رجالٌ تخلّوا عن أعمالهم بسبب زوجاتهم

اسرة ومجتمع 2020/09/01
...

 ذوالفقار يوسف
 
فاجأ الأمير إدوارد الثامن الجمهور في العام 1936 بقرار بث على الاذاعة البريطانية، أعلن فيه «انني وجدت من المستحيل تحمل العبء الثقيل جداً من واجبات الملك ومسؤولياته من دون مساعدة المرأة، التي أحبها»، وقد لحقه بعد ذلك الامير هاري بهذه التضحية من اجل زوجته ميغان، المفارقة ان العراق لم يكن لديه امير ولا ملك ليفعل ذلك، بل هناك صاحب محال لبيع السمك، وحلاق او ذلك الرجل الذي يقوم بتبديل زيت المحركات وقد ملأ الزيت ملابسه به، وها هنا يبدأ الاختيار والتضحية
شذى ورائحة السمك
لا تزال رائحة السمك تملأ أنفي، بالرغم من أنني لم أاكله منذ زمن، هذا ما بدأت به حديثها السيدة شذى جمال (33 عاماً)، اذ اكملت لتقول:»لقد كان عمل زوجي منذ ان تقدم لخطبتي هو بيع السمك في أحد تقاطعات العاصمة، ولأنه من أقاربي وافقت على الزواج به، ولكنني بعد مدة تندمت على هذا القرار بسبب عمله، فقد كانت عودته للمنزل عبارة عن جحيم ذات رائحة كريهة قد غطت كل ارجاء المنزل، ما جعلني اتحدث معه واشترط عليه أما أنا أو عمله، ليختار أن يترك هذا العمل بمساعدة اهلي له، ليفتح بعد ذلك محلا لبيع التجهيزات الرياضية، ورغم ذلك فإن رائحة السمك لم تغب عن
المنزل الى الآن!».
 
«كوزمتك»
قصة رحمة هادي (24 عاما) تختلف عن قريناتها في رحلتنا هذه، فغيرتها جعلت زوجها يترك عمله من دون تردد، تحدثنا رحمة بفرحة الفائزين وتقول:» عمل زوجي يجعله مع احتكاك دائم مع النساء، فهو يمتلك محلا لبيع الاكسسورات والعطور وغيرها من الامور التي تخص النساء، وكلما زرته في محله، وجدته يتكلم مع احدى النساء وبلسان ناعم، كأنه يعرفها منذ نعومة اظافره، ترددت للمحل اكثر من مرة وكل مرة أجد احداهن وقد ملأت وجهها بمستحضرات التجميل، انتظرته في ذلك اليوم بغضب ممزوج بغيرة امرأة عراقية، لانهي هذه المعاناة، اما اليوم فقد أبدل ما في محله من مستحضرات تجميل ليبيع مكانها ادوات احتياطية
للسيارات».
 
رجل أم قط؟
اما زينب حامد (26 عاماً) كانت لها حكاية اخرى من حكايات الاعمال غير المرغوب فيها، فقد تزوجت من صاحب صالون حلاقة للرجال، بعد أن اقنعها الجميع بأنه سيدللها بسبب عمل الحلاق المثمر، تقول زينب: « لم يكن فراشي نظيفا منذ أن تزوجنا، فقد كان زوجي كالقط يطلق الوبر كلما عاد من العمل، وبالرغم من تنظيفي المستمر لملابسه، الا أن بقايا الشعر لم تسلم من كل شيء يلامسه زوجي، وصلت الى مرحلة انني اجد الشعر حتى في الطعام، اما السرير فلا يخلو منه ابداً، ما جعلني اقسم في احد الايام بأنني لا أبات في المنزل، ومع معاناة دامت شهرين وانا اسكن في منزل أسرتي، وافق على تغيير عمله، ليفتتح محلا للاطعمة، ورغم رائحة زيت الطعام المنبعثة من ملابسه، الا انها أهون عليَّ من ذلك
القط ووبره».
 
«جبوري ابو الدهن»
عانت دلال هاشم (44 عاماً) من تسميتها في كل ارجاء المنطقة التي تسكن بها، فنساء الحي لا ينادين عليها الا بـ(مرة جبوري ابو الدهن)، الا أنه لم يكن السبب الوحيد في معاناة دلال، قالت وهي تمزج الكف بالكف قلقةً: « لم اهتم لذلك اللقب فإن العمل عبادة، ومهما كانت طبيعة عمل زوجي، الا أنه في النهاية عمل شريف يعيلني انا واطفالي، الا أن الأوساخ والدهون هما من اكثر معاناتي مع زوجي، فقد تزوجني جبار وانا فتاة تهوى النظافة، واتقزز من الاوساخ
بشكل مبالغ فيه، لهذا عوقبت برجل يعود كل يوم من عمله محملاً بالاتربة وزيوت المحركات، الا أنه في يوم من الايام، عاد زوجي من العمل متعبا جداً ما جعله ينام من دون دخول الحمام، ففي تلك الليلة لم انم لحظة، بسبب الروائح والاوساخ المنبعثة من ملابسه، حتى حل الصباح ورآني قد جمعت ملابسي وملابس اطفالي لنترك المنزل ونغادره، ومع علمه بسبب مغادرتي للمنزل أقسم لي بأنه سيترك هذا العمل، ما أن يجد عملاً اخر، وهذا ما حصل وهو الآن سائق سيارة اجرة، وعندما يريد تبديل زيت المحرك، يقوم بتبديله داخل المنزل ليذكرني في كل مرة بهذه التضحية التي قام بها من اجلي».