أيــن نحن؟

الرياضة 2020/09/04
...

علي حنون
حقيقة، عندما تنظر إلى مساعي الآخرين, تقف على يقين, بان العمل عندنا ليس له رصيد في الواقع، وان حلقات البذل في أي مرفق, مُرتبطة بدائرة تغلبُها (العشوائية), ومنها ما يجري في المشهد الرياضي، الذي تشعر أن العمل، الذي تُؤديه منظوماته (إسقاط فرض)، ليس له علاقة بالاحترافية، وتعي أن الموجودين في القيادة، ليس لهم فقه حقيقي بإدارة الفعاليات المُختلفة كونها علم وفلسفة وقيادة وستراتيجية وتنظيم وأمور أخرى.
الآخرون يعملون باستمرار من اجل عبور مساحة الإقليمية في تسويق أفكارهم وخطوات عملهم من خلال السعي لبلوغ ملاعب العالم, في غاية مُرادها الارتقاء برياضتهم وفتح أمامها آفاق جديدة للتمويل المالي وإبعادها عن العيش (الطفيلي) اعتمادا على المُساعدات الحكومية، عبر تنفيذ مشاريع كبيرة، تضمن للأندية مردودا وعوائد مالية تجعلها تسير في سبيل الاحتراف الحقيقي.
ومثال ذلك الخطوات، التي اتبعتها عدد من اتحادات الكرة العربية ومنها السعودية بإقامة نهائي لفعالياتها خارج أراضيها، فيما استقبلت ملاعبها نهائي مسابقات دولية، وهي إحدى أفكار الخروج عن (النص) القاري، وفتح نوافذ جديدة للتسويق المباشر وغير المباشر لضمان متابعة رجال التسويق ومكاتب التوسط، وقبلهم المدربون والكشافون، للمباريات، وثاني الغايات هي إيجاد منافذ رعاية خارجية، والى جانب، ذلك، فان هكذا خطوات، ستُحقق للاتحاد وللأندية، شراكات خارجية حقيقية، ولاسيما مع المنظومات الأوروبية سواء من خلال إعارة اللاعبين أو المعايشات التدريبية وهي بالمُحصلة، سَتُتيح لإدارة اللعبة، فرصا للانفتاح الفكري وتغيير القالب المحلي، وتضيف إلى رؤيتها، بعدا احترافيا في التفكير والسلوك.
وهنا يحقُ لنا التساؤل، أين نحن منهم؟ وما السبيل لتغيير واقع كرتنا الوطنية؟ وماذا يعني لنا الاحتراف؟، واقعا، ستبقى علامات الاستفهام المذكورة قائمة، لأننا لا نُريد أن نعمل على تطوير كرتنا الوطنية، لسبب بسيط وهو أن القائمين على الأمر لا يعون حقيقة مُؤهلاتهم ولا يُدركون كيفية تحقيق الأهداف، هذا في حال وجدت في أجندتهم أفكارا تصلح كبرنامج عمل.
تفكيرنا غالبا مايذهب باتجاه تحميل المدرب واللاعبين، تبعات الاخفاق، فتارة نجعل المدرب هدفا لسهام التقصير، وسهاما أخرى نصوبها إلى صدور اللاعبين، مع أن الأمر يتعدى ذلك، فكرة القدم اللعبة، أمست علما رياضيا إداريا فلسفيا، فيه التخطيط المرحلي، القريب والمتوسط والبعيد، فيه علم التأهيل وفيه علم التدريب وفيه التغذية وفيه اللياقة، وقبلها عملية تأهيل البنى التحتية وفيه الإعلام الايجابي، كُل ذلك يرتبط باحترافية العمل، ونحن لدينا التصريحات أكثر من العمل.