الراعي يدعو لتشكيل حكومة طوارئ في لبنان

الرياضة 2020/09/07
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
أكد مصدر لبناني مقرّب من مطبخ التشكيل الحكومي الجديد لـ «الصباح» أن هناك «شبه إجماع بين القوى السياسية المؤثرة في البلاد على أن حكومة الدكتور مصطفى أديب يفترض أن تشهد ولادتها نهاية الأسبوع المقبل - وفقاً لما هو مخطط له- وربما ستكون هذه الحكومة هي الأسرع»، وأضاف المصدر أن «هناك أجواء من التفاؤل بأن تخلو عملية تسمية الحقائب الوزارية من المنغصات التي طالما عرقلت عملية الاستيزار في الحكومات السابقة». 
وتابع المصدر أن «الرئيس المكلف الذي قطع شوطاً مهماً في مناقشة الكتل الكبرى في لبنان بطبيعة التشكيلة المقترحة، وضرورة أن تحافظ على طابع الاختصاصيين الذين ربما يكونون بخلفيات سياسية؛ وجد نفسه على أرضية صلبة في مفاوضاته مع الأحزاب اللبنانية التي تسعى كما هو واضح الى الحفاظ على التوازنات التي يتمتع بها كل حزب في مجلس النواب اللبناني»، المصدر أردف لـ «الصباح» أن هذا الأسبوع سيكون مكرساً للتعاطي مع القوى السياسية وجس نبضها حيال رؤية رئيس الحكومة المكلف، بينما سيكون الأسبوع المقبل للانخراط الفعلي في التسميات وتحديد الشخصيات التي ستتسنم الحقائب».
هذا ومن المرجح نهاية هذا الأسبوع تحديد الهوية العددية للحكومة وما إذا ستكون من 20 وزيراً أو أكثر، بينما تشير المعلومات التي وصلت لـ «الصباح» إلى أن هذه الحكومة لن تضم في فريقها وزارات دولة التي كانت تلجأ إليها الحكومات السابقة كعامل ترضية للأحزاب والقوى السياسية المشاركة. 
من جهته قلل النائب المستقيل ​مروان حمادة من منسوب التفاؤل الذي يسود الاوساط السياسية والإعلامية بقرب تشكيل الحكومة استنادا​ الى المبادرة الفرنسية بقوله: ان «الآمال الكبيرة التي اطلقتها مبادرة الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ يمكن ان تتبدد بالمناورات اللبنانية الضيقة والمصلحية بالنسبة لتشكيل الحكومة»، واعتبر حمادة أن «الالتزام بالمبادرة الفرنسية يمكن أن يخرج لبنان من أزمته لأن وراء المبادرة حسن نية وحنانا فرنسيا للبنان»، بحسب تعبيره.
البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ الذي يمثل المرجعية المسيحية المارونية العليا في لبنان قال بدوره: إنه «لا يمكن أن تستمرَّ هذه الجماعة السياسية في نهجها القديم بعد زلزال انفجار مرفأ بيروت وما خلَّفَ من ضحايا ونكبةٍ ودمار، وبعد وصول الحالة الاقتصاديَّة والماليَّة والمعيشيَّة إلى الحضيض، وبعد أحد عشر شهرا من حراك الثورة الرافضة لاستمراريَّة الوجوه إيَّاها القابضة على ناصية الدولة منذ عقود، والفساد والمحاصصة والاهمال العامّ، وبعد الشَّلل الذي ما زالت تُسبِّبه وبكثرة جائحةُ كورونا منذ نحو ثمانية أشهر».
ورأى الراعي في عظة أمس الأحد في الديمان أنانه «بعد كلِّ هذه الأمور، من الواجب تأليف ​حكومة​ تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخيَّة، يستطيع الرئيس المكلَّف ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطيَّة الحقَّة، فإلى الآن كان الخروج عنها نهجا توافقَ أهلُ السلطة فيه على المحاصصة والفساد والانحياز، فكان بالتالي انهيار البلاد»، وخاطب الراعي رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب بالقول: «يا أيُّها الرئيس المكلَّف، ألِّفْ حكومةَ طوارئ، مصغَّرةً، مؤهّلةً، قويّةً، توحي بالجديَّة والكفاءة والأمل، تثِقُ بنفسها، وبها يثِقُ الشَّعب، ولا تسألْ ضمانةً أخرى، فلا ضمانةَ تعلو على ضمانة الشَّعب، ونحن معه». 
الى ذلك، حذر رئيس ​الحزب الديمقراطي اللبناني​ الأمير ​طلال أرسلان​ مما أسماه «زوال الكيان اللبناني»، معرباً عن أسفه «على أنفسنا كلبنانيين أن تكون العصبية الطائفية والمذهبية و​العنصرية​ البغيضة ما زالت تتحكم بمقارباتنا، فلقمة العيش لم توحدنا، وتردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي لم يوحدنا، ومجزرة المرفأ لم توحدنا، فما الذي يوحّدنا يا ترى؟؟».
واعتبر أرسلان أنه «لا مفر من مقاربة جدّية عصريّة متطورة للنظام والا نحن ذاهبون الى زوال الكيان اللبناني، ويجب أن تركز على هذا الموضوع السيادي، لأننا نعرف هذه الحقيقة المرّة، لذلك نعوّل على الإعلام الإضاءة الدائمة على هذا الموضوع الحسّاس من أجل بناء وطن لأولادنا جميعاً دون استثناء، أو سيخرج الأمر عن سيطرة الجميع».