حبنا حلو في الشتاء

اسرة ومجتمع 2020/09/05
...

لانا عبد الستار
 
هل تذكر مسلسل الحب والشتاء؟. 
تابعته في مراهقتي وكنت منبهرة به. منى واصف فنانة خطيرة. أيامها كنتُ لا أزال في المدرسة، وأنت أكيد وقتها كنت في المدرسة.. هل عرضه التلفزيون العراقي وقتها؟ كنت أنا وأنت ما زلنا تائهين نبحث عن 
بعضنا.
اشتقت للشتاء وللمطر. موجة الحر الأخيرة قتلتنا. هل تذكر يوم سرنا معاً تحت المظلة؟. كنا مخدرين وكان المطر ناعماً، والنوارس سعيدة في البعد.
الشتاء حلو معك.. لا معنى للمواسم بدونك.. حتى الحر معك حلو.. لكن الشتاء أحلى.
مظلتنا التي احتمينا تحتها من المطر كانت شفافة كقلبينا.. بلا أي تلون، لأننا لا نعرف التلون. كنا ننظر للدنيا من خلالها كأطفال الحضانة وهم يشاهدون كل شيء من خلف الحاضنات. عالمهم مليء بالاكسجين وبلا تلوث كعالمي أنا وأنت.
كم شتاء مرَّ علينا أنا وأنت؟ هل ما زلت تعد المواسم؟ أكيد ما زلت تعد المواسم. انت لا تغير عاداتك.. أكثر شيء أحبه فيك هو الثبات. ثباتك يشعرني بالأمان.
حبنا في الشتاء له رائحة حطب الموقد ورائحة الكستناء المشوية والحليب الساخن والإفطار في المطاعم الفارغة.عندما تعلو درجة الحرارة فوق الأربعين أفكر بحبنا في الشتاء لأقاوم الحر كما نقاوم كل
شيء.
حبنا حلو في الشتاء كحلاوة بوظة التشيز كيك والبوظة العربية النكهة بالمستكة والفستق. هل تذكر عندما كنا نمشي تحت المطر ونحن نلتهم البوظة والمارة ينظرون إلينا باستغراب ونحن كالعادة غير مباليين بالاخرين؟ 
أنت نائم الآن.. 
عندما تستيقظ في الصباح وتقرأ هذا لا تنسى أنْ تجلب معك الجاكيت الكحلي لأنها قد تمطر غداً ولا أريد أنْ تلتهب لوزتاك الجميلتان. 
نوم العوافي..