بغداد: ذو الفقار يوسف
مشكلات ومشاحنات، ومنافسة مصحوبة بمهاترات قد ملأت عش الزوجية، أطفال صار خوفهم الأول هو عودة والديهم من العمل وانتظار المعركة التي تتكرر منذ عمل والدتهم، فالزوج يشكو من قلة الاهتمام، واحياناً تسيطر عليه الغيرة، أما الزوجة فلا تزال تكرر تلك الجملة (أريد أن أرى مستقبلي)!!
لم تكتمل فرحة ميسون العاني (27 عاماً) بتعيينها في احدى دوائر الدولة، اذ لم تمضِ على مزاولتها للعمل الا اشهر معدودة، وقد بات زوجها يطلق الاسباب والحجج حتى تستقيل من وظيفتها، تحدثنا ميسون بحرقة وتقول: " بماذا نختلف عن الرجال، لنا نفس الطموح والامنيات، فلا يوجد ما يمنع المرأة من العمل اسوة بالرجل".
وتضيف العاني " ان معاناتي بدأت عند شعوري بالاستقرار في عملي، حينها تغيرت احوال زوجي وتعامله معي، اذ كان في بادئ الامر متعاونا، حتى انه كان يساعدني بأمور المنزل عندما اكون في العمل، اما الان فقد تغير جذرياً، حتى انه يخلق الحجج لكي يؤثر في عملي، منها الشكوى من الطعام، وعدم تنظيف ملابسه جيداً، او عدم الاهتمام بطفلي، وكل ذلك فقط لاعود كما يريدني، مجرد ربة بيت ليس إلا".
مُسيرة غير مخيرة
اما الشابة مرام علي (25 عاماً) فقد ملأت حياتها الحيرة وهي تحدثنا وتقول: " منذ ان اكملت دراستي الجامعية، تقدم لي احد زملائي في الجامعة للزواج، ومع فرحتي الكبيرة في ذلك، الا انها لم تكتمل حين سمعت عن لسان والدتي ان احد شروط والدة زميلي الا اعمل في اي مكان، وان اتفرغ بالكامل لزوجي ووالدته، حتى ان اتت لي فرصة العمل، وهذا ما جعلني اتردد بالموافقة على طلب الزواج مع هكذا شروط، فالمرأة هي نصف المجتمع ومكملة له، ولها حقوق كما الرجل في خوض التجارب والعمل وصنع المستقبل لها ولاسرتها، وان تكون مخيرة لا مسيرة من قبل زوجها في هذا الامر، اما عندما تُقيد بهذا الشكل، فانها ستبقى كما نساء الجاهلية الاولى، مجرد كائن ضعيف بلا قرار ولا مستقبل".
الغيرة تقتل
هناك الكثير من الاسر التي انتهت بالتفكك، والعديد من الاطفال راحوا ضحية احد الاسباب التي تنهي زواجاً دام لسنوات، الا وهو الغيرة، صفا صادق (30 عاماً) تحدثنا عن مأساتها: " بدأت نهاية زواجي الذي دام خمس سنوات منذ ان عملت في احد صالونات التجميل، حيث كانت حجتي للعمل في البداية هي مساعدة زوجي في احواله المادية، وهذا ما حصل وتم الاتفاق عليه، الا انه بعد فترة طلب زوجي مني ترك العمل وايجاد عمل اخر عندما اخبرته بأنني قد تعرضت للتحرش من قبل احد الرجال عند عودتي الى المنزل، لم يكن في حسباني انه سيكون جازماً في طلبه، ومع رفضي المتكرر صارت حياتنا جحيماً، فلم اتنازل عن حقي في العمل وهو لم يتنازل عن غيرته، ما ادى الى انفصالنا عن بعض".
كبرياء رجل
أصبح الزواج من امرأة موظفة من اساسيات طلب الزواج، فالعديد من الرجال يريد زيادة دخله المادي او حتى مشاركة احتياجات الحياة من قبل المرأة، الا ان الزوج سعد قاسم (43 عاماً) كان له رأي اخر اذ يقول: " لقد عملت زوجتي في احدى شركات الطيران لمدة ثلاث سنوات، الا انها بعد فترة صارت تناقشني بالامور المادية بيننا".
مبيناً "بانها لا تريد ان تشاركني بمرتبها الشهري، اذ قالت لي بانها غير ملزمة بذلك، وان الرجل هو الوحيد الذي يقع على عاتقه توفير متطلبات المنزل، بعدها اشتد النزاع ما جعلني اقرر ان يكون مكانها في المنزل، والقيام بواجبها كزوجة، ففي النهاية الرجل مسؤول عن أسرته للعيش الكريم بلا منة من زوجته".