ساوكومب 1B الأرجنتيني

علوم وتكنلوجيا 2020/09/04
...

ريان موريسون
ترجمة: شيماء ميران
أطلقت شركة تقنيات استكشاف الفضاء "سبيس أكس"، التي تعود ملكيتها الى رجل الأعمال (إيلون ماسك)، أول صاروخ متجه نحو الجنوب من محطة (كيب كانافيرال) في فلوريدا، وهذه هي المرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاماً.
وحمل صاروخ (فالكون 9) القمر الصناعي الارجنتيني (ساوكومب 1B) الى المدار القطبي، الذي سيعمل على مراقبة الأرض لرصد الإشارات عن حدوث كوارث طبيعيَّة محتملة ووشيكة.
مناورات "ساق الكلب"
ومن أجل الوصول الى المدار القطبي كان على الصاروخ أنْ يقوم بمناورات (ساق الكلب) (وهي مناورات موجهة ومدفوعة للقيام بالالتفاف خلال مرحلة الصعود لتعطي الصاروخ القدرة على تغيير مساره) أثناء اتجاهه شرقاً من خلال صعوده الى ارتفاعات أعلى ليتجنب المناطق المكتظة بالسكان.
لقد كانت إطلاق المركبات الفضائية نحو المدار القطبي تتم عادة من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، ليتمكنوا من توجيهها نحو البحر فتنطلق مرتفعة فوق المحيط الهادي، لكنَّ موجة حرائق الغابات بالقرب من موقع الإطلاق دفع سبيس أكس والقوات الجوية الأميركية الى البحث عن مواقع بديلة.
وكان آخر إطلاق نحو المدار القطبي من فلوريدا عام 1969، وهو القمر الصناعي للتنبؤ بالطقس الذي أرسلته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) الهيئة التي سبقت إدارة خدمات علوم البيئة الحالية.
كما كان من المقرر أنْ تُطلق شركة سبيس أكس مطلع الأسبوع الفائت صاروخين أحدهما موجه نحو المدار القطبي والآخر يحمل مجموعة الأقمار الصناعية (ستارلنك)، إلا أنّ الإطلاق اُلغي بسبب سوء الأحوال الجوية.
ولكي يصل صاروخ (فالكون 9) الى المدار القطبي اتجه جنوباً بعد إطلاقه، ثم وجب عليه أنْ يمرَّ بسرعة على طول الساحل الجنوبي الشرقي لفلوريدا بالقرب من ميامي قبل أنْ يُحلق فوق كوبا.
وبحسب المتحدث فإنّ الصاروخ كان على ارتفاعٍ كافٍ خلال فترة تحليقه فوق كوبا أي لم يشكل أي خطورة على الناس.
وهبط الداعم من إطلاق (فالون9) بأمان بعد تحديد مكان هبوطه بدقة في قاعدة (كيب كنافيرال)، وبذلك سيكون جاهزاً لاستخدامه في عملية إطلاق أخرى مستقبلاً.
وهذا ما دفع (بز ألدرن)، الذي يُعد ثاني رجل يهبط على سطح القمر، الى كتابة تغريدة له قال فيها: "إطلاق فالكون 9 ومرحلة الهبوط الأولى في باحة منزلي الخلفية كانت منجزاً جيداً".
 
مواقع إطلاق بديلة
تتجه الصواريخ عادة التي يتم إطلاقها من فلوريدا الى الشرق نحو خط الاستواء، لذلك فهي تُحلق في المقام الأول فوق محيط مفتوح قبل أنْ تصل الى المدار.
الى أنْ بدأت القوة الجوية الأميركية في العام 2016 بالتفتيش عما إذا كانت هناك طريقة آمنة للقيام بالإطلاقات الى القطب من فلوريدا، وذلك بسبب اتساع حرائق الغابات واقترابها من قاعدة فاندنبرغ.
وتُعدُّ شركة سبيس أكس هي الوحيدة حتى الآن القادرة على إطلاق أقمار صناعية من فلوريدا لتدور حول المدار القطبي، وذلك لأنها تمتلك نظاماً تدميراً ذاتياً آلياً مدمجاً كما في (فالكون 9).
ما يعني انه في حال حلّق الصاروخ فوق اليابسة وكانت هناك مشكلة أو خلل ما فيمكنه تدمير نفسه قبل هبوطه وتحطمه أرضاً، حتى وإنْ لم يتمكن نظام التحكم بالطيران من إيصال إشارة الى الصاروخ.
ومن المتوقع أنْ تتضمن معظم مركبات الإطلاق أنظمة الأمان الآلي هذه، لتسمح لها بالإنطلاق نحو المدار القطبي من فلوريدا.
 
تحليق فوق كوبا
ووفق جناح الفضاء الخامس والاربعين لم يتعرض أي شخص في كوبا للخطر من (فالكون 9)، الذي قال قائده العميد (دوغلاس آي ششيس): "سيحلق الصاروخ فوق كوبا، لكنه سيكون على ارتفاع لدرجة نكون فيها بأمان، تماماً عندما نكون متجهين شمالاً".
وعندما دخل الصاروخ الأجزاء الشمالية من أميركا الشمالية، بعد انطلاقه من الجنوب الشرقي واضطراره الى التحليق فوق بعض الجزر، كان على ارتفاعٍ آمنٍ أيضا. 
يقول العميد ششيس: "اعلم باننا نلبي جميع المتطلبات الآمنة الآن، ويعود ذلك الى تواجد الصاروخ فعلا على ارتفاع وسرعة مناسبين في ذلك الوقت، ولضمان أنْ يكون حجم اي حطام عند تساقطه صغيرا بدرجة كفاية، او حتى لا يترك اثراً على الارض، ما يجعل هذه القدرة على الإطلاق من منظور آمن".
إن حمولة القمر الصناعي التي ستُطلق من قبل شركة سبيس أكس ستساعد الحكومة الارجنتينية على رصد الكوارث المحتمل ان تحدث والتي يمكن ان تُعطل الزراعة والتعدين وصيد الاسماك.
عن صحيفة ديلي ميل