الديمقراطيون بين إسرائيل والفلسطينيين

قضايا عربية ودولية 2020/08/27
...

 إيشان ثرور   ترجمة: أنيس الصفار     
 
                
أدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل منذ الآن في حملة إعادة انتخابه، ففي الاسبوع الماضي روجت إدارته لإعلان مدينة القدس عاصمة لاسرائيل، معتبرة إياه نصراً للمسيحيين الانجيليين في الولايات المتحدة الذين يعتبرون هيمنة اسرائيل على الاراضي المقدسة شأناً ذا علاقة بالعناية الإلهية.
حلفاؤه أيضاً صوروا الصفقة التي ساعد البيت الأبيض على إتمامها بين اسرائيل والامارات العربية، بأنها إنجاز تاريخي في صنع السلام، إذ قال وزير الخارجية الاميركي “مايك بومبيو” إن الاتفاقية هي بحق أهم خطوة الى الامام على طريق السلام في الشرق الأوسط خلال عقدين ونصف.
أما الديمقراطيون، بقيادة مرشحهم لمنصب الرئيس “جو بايدن”، فهم عازمون على تغيير هذا المسار إذا ما وصلوا الى السلطة، ففي مداولات لجنتهم الانتخابية ثمة نقاشات صريحة بشأن فرض شروط على مبالغ بمليارات الدولارات يعتزم منحها لاسرائيل كمساعدات، بايدن، ومعه جميع الاعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، يجاهرون صراحة بمعارضتهم لخطط رئيس الوزراء الاسرائيلي (المرجأة حالياً) للشروع بضم أجزاء من الضفة الغربية.
خطاب الحزب الديمقراطي الجديد يرفض الضم ويؤكد دعمه لحل الدولتين وحقوق الفلسطينيين، ولو أنه تغافل عن الاشارة الى اسرائيل بوصفها قوة احتلال تحت ضغط اللوبي المؤيد لاسرائيل. يعتقد بعض المحللين بأن خطاب الحزب يبقى رغم هذا أشد تصريحات الديمقراطيين تقدمية بشأن الصراع، وهذا انعكاس للتهديدات السياسية والاخلاقية التي يتسم بها مسار الجناح اليميني الذي ينتهجه ترامب ونتانياهو، يقول “جيرمي بن آمي” مؤسس ورئيس مجموعة “جي ستريت” الليبرالية المؤيدة لاسرائيل إن هذا النهج هو الاكثر توازناً من جانب الحزب الديمقراطي إزاء القضايا المتعلقة باسرائيل من كل ما سبق، فالرغبة متوفرة للكلام عن حقوق الفلسطينيين بشكل مباشر والوقوف الى جانبها، على حد تعبيره.
يقول “جويل روبن”، وهو مسؤول سابق في ادارة اوباما، إن الفضاء السياسي في الولايات المتحدة اليوم أوسع بدرجة ملحوظة لتسليط مزيد من الدفع الأميركي النشط على اسرائيل مما كان قبل وصول ترامب الى السلطة.
غير أن هذه النافذة ربما اخذت تضيق، وهناك إحساس حقيقي لدى الديمقراطيين الآن بأن الوقت آخذ بالنفاد نظراً للتوسع الثابت المستمر للمستوطنات، مع تزايد الاستهانة بخصوص امكانية قيام دولة فلسطينية تمتلك مؤهلات الحياة، لذلك يعتقد النائب الديمقراطي “أندي ليفن” بأن على بايدن في حالة انتخابه أن يبادر على الفور بمسعى دبلوماسي منسق على مدى ثلاث سنوات لإعادة تحريك عملية السلام المحتضرة، ومحاولة اقناع الطرفين بالتوصل الى اتفاقية جدية، إنها مهمة شاقة بلا شك، ولكن الطاقات في واشنطن تتصاعد لتمكينها من الحدوث، لأن الفشل في إيجاد حل عادل يمكن الفلسطينيين من الحصول على دولة خاصة بهم مسألة جوهرية تحظى باهتمام الجيل القادم من اليهود الأميركيين الناشطين المهتمين بهذه الأمور. 
عن صحيفة واشنطن بوست