بغداد: سرور العلي
منذ سن العاشرة تعلقت الدكتورة نادية علي بجهاز الحاسوب رغم عدم امتلاك أسرتها للجهاز في منزلهم، ولكن زياراتها المستمرة لاقاربها الذين يمتلكونه جعلتها تعشقه وتحاول أن تتعلم كل ما يخصه، فعزمت على أن تتميز به وتدرسه في الجامعة لتؤسس في ما بعد نادياً لتعليم "البرمجة" للأطفال وتطوير مهاراتهم.
الطب البيطري
وقالت علي لـ"الصباح"عن شغفها:"حصلت على قبول في كلية الطب البيطري، فرفضت الدراسة بها، والتحقت بكلية المنصور الجامعة، فنلت شهادة البكالوريوس في هندسة البرمجيات والماجستير من الهيئة العراقية للحاسوب ثم حصلت على بعثة وزارة التعليم العالي، فأكملت الدكتوراه بجامعة برونيل في بريطانيا"
وتابعت"عملية التطوع هي جزء من مسيرتنا الأكاديمية في لندن، فالجامعة تحصل على فرص التطوع بمشاركة مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والشركات لتؤهل الطلاب فيما بعد لتدريب الأجيال في البرمجيات".
وبينت "في نهاية كل سنة نتخرج ونحن لدينا المؤهلات والخبرة وهذا ما نفتقده في الجامعات العراقية، اذ يتخرج الطالب ثم يحاول الحصول على الخبرات ما يجعله يعاني من الحصول على وظيفة مناسبة".
خطوة
تطوعت علي في محافظة ميسان لتنمية قدرات الشباب في نادي "البرمجة"، واستمرت به لمدة عامين وحصلت على الكثير من الشهادات التقديرية في مجال التقنيات وتدريب الشباب، إذ قام مدير مكتبة النادي بتكريمها كأفضل متطوعة لسنة 2017 ، وفي نهاية سنة 2018 تم تكريمها من قبل الجامعة بأعلى درجات التقييم التطوعي نتيجة أربع سنوات قضتها في التدريب في احدى منظمات المجتمع المدني، كما تطوعت لتدريب كبار السن على تنصيب الحواسيب وجهاز الإيباد في بريطانيا.
وأوضحت "عندما عدت إلى العراق من بريطانيا أحببت نقل التجارب والخبرات التي تعلمتها وعشتها، فذهبت إلى وزارة التربية لقسم التخطيط وقدمت لهم دراسة لنقل هذه التجارب إلى طلاب المدارس، ولم أتلق أي استجابة، ثم حاولت مع مديرية ميسان وأيضاً لم أحصل على دعم، فالتجأت إلى "خطوة"، للتدريب والتطوير، وهي منظمة مجتمع مدني رسمية في العراق، تقودها مجموعة شباب، أعجبوا بفكرتي ووفروا لي الموقع والدعم لتأسيس نادي البرمجة".
المرأة الميسانيَّة
وواصلت"بدأت بتدريب النساء أولا نظرا لنسبتهن القليلة، ولكسر الصورة النمطية للمرأة الميسانية، ولإيصال رسالة مفادها انها قادرة على أن تؤدي أعمالاً ومهارات غير معتادة عليها"
أول نادٍ لها كان في مدرسة "الهاشمي"، الأهلية، إذ استغلت مختبر الحاسوب لإعطاء دروس مثمرة للأطفال، وتحاول علي أن تستقطب مدراء المدارس والتدريسيين، لتشجيعهم على فتح نوادٍ في المدارس، لاسيما أن التعليم الإلكتروني أصبح اليوم له مكانة كبيرة في المجتمع.
وعن دورها في نادي البرمجة، أكدت" دوري هو تدريبي نفسي وليس فقط تقني وبرمجي، أعطيت لهم دروساً عن كيفية حماية الأطفال والتعامل معهم، وعدم اعطاء أسمائهم ومعلوماتهم للغرباء، وهي مفاهيم غائبة عن الشارع العراقي".
وتحدثت علي، عن أهم التحديات التي واجهتها بقولها "كوني امرأة وأقود فريقاً هذا بحد ذاته تحد، وأكبر التحديات التي واجهتها لغاية اليوم هي محاولاتي المتكررة مع وزارة التربية لتطبيق نادي البرمجة في المدارس، أما المعوقات الأخرى فواجهتها من المجتمع وعدم تقبله لقيادتي الفريق وتدريب الأطفال بسبب قلة وعيهم بأهمية البرمجة".