قبل المولد الانتخابي

الرياضة 2020/09/07
...

خالد جاسم
منذ أسابيع والمشهد الرياضي العراقي يسوده نوع من الأرتباك والجلبة المزدانة بتحركات وتجمعات وتجمهرات وأجتماعات ولقاءات وعزائم وولائم متوزعة في بغداد والمحافظات .. ومع هذا الكرنفال المتجدد يوميا تتسابق العديد من الجهات الرياضية وغير الرياضية أيضا كما يتزاحم أهل الرياضة ومن هم مصنفون خارج الرياضة وكل منهم وقد إرتسمت على محياه أبتسامة عريضة متفائلة وبراءة الأطفال في عينيه على أحتلال مقاعد الصدارة في الواجهات الأعلامية الرياضية كما يتزاحمون على أحتلال المقاعد الأولى في الأجتماعات والدعوات الصباحية منها والمسائية وكل تلك المشاهد أعتدنا رؤيتها بصورة يومية لاعلاقة لها طبعا بحب الوطن أو مصلحة الرياضة برغم أن معظم أبطالها يدعون أنهم وطنيون وحريصون على المصلحة الرياضية بقدر علاقتها بالمناصب والزعامات المعتادة في الاتحادات الرياضية في الأنتخابات القادمة للمكتب التنفيذي للجنة الاولمبية العراقية والذي من المقرر أن تجري أنتخاباته قريبا جدا كما هو متوقع .. وبالطبع كنا سنفرح ونشد على أيادي هؤلاء الاشخاص الطامحين والطامعين في الوقت ذاته للقيادة الرياضية لو أنهم أصحاب مؤهلات فنية حقيقية ليس في الأختصاص وحده بل وفي القدرة على القيادة الحقيقية في هذا المفصل الرياضي أو ذاك .. نعم أن المرحلة القادمة من العمل الرياضي تتطلب تغييرا كبيرا ليس في طبيعة الشخوص والعناوين الذين أكدت تجارب الأمس القريب جدا الحاجة الى تغييرهم والأتيان بدماء جديدة ترتكز مؤهلات أصحابها على الركائز الثلاث الأهم : الوطنية والكفاءة والنزاهة .. كما أن المرحلة القادمة ومع الحضور القوي للدولة والدعم والرعاية المباشرة تتطلب هي الأخرى أنماطا جديدة وعصرية في التعاطي مع الملفات الرياضية وفق الطريقة التي نختصر فيها الجهد والزمن لأجل خلق رياضة عراقية حقيقية مواكبة للتطور الذي بلغته رياضات دول الجوار في أضعف الايمان .
ولأجل تحقيق كل ذلك أو جزء منه فأن المسؤولية التاريخية تحتم حضور شرطين مهمين نضمن من خلالهما حضور من أشرنا اليهم من أصحاب السجل الوطني والكفاءة والنزاهة في أدارة مقاليد العمل الرياضي .. هذان الشرطان اللذان كنا نتمنى حضورهما هما : اللوائح والضوابط الانتخابية التي لاتسمح لمن هب ودب بدخول المعترك الانتخابي وتوصيف الهيئات العامة بالطريقة التي تضمن لتلك الهيئات فرصة الممارسة الديموقراطية الحقيقية القائمة على أختيار الأفضل والأجدر وليس من يتكلم كثيرا أو يطلق التصريحات النارية أثناء الليل وأطراف النهار أو من يقدم الوعود الفضفاضة والكل يعلم إنه غير قادر على تحقيق ربعها ولا نقول نصف الربع منها .. حيص بيص رياضتنا مستمر وسيتضاعف وتتجدد ألوانه حتى ينفض المولد الانتخابي وعندها سيكون لكل حادث حديث.