%18 من نساء العراق لا يعرفن الكتابة والقراءة

اسرة ومجتمع 2020/09/04
...

 بغداد: آمال محسن
بلاد هي أول من عرف الكتابة قبل آلاف السنين، وخلقت إرثاً معرفياً وثقافياً غير قابل للاندثار، تطالعك اليوم بوجه آخر لما تشهده من انخفاض في مستوى التعليم، إذ أنها المشكلة التي مازالت تشكل عقبة أمام التنمية الفردية، ومع علمنا بأن الأم هي بوابة التربية والمعلم الأول، إلا أنها اليوم باتت تشكو من الجهل وقلة فرص التعليم التي يجب أن تتلقاها 
لتشارك الرجل في بناء المجتمع.
1934
انخفضت معدلات نسبة الأمية للرجل في العراق عن النساء، فحسب الاحصائيات الاخيرة من وزارة التخطيط فإن معدل الامية للنساء يرتفع أمام الذكور الى فوق النصف، اذ أعلنت الوزارة أن عدد الأميين في العراق بلغ 3.7 مليون أمي، من أصل عدد سكانه الذي تجاوز الـ 37 مليون نسمة، وبالرغم من ان اول جمعية افتتحت كمشروع نسوي لمكافحة الامية للبلد في العام 1934، إلا أن الحروب والازمات المتكررة التي واجهت البلد، جعلت من نساء العراق على حافة الهاوية في مستوى التعليم.
إذ لا بدَّ للمرأة من الولوج الى أسس التطور، ومرافقتها للرجال لكي يكتمل البناء، لكونهن أساسا في تعليم الاجيال وتربيتهم، الا ان العديد منهن قد واجهن صعوبة في اكتساب حقهن المشروع في القراءة والكتابة والتعليم، والتصقن في تصنيف ربات البيوت غير المتعلمات، مما هدد ذلك النظام الأسري وتطوره، مثال على ذلك نور سلام ذات الـ (45 عاماً)، ولانها من أسرة كانت تسكن احدى المناطق الريفية، لم تكن من المحظوظين في التعليم، تقول زينب «بالرغم من عدم التحاقي بالمدرسة، الا انها ليست النهاية حتماً، فلا بد ان أتعلم أسس بداية التعليم لكل شيء وهي القراءة والكتابة كنضيراتي من النساء».
 
خمس جوائز
على الرغم من التطور العالمي في مجال التكنولوجيا، الا ان العراق صار يتراجع تدريجياً وبشكل سريع في مجال التعليم بسبب مشاكل كثيرة، اهمها عدم توفير المقاعد الدراسية، وبناء المؤسسات التعليمية، وغيرها من المشاكل التي كانت نتيجتها تراجع العراق عربياً وعالمياً في مجال التعليم، فالبلد قبل ذلك بعقود قد نال خمس جوائز من قبل منظمة (اليونسكو) وبالتحديد في عام 1979 تكريماً واعترافاً بعد ان نفذ حملة واسعة لمحو الامية. لذلك يجب وضع اسس ومخططات لتقديم حلول لهذه المشكلة، كما بينت السيدة زينب علي (46 عاماً)، فقد عانت طوال حياتها من هذه المشكلة، واوضحت لـ «الصباح»: «ان عدم قدرتي على تعليم اطفالي في حل الواجبات المدرسية هو اصعب مافي الامر، فكيف أحثهم على القراءة وأنا أمية، وليس هناك مبرر يجعلهم يصدقون سبب عدم تعلمي، فوالدهم يعمل أغلب الأوقات، ومن ثم فأنا مطالبة بالاجابة عن استفساراتهم واسئلتهم».
 
«فيسبوك»
منذ دخول الاجهزة الذكية في بيوت العراقيين وقد اضحت هذه الآلات لا تفارقهم طول اليوم، ولكل فرد واستخدامه لها، وعلى الرغم من سلبياتها العديدة لكنها لم تكن تخلو من الجوانب المهمة والمفيدة في اطار تعلم الفرد، فذلك يتعلم طرق تصميم الصور والتقاطهن، واخر يتعلم عن طريق المقاطع المرئية دروسا في الكيمياء، أما سعاد محمد (42 عاماً) فقد فاجأتنا لتقول: «لقد تعلمت القراءة والكتابة بسبب برنامج التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، ولأنه برنامج يتيح التواصل مع الاقارب والاصدقاء بصورة سهلة، استطعت من خلاله تعلم الأحرف ودمجها ونطقها، فمن التعليق على احد المنشورات، الى كتابة منشور جعل من همي في كيفية القراءة والكتابة يتلاشى تماماً».
أما زينة حامد (33 عاماً) فقد اُلزمت بأن تدفع رسوما لإحدى المعلمات في الزقاق الذي تسكن فيه، لتعلمها القراءة والكتابة، تقول زينة: «طموحي ألّا أكون مجرد كائن لا يعلم بشيء دائماً، ويخجل عندما يتم سؤاله، او حتى يصمت عندا يُطلب منه كتابة شيء ما، بالنهاية مهما كبر الانسان فيجب عليه تعلم القراءة والكتابة لكونهما مهمتين مثل الهواء والماء ولا يجب الاستغناء عنهما أبداً».
 
مساواة
«المرأة هي نصف المجتمع»، جملة ترددها الاغلبية ولكن بلا تطبيق على ارض الواقع، فالمرأة 
محرومة من ابسط حقوقها، فقد تراها تمنع من إكمال دراستها بسبب الزواج، او خوفاً من التحرش، حتى وصل الامر الى منعها لرؤيتها بأنها ذات نصف عقل كما يطلق عليها بعض الجهلة، تعلل ذلك الناشطة في حقوق المرأة 
مروة هاشم لتقول: «لا تزال 
آلاف الفتيات خارج مقاعد الدراسة، وخصوصا في المناطق الريفية 
التي يكون فيها النظام العشائري سائدا، كل ذلك لحرمانهن في 
حقهن بالتعليم، وخوفاً من مساواتهن مع الرجل 
ومشاركته، واكتساب مهارات وابراز مواهبهن، لهذا هناك العديد من الاسباب التي تمنعها من التعلم، الا ان السبب الأول والأخير هو الرجل».