نســاء يـعــدن الـــى الــطـبــخ

ريبورتاج 2020/09/01
...

  بغداد: رلى واثق
أصناف كثيرة من المأكولات غابت عن المطابخ العراقية بسبب الاعتماد على الاطعمة الجاهزة وخدمات الدلفري، عادت ربات البيوت في ظل تفشي فيروس كورونا الى استغلال اوقات الحظر الشامل والجزئي في صنع الاكلات المعروفة والمشهورة في قائمة الاطعمة والمأكولات العراقية، كالمعجنات وغيرها من اصناف الحلوى ونشطت في الاسواق بيع الافران الغازية او الكهربائية المخصصة للاعمال المنزلية، ومن المواد التي عادت لتتصدر قائمة المشتريات للأسر، مادة الطحين التي تدخل في صنع أغلب انواع المعجنات، اذ زاد الاقبال على شراء الطحين خلال ازمة كورونا بعد ان استأنفت ربة المنزل صناعة الحلويات والمعجنات، التي غابت عن تحضيرها لسنوات.
وصفاتٌ
تقول الثلاثينية سما وليد: قبل ازمة كورونا كنت اشتري اغلب انواع الاطعمة من المطاعم والاسواق بسبب مشاغل الحياة وارتباطات العمل، لكن الظروف الصحية الصعبة بسبب تفشي فيروس كورونا وفرض حظر التجوال اتاحت لي الفرصة للمكوث في المنزل اكثر من السابق، بعد أن توقفت أغلب الاعمال في القطاعين العام والخاص، الامر الذي جعلني ابحث عن اعمال منزلية وايجاد وصفات خاصة بالاكلات العراقية التي غابت عن مطبخي لفترات غير قصيرة.
 
هواية
وقالت ندى صالح ( موظفة): إن الطبخ واعداد الحلويات من هواياتها المفضلة، لكنها لم تجد الوقت الكافي بسبب انشغالها بالوظيفة، لكن بعد تعطيل الدوام بسبب جائحة كورونا، وجدت متسعا من الوقت لاعداد اصناف مختلفة من الحلويات والمعجنات التي كنا نشتريها من الاسواق والمطاعم، وتعلمت الكثير من الوصفات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك ) بعد انضمامي الى صفحات تعنى بالطبخ، ووجدت العون في اولادي، الذين استهوتهم الفكرة في الحال وابدوا المساعدة في ما احتاجه من تجهيز المواد الخاصة بصناعة الحلوى والمعجنات. واضافت: العمل في الحلويات والمخبوزات، يخفف من الضغط العصبي مثل ممارسة الرياضة او اي هواية اخرى، اضافة الى توفير اطعمة لذيذة ونظيفة وبتكلفة اقل من الاطعمة الجاهزة.
 
بركة
الحاجة ام عبد الله ترى أن المنزل الذي لا تنبعث منه رائحة الخبز لا بركة فيه، بهذه الجملة بدأت حديثها قائلة: بعد ان تجاوز عمري الستين عاما وضعفت صحتي، عجزت عن اعداد الخبز في المنزل كما كنت افعل منذ صباي، و بناتي يرفضن اعداده بحجة ان الافران كثيرة ولا حاجة الى بذل الجهد والوقت في اعداد الخبز، الا ان حظر التجوال والخوف من الاصابة بفيروس كورونا اجبرا بناتي على اعداد الخبز في المنزل، واصبح اعداده جزءا من حياتهن اليومية بعد ان وجدن الفرق بين ما يصنع في البيت ومايشترى من السوق.
 
إقبالٌ
محمد جاسم (صاحب اسواق) بين أن اكثر المواد الغذائية التي تلاقي رواجا من قبل المتبضعين هي مادة الطحين والخميرة منذ اربعة اشهر مضت وحتى الان، مشيرا الى ان الاقبال على الطحين رفع من سعره لصعوبة الاستيراد احيانا، ولم يكن الاقبال على الطحين، فحسب بل شمل جميع انواع الحبوب والمكسرات التي تدخل في صناعة الحلويات والاطعمة المنزلية المختلفة"، الامر الذي يبين أن اغلب الأسر بدأت باعداد انواع كثيرة من الاطعمة والحلويات التي لم تكن تعيرها اهتماما بالغا بسبب توفرها في الاسواق ومحال الحلويات.
 
تغذية
تقول اخصائية التغذية شهد عبد الهادي: لا داعي للقلق الزائد من الاصابة بفيروس كورونا، فهو كبقية الفيروسات، ونسبة الوفيات لا تزيد على 3 بالمئة، والشفاء منه يعتمد على قوة الجهاز المناعي لدى الانسان، وعليه لا بد من العمل على تقويته عن طريق تناول الاغذية المناسبة والابتعاد عن كل ما يضعفه واعتماد ذلك اسلوب حياة وليس فقط للوقاية من كورونا وحسب".
وتضيف: "شراء وتناول كميات كبيرة من الطعام، لا يعني بالضرورة حصول الجسم على ما يحتاجه من مواد وفيتامينات مهمة ومفيدة، وهناك اغذية محددة تسهم في تقوية جهاز المناعة، كالزنك الموجود في اللحوم والاسماك، وفيتامين c الموجود في الحمضيات والفلفل الاخضر، و مادة الكركم المضادة للالتهابات، اضافة الى الاعشاب مثل الينسون والبابونج والزنجبيل، ومن الضروري الاكثار من تناول البصل والثوم لما له من أثر كبير في حماية الجسم". 
وتطرقت عبد الهادي الى عدد من المشروبات المفيدة للجسم من دون اثار جانبية: كعصير الليمون مع الزنجبيل والعسل، والاخر يتمثل بخلط اللبن مع الكركم، فاللبن يحتوي على بكتيريا مفيدة لتقوية الجهاز المناعي، وكذلك تناول اللبن الرائب مع الثوم والليمون".
وأكدت ضرورة أن توجد في كل منزل اطعمة لها اهمية في مثل هذه الازمات مثل (البطاطس، الجزر، السبانخ، الحليب، الشوفان، الذرة، الفاصوليا)، فبهذه المكونات بالامكان اعداد اطباق مفيدة ومقوية لمناعة الجسم".
 
المطاعم
فيروس كورونا تسبب بايقاف عمل اغلب المطاعم والحاق الضرر بالعاملين، فيها سواء خلال فترة حظر التجوال او اعتماد عملهم على خدمات التوصيل فقط، لتخوف المستهلكين من انتشار الفيروس والاصابة بالعدوى، اذ فضلوا الاعتماد على اعداد الاطباق المنزلية على شرائها جاهزة من المطاعم التي اعتادوا تناول طعامهم فيها، قبل انتشار الفيروس. الطبيب المختص بالامراض الانتقالية الدكتور وليد العبيدي دعا ربات البيوت الى الابتعاد عن الاغذية المصنعة والجاهزة قائلا: في جميع الاحوال سواء بوجود فيروس كورونا او بعدمه فإن الطعام الذي يقدم في المطاعم هو طعام مشبع بالدهون وغير صحي، لكن هذا لا يمنع بين الحين والآخر من تناول اطعمة خارج المنزل، ويفضل أن تكون مشويات لتقليل نسبة الدهون المشبعة فيها، ولا بدّ من تقليل نسبة السكر والملح في الاغذية، التي نتناولها يوميا لما لها تأثير سلبي في مناعة الجسم، فضلا عن تناول حصة لا بأس بها من الخضار الطازجة او المطبوخة والبروتين"، وكذلك الاعتماد على مخبوزات مصنوعة من الشوفان او الشعير او طحين اللوز.
 
دوافع نفسيَّة
الباحثة النفسية والاجتماعية سحر رائد، اشارت الى وجود ابحاث تثبت ان الاقبال على تناول الطعام بكثرة يكون نتيجة التعرض للضغوط النفسية اثر الازمات، ولهذا يجد الكثيرون في الوقت الحالي صعوبة في مقاومة الرغبة بتناول انواع مختلفة من الاطعمة. واضافت: الدوافع النفسية تفرض على الانسان في الغالب البحث عن الطعام، لاسيما الاطعمة الغنية بالسكريات، كونها تمد الجسم بالطاقة بشكل سريع، ويرجع ذلك الى ان الجسم يفرز هرمون الكورتيزول، الذي يرتبط بزيادة الشهية، استجابة للضغوط النفسية، ومن المعروف ان السكريات تكسب متناوليها الشعور بالسعادة وتبعدهم عن المشاعر السلبية التي تنتابهم في
 الازمات".