تتفاقم الأزمات الخانقة التي ينوء بحملها المواطن اللبناني، فبينما يواصل الدولار  ارتفاعه ملتهماً القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، تشهد محطات الوقود شحا في تجهيز المحروقات، حيث عادت أزمة الوقود لتطل برأسها مجدداً، وقد لاحظت «الصباح» اقفال عدد من ​محطات المحروقات​ صباح أمس الثلاثاء، وشهدت بعض محطات الوقود طوابير طويلة من السيارات للحصول على 10 ليترات من ​البنزين​ فقط كما تحدث بعض السائقين بذلك.

وربما تأتي هذه الأزمة بعد انتشار لغط يفيد بوجود توجّه لرفع الدعم ‏عن السلع الأساسية وبينها المحروقات، وقد نفت مصادر وزارة الاقتصاد صحة هذه المعلومات، ‏وأكّدت أن لا نية لرفع الدعم عن السلع الأساسية. 

إلى ذلك، حبس أبناء منطقة الطريق الجديدة في بيروت والمناطق القريبة منها ليل الإثنين أنفاسهم أثر الإشتباكات التي دارت رحاها في المنطقة واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة مثل الأسلحة الرشاشة وقذائف (آر بي جي، 7)، وأسفرت عن سقوط قتيل وعدة جرحى تمّ نقلهم إلى المستشفى.

الجيش اللبناني الذي بادر الى إرسال قوة للمنطقة أكد في بيان له أمس الثلاثاء، ان «إشكالاً مسلحاً وقع في منطقة طريق الجديدة في بيروت مساء الإثنين بين مجموعة من الشبان، وإنه تم اتخاذ تدابير أمنية لضبط الوضع وتوقيف المتسببين بالإشكال ومطلقي النار». 

ولم تتبين بعد طبيعة الإشكال في المنطقة التي تعد من المعاقل الشعبية لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الباحث اللبناني عباس غصن أكد لـ «الصباح» تعليقاً على ما أسماه «تفلت السلاح وتجدد الإشتباكات النارية المؤسفة في عدة مناطق مؤخراً»، أن «ذلك يجعلنا نتساءل هل تعي الجهات المعنية حجم المشكلة التي يعيشها الوضع الأمني الهش؟ والتي لا يمكن فصلها إطلاقاً عن الأزمات الحياتية الضاغطة بقوة على الناس لاسيما على شريحة الشباب اللبناني المختنق»، يضيف غصن: «نعم يجب التصدي بقوة للعابثين بأمن البلاد، وكلامي لا يبرر للمتورطين بالأحداث الأمنية أفعالهم ولكن مقاربة الحل يجب أن تستوعب الصورة جيداً وتلم بأبعادها».

وعلى الصعيد السياسي وصل رئيس ​مجلس الوزراء​ الإيطالي ​جوزيبي كونتي​ إلى ​بيروت​ صباح الثلاثاء، في زيارة رسمية تستمر يومين، يلتقي خلالها ​الرئيس اللبناني العماد ​ميشال عون​، ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري، ورئيس ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​حسان دياب​، إضافة الى رئيس الحكومة المكلف ​الدكتور​ ​مصطفى أديب​، فضلاً عن لقاءات مفترضة مع ​ممثلين​ عن ​المجتمع 

المدني​.