاتها في مركز وأقضية المحافظة لرصد الإصابات والتعامل معها بالسرعة الممكنة خصوصا في المناطق التي سجلت نسبة إصابة مرتفعة والأحياء الشعبية،  فضلا عن استمرار حملات التعفير للدوائر والمؤسسات والأسواق المحلية والمناطق السكنية بالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية، ومنها مديرية الدفاع المدني، الى جانب الاستمرار بحملات التوعية والإرشاد التي تقوم بها الفرق الصحية اثناء وبعد الدوام الرسمي.
ونوهت الحسناوي بالتركيز على تجهيز المستشفيات بالمواد الطبية والمستلزمات الضرورية خصوصا مادة الاوكسجين، داعية المواطنين الى التعاون مع الفرق الصحية الراجلة بشكل كبير، وضرورة الالتزام بتوجيهات خلية الأزمة ومراجعة المؤسسات الصحية عند الاشتباه بالإصابة لمنع انتشار الفيروس.
 
تعويض نقص الملاكات
بدورها، استنفرت دائرة صحة صلاح الدين ملاكاتها للحد من تزايد الإصابات مع معالجة النقص الحاصل في الملاكات الطبية بعد تعرضها للإصابة بكورونا.
وقال مدير دائرة صحة صلاح الدين الدكتور رائد ابراهيم لـ”الصباح” إن عدد الإصابات التي سجلت في كل الردهات التابعة للمؤسسات الصحية  منذ بداية الجائحة وحتى الان بلغ 4322 حالة موجبة، اغلبها تماثلت للشفاء مع وجود مرضى راقدين في ردهات العزل في أقضية المحافظة، وهناك مرضى لم تظهر عليهم حالات الإصابة بالفيروس اتبعوا طريقة العزل
 المنزلي. وأوضح أن الدائرة اتخذت اجراءات كبيرة لمحاربة الجائحة، من أهمها معالجة النقص الحاصل في الملاكات الطبية، وهذا يعتمد على عدد الإصابات في كل قضاء، إذ يشهد قضاء سامراء عدد إصابات اكثر من بقية الاقضية، ومن ثم الطوز ويليه الدجيل وبلد وبقية الاقضية.
وبين ابراهيم ان عدد الإصابات بين صفوف الملاكات الطبية بلغ 432 اصابة، وتشمل أطباء وملاكات صحية متواجدة في ردهات العزل منذ بداية الجائحة وحتى الان، أما الوفيات فقد تم تسجيل اكثر من 150 حالة وفاة بفعل الوباء من ضمنها حالات وفاة متعددة للملاكات الطبية، مؤكدا أن عدد الإصابات بدأ بالانخفاض منذ أسبوع وبمعدل اقل من الأسبوعين الماضيين، أما حدة الأعراض والعلامات فقد أصبحت أخف، وتعمل الملاكات الطبية على تقديم الخدمات من أجل درء مخاطر الإصابة بالفيروس. 
ولفت إلى أن هناك دعما كبيرا مقدما من قبل وزارة الصحة، تمثل في تسلم مواد الفحص والمسحات واجهزة التنفس الاصطناعي واجهزة اخرى تستخدم في ردهات العزل. من جهته، قال معاون مدير صحة صلاح الدين الصيدلاني خالد برهان لـ “الصباح” ان الدائرة مستنفرة بجميع طاقاتها وامكاناتها لمواجهة الفيروس، فقد تم إيجاد الحلول لمعظم المعوقات التي حصلت بعد دخول الوباء إلى المحافظة، منها تزايد الإصابات بين الملاكات الطبية والصحية والملاكات الساندة، إذ تم  اتخاذ العديد من الاجراءات، منها القيام بالعديد من المناقلات واعادة توزيع بعض الملاكات الطبية من الاقضية غير الموبوءة بكورونا الى أقضية تشهد حالات اصابة اكثر من اجل تعويض الملاكات المصابة لحين تماثلها للشفاء. 
وأشار الى ان الوضع تحت السيطرة ويتم ايجاد ووضع الحلول لجميع المشكلات التي تواجه الدائرة، اضافة الى العمل على زيادة وعي المواطن للتقيد بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكفوف والكمامات واستخدام المعقمات والحرص على التباعد الاجتماعي من اجل منع انتشار المرض.
 
حصيلة الإصابات
وفي الشأن نفسه، أعلنت دائرة صحة المثنى أن العدد التراكمي للاصابات بفيروس كورونا في المحافظة تجاوز الخمسة آلاف، توزعت بواقع 2309 راقدين في العزل الصحي والحجر المنزلي، و2693 حالة شفاء، بينما توفي 132 شخصا جراء إصابتهم.
وقال مسؤول اعلام الصحة حسين رحيم الرضوي: ان اغلب الإصابات تركزت في مدينة السماوة، ليأتي بعدها قضاء الرميثة ومناطق الهلال والمجد والخضر والسوير.
وأضاف أن الفرق الطبية والصحية ماضية بعمليات الفحص المبكر في المناطق التي تظهر فيها إصابات، فضلا عن استمرار المراكز الخمسة المنتشرة في مناطق المحافظة والمخصصة لاستقبال الحالات المشتبه بها وإجراء الفحص.