بغداد/ الصباح
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، الذي اختتم، أمس الجمعة، زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة وُصفت بـ"الناجحة"، أن العراق وتركيا بحاجة الى اتفاقية شاملة لإنهاء موضوع المياه، مشدداً على اهمية الدور التركي في عملية اعادة بناء العراق، وبينما لفت إلى ان توطيد العلاقات بين البلدين الجارين سيسهم في تثبيت اسس السلام والاستقرار في المنطقة، كشف نظيره التركي رجب طيب اردوغان، عن ان حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا الذي بلغ 16 مليار دولار "حطم الرقم القياسي"، مشيراً إلى اننا نعمل على تحقيق تعاون ثنائي لانهاء ازمتي الكهرباء والمياه في العراق.
مؤتمر صحافي مشترك
وقال صالح، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره التركي: "تحدثت الى اردوغان عن زيارتي الى تركيا وهي رسالة من اجل الخير للمنطقة"، مشيرا الى أن "العراق مقبل على مرحلة الاعمار والعودة الى الساحة الاقليمية كلاعب اساسي مع جيرانه".
واضاف صالح "نحن في تركيا من اجل التوصل الى حلول لابرز القضايا العالقة"، مؤكدا أن "العراق وتركيا بحاجة الى اتفاقية شاملة تتضمن انهاء موضوع المياه".
وشدد رئيس الجمهورية على أن "موضوع المياه يجب ان ينتهي وألا يبقى يؤرق القيادات في البلدين"، لافتا الى أنه "التقى قبل مجيئه الى انقرة رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي الذي حملني بدوره رسالة الى القيادة التركية".
وأوضح صالح أن الجانبين "سيعملان على عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة العراقية التركية لحل الاختناقات الموجودة"، مؤكدا "نتطلع الى دور تركي في اعادة اعمار العراق والمجالات المختلفة الاخرى".
وتابع صالح "لسنا بحاجة الى وصاية من الخارج ونستطيع التعاون وانهاء النزاعات"، موضحا أن "الدور التركي والعراقي مهم ودور جيراننا مهم أيضا، وسنتعاون من اجل خلق بيئة اقليمية تمكننا من التعاطي مع حل المشاكل من اجل المصالح المشتركة".
وبشأن الملف السوري، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة "انهاء الصراع في سوريا وتمكين شعبها من بناء دولته".
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في المؤتمر الصحافي المشترك: ان "استقرار العراق يمثل استقراراً لتركيا والمنطقة بصورة عامة"، مبينا ان "حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا خلال العام الماضي حطم الرقم القياسي وبلغ 16 مليار دولار".
واضاف اردوغان ان "البلدين سيحطمان هذا الرقم ايضا مستقبلا"، مشيرا الى "اننا نعمل على تحقيق تعاون ثنائي لانهاء ازمتي الكهرباء والمياه في العراق".
وتابع اردوغان ان "حماية السيادة العراقية والمكتسبات الامنية سياستنا الاساس"، مبينا "اننا حريصون على استمرار التنسيق مع العراق بجميع المجالات".
واضاف اردوغان ان "وفدا تركيا برئاسة الممثل الخاص عني سيزور بغداد قريبا لبحث ملف المياه"، موضحا "اننا ناقشنا خطط الاعمار في المدن التي دمرها الارهاب".
علاقات ستراتيجية
وعلى هامش الزيارة، التقى رئيس الجمهورية رئيس البرلمان التركي بن علي يلدرم.
واوضح صالح، وفقا لبيان رئاسي تلقته "الصباح، ان "العراق يتطلع الى علاقات ستراتيجية بناءة مع تركيا تحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين"، مؤكداً "اهمية تعزيز العلاقات بين البلدين وضرورة التنسيق المشترك لتوسيع آفاق التعاون في المجالات كافة".
واضاف صالح ان "توطيد العلاقات بين العراق وتركيا سيسهم في تثبيت اسس السلام والاستقرار في المنطقة"، داعيا دول المنطقة الى "حوار جاد وصريح لتجنب الازمات والمزيد من التوتر".
بدوره أكد يلدرم تصميم بلاده على "المضي في تطوير العلاقات بين الجانبين"، مجددا "دعم تركيا للعراق ورغبتها في تعزيز التعاون والتنسيق على مختلف الصعد".
وتابع البيان ان "رئيس البرلمان التركي بن علي يلدرم، اقام مأدبة عشاء على شرف الرئيس برهم صالح والوفد المرافق له".
يشار إلى أن رئاسة الجمهورية أعلنت، في بيان، أن "رئيس الجمهورية برهم صالح وصل الى بغداد بعد ختام زيارة رسمية الى تركيا"، واصفة تلك الزيارة بانها كانت "ناجحة".
على صعيد ذي صلة، بحث وزير الخارجية محمد علي الحكيم، عضو الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، عدداً كبيراً من الملفات التي تهم البلدين الجارين.
وأكد الحكيم، بحسب بيان للوزارة تلقته "الصباح"، "أهمية وعمق العلاقات العراقية - التركية التي تمتد الى آفاق كبيرة اجتماعية واقتصادية وسياسية ولابد للبلدين من تنسيق كل الجهود لتذليل العقبات التي يمكن ان تحول دون إقامة علاقات متوازنة ومستدامة"، داعياً تركيا الى "دعم عمليات إعمار المناطق المحررة وبما ينعكس إيجاباً على استقرار أهالي تلك المناطق ويساعد على دفع عجلة الاقتصاد في العراق وتركيا
على حدٍ سواء".
من جانبه، قدم أوغلو شكره للوزير الضيف وتمنياته له وللحكومة العراقية الجديدة بالنجاح في مهمتها وتحقيق ما يصبو اليه الشعب العراقي، لافتاً إلى ان "تركيا صديق داعم للعراق دائماً وان بغداد وانقرة ستكونان محورا مهما في استقرار المنطقة".
واتفق الطرفان، وفقاً للبيان، على "استئناف العمل ضمن اللجنة العراقية - التركية المشتركة التي ستعقد أعمالها في العراق مطلع هذا العام وخلال الزيارة المرتقبة للرئيس التركي السيد رجب طيب اردوغان
الى العراق".