الإمام علي السجاد (ع) وواقعة الطف الخالدة

ريبورتاج 2020/09/13
...

صباح محسن كاظم 
 
الدروس التاريخيَّة الخالدة من تراجيديا الطف والملحمة المقدسة بكربلاء الحسين تجدد العزم على الإصلاح بجميع المجالات ورفض كل أشكال الفساد، كل جزء بالحدث الأفجع بيوم الطف بتلك المسيرة الجهادية ينتفع منه تاريخياً للأجيال.. وأحد تلك المواقف النبيلة والعظيمة من الإمام علي السجاد - عليه السلام – بسيرته العطرة، ولعل الظروف المحيطة والبيئة المعاشة، مع العامل الوراثي تتحكمان سايكولوجياً بصياغة الشخصيّة الإنسانيّة، فالجينات الوراثيَّة التي يحملها الأبناء من الآباء تنعكس بالسلوك الإنسانيّ.. وفي هذا الباب: قد ورث الإمام «زين العابدين» علي السجاد -عليه السلام - مصباح المتهجدين، وعلم العارفين، وسيد الساجدين، وعزيز البكائين، الزكي، النقي.. أجمل الخصال من أبيه الحسين الشهيد وجده سيد البلغاء وفارس الإنسانية وفيلسوفها الإمام علي بن ابي طالب -عليه السلام- فضلا عما ورثه من جده رسول الله سيد البشرية.
إنَّ أي رؤية موضوعية للظروف والبيئة التي عاش بها الإمام السجاد تعطينا الدلالات على عمق المأساة التي مرَّ بها في حياته من شهادة الإمام علي -عليه السلام- وهو يصلي بمحرابه، وسم الحسن -عليه السلام- ومجزرة كربلاء وشهادة الإمام الحسين سبط النبي وآل البيت أمام مرأى الإمام السجاد، ثم مراحل السبي إلى الشام، والعودة لزيارة سيد الشهداء والتوجه إلى المدينة.
بالطبع كل أئمتنا عاشوا المحن جراء الظلم الأمويّ والعباسيّ، فما من خليفة إلا وفتك بهم قتلاً وتشريداً، لذا تجد أضرحتهم موزعة بكل العالم، لكن ما عاشه (الإمام زين العابدين) من ظروف قاسية هي الأكثر إيلاماً وتأثيراً بالنفس فمحنة الطف، ونزوة، وظلم وبطش آل أمية والمحاولة للرجوع للجاهلية، ونشر الفساد من أحفاد أبناء صاحبات الرايات، وتدمير المدينة المنورة، وقتل القراء؛ والزهاد؛ والعارفين سمة العصر الأموي.. لذا تصدى الإمام للانحراف بعد شهادة الإمام الحسين -عليه السلام- واتخذ منهجاً ونسقاً جديدين بالتعامل مع الظلمة بالدعاء، وتعليم الأفارقة للدين الحنيف، وإطلاقهم السنوي للدعاة، فالدعاء فلسفة إيمانية روحية ومنهجية لنشر العقيدة الصحيحة دأب عليها الإمام، فضلاً عن رعاية الأيتام وكفالتهم نتيجة لكثرة الضحايا من السائرين على المنهج المحمدي الأصيل من حكام الجور بني أمية.
 
صفاته
اسم على مسمى السجاد، العابد، الراشد، ذو الثفنات، إمام الهدى والنسك والعلم، اشتهر بعبادته، حتى لقب بذي الثفنات، وأكدت معظم المصادر التي قرأتها أنه سيد البكائين، لكثرة خشوعه وورعه، وتقواه، فضلاً عن تذكر مأساة كربلاء كل حين.
 
البلاغة في دعاء الصحيفة السجادية:
الانقطاع والإخلاص والذوبان الإلهي ينعكس في شخصية السجاد -عليه السلام- وترى في ثنايا الدعاء: فلسفة التوحيد، فلسفة الوجود، الرؤية العرفانية الصادقة من قلب ممتلئ بالإيمان.. فتتدفق الحكمة على اللسان.
أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه، ربّ اُناجيك بقلب قد أوبقه جرمه، أدعوك يا ربّ راهباً راغباً راجياً خائفاً، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعتُ، وإذا رأيت كرمك طمعت...
يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، فوعزّتك يا سيّدي لو نهرتني ما برحتُ من بابك ولا كففت عن تملّقك لما انتهى إليّ من المعرفة بجودك وكرمك...
كان عبد الله بن عباس على تقدّمه في السن يجل الإمام (عليه السلام) وينحني خضوعاً له وتكريماً، فإذا رآه قام تعظيماً ورفع صوته قائلاً: مرحباً بالحبيب ابن الحبيب
وقال الزهري، وهو من معاصريه: «ما رأيت قرشياً أفضل منه»، وقال سعيد بن المسيّب وهو من معاصريه أيضاً: «ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين»، وقال الإمام مالك: «سمي زين العابدين لكثرة عبادته»، وقال سفيان بن عيينة: «ما رأيت هاشمياً أفضل من زبن العابدين ولا أفقه منه»، وعدّه الشافعي: «أفقه أهل المدينة».
روي عن الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري أنّه قال: كنت جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال (صلى الله عليه وآله): «يا جابر، يولد له مولود اسمه عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم (سيّد العابدين) فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإنْ أنت أدركته يا جابر فاقرأه منّي السلام» (رواه ابن كثير في البداية والنهاية).
 
الموقف الخالد وتعريف الناس أمام الطاغية يزيد
إنَّ الإخلاص والذوبان في حب الله كان يتجلى بأروع صوره عند السجاد -عليه السلام- في أدعيته وصلاته وخشوعه وانصرافه كلياً لطلب العلم والحنو على الفقراء ونشر الفضيلة، والعطف على الأيتام والمساكين، بل تعداه الى الاهتمام بالحيوان كما بالصحيفة السجادية وغيرها من مآثره.. عاصر اللاهثين على السلطة من معاوية، ويزيد، وابن زياد، وعمر بن سعد، والشمر، وحرملة وكل الفجرة المردة وأحفادهم عبدة الكراسي، ورأى مصارع الكرام وعلو اللئام، وجيء به أسيراً لقصر الشام، ليصدح مفوهاً:
«أيّها الناس، اُعطينا ستاً، وفُضِّلنا بسبع: اُعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين، وفُضِّلنا بأنَّ منّا النبيّ المختار محمّداً (صلى الله عليه وآله) ومنّا الصِّدِّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسد الله وأسد الرسول (صلى الله عليه وآله) ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنّا سبطا هذه الاُمّة وسيّدا شباب أهل الجنّة».
وبعد هذه المقدّمة التعريفية لأسرته أخذ (عليه السلام) في بيان فضائلهم، قائلاً: «فمن عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي. أنا ابن مكّة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى، أنا ابن خير من حجّ ولبّى، أنا ابن من حُمل على البراق في الهواء، أنا ابن من اُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فسبحان من أسرى، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى اليه الجليل ما أوحى، أنا ابن محمّد المصطفى، أنا ابن عليّ المرتضى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا: لا إله إلاّ الله.
أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسيفين، وطعن برمحين، وهاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وقاتل ببدر وحُنين، ولم يكفر بالله طرفة عين.
أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، وقاطع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكّائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين ورسول ربّ العالمين.
أنا ابن المؤيّد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، والمجاهد أعداءه الناصبين، وأفخر من مشى من قريش أجمعين، وأوّل من أجاب واستجاب لله من المؤمنين، وأقدم السابقين، وقاصم المعتدين، ومبير المشركين، وسهم من مرامي الله، وبستان حكمة الله،... ذاك جدّي عليّ بن أبي طالب.
أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيّدة النساء، أنا ابن الطهر البتول، أنا ابن بضعة الرسول (صلى الله عليه وآله)، أنا ابن المرمّل بالدماء، أنا ابن ذبيح كربلاء، أنا ابن من بكى عليه الجنّ في الظلماء، وناحت عليه الطير في الهواء».
ولم يزل الإمام يقول: أنا أنا حتى ضجّ الناس بالبكاء، وخشي يزيد من وقوع الفتنة وحدوث ما لا تحمد عقباه، فقد أوجد خطاب الإمام انقلاباً فكرياً، إذ عرّف الإمام نفسه لأهل الشام وأحاطهم علماً بما كانوا يجهلون.
فأوعز يزيد إلى المؤذّن أنْ يؤذّن ليقطع على الإمام كلامه، فصاح المؤذن «الله أكبر» فالتفت إليه الامام فقال له: «كبّرت كبيراً لا يقاس، ولا يدرك بالحواس، لا شيء أكبر من الله»، فلمّا قال المؤذّن: أشهد أن لا إله إلاّ الله قال الإمام (عليه السلام): «شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظمي»، ولمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمداً رسول الله التفت الإمام إلى يزيد فقال له: «يا يزيد! محمّد هذا جدّي أم جدّك؟ فإنْ زعمت أنـّه جدّك فقد كذبت، وإنْ قلت: أنـّه جدّي فلمَ قتلت عترته»؟!
ووجم يزيد ولم يجر جواباً، فإنّ الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله) هو جدّ سيّد العابدين، وأمّا جدّ يزيد فهو أبو سفيان العدوّ الأوّل للنبىّ (صلى الله عليه وآله)، وتبيّن لأهل الشام أنّهم غارقون في الإثم، وأنّ الحكم الاُمويّ قد جهد في إغوائهم وإضلالهم، وتبيّن بوضوح أنّ الحقد الشخصيّ وغياب النضج السياسيّ هما السببان لعدم إدراك يزيد عمق ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ما أدّى إلى توهّمه بأنّها لن تؤدّيَ إلى نتائج خطيرة على حكمه.
ولعلّ أكبر شاهد على هذا التوهّم هو رسالة يزيد في بدايات تسلّمه الحكم لواليه على المدينة والتي أمره فيها بأخذ البيعة من الحسين (عليه السلام) أو قتله وبعث رأسه إلى دمشق إنْ رفض البيعة.
وفي سياق الحديث عن حسابات يزيد الخاطئة نُشير أيضاً إلى عملية نقل أسرى أهل البيت (عليهم السلام) إلى الكوفة، ومن ثمّ إلى الشام، وما تخلّل ذلك من ممارسات إرهابية عكست نزعته الإجرامية، ولم يلتفت يزيد إلى خطورة الجريمة التي ارتكبها إلاّ بعد أنْ تدفّقت عليه التقارير التي تتحدّث عن ردود الفعل والاحتجاجات على قتله ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولذلك حاول أنْ يلقي مسؤولية الجريمة البشعة على ابن مرجانة،
قائلاً للإمام السجاد (عليه السلام): «لعن الله بن مرجانة، اما والله لو اني صاحبت أباك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولكن الله قضى ما رأيت كاتبني من المدينة، ورفع إلي كل حاجة تكون لك».
والتقى الإمام السجاد (عليه السلام) خلال وجوده في الشام بالمنهال بن عمرو، فبادره قائلاً: كيف أمسيت يا ابن رسول الله؟ فرمقه الإمام بطرفه وقال له: «أمسينا كمَثَل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبّحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، أمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّداً منها، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمّداً منها، وأمسينا أهل بيته مقتولين مشرّدين، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون».
وعهد يزيد إلى النعمان بن بشير أنْ يصاحب ودائع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقائل الرسالة فيردَّهنّ إلى يثرب وأمر بإخراجهنّ ليلاً خوفاً من الفتنة واضطراب الأوضاع.
 
شهادته سلام الله عليه
كانت شهادة الإمام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه في يوم 25 من شهر محرم الحرام عام 94 للهجرة.
وقد سمّه وليد بن عبد الملك، فقضى نحبه مسموماً شهيداً، ودفن في البقيع الغرقد حيث مزاره الآن، وقد هدم الوهابيون تلك المزارات الطاهرة، وقيل ان الذي سمه هشام بن عبد الملك، ويحتمل ان هشام حرض أخاه على قتل الإمام عليه السلام ـ كما احتمل ذلك الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال ـ ومنشأه هو عدم تمكن هشام من تسلم الحجر الأسود وتمكن الإمام كما تقدم الكلام فحقد هشام وحرض أخاه على ذلك.
 
وصيته عليه السلام
روى الشيخ الثقة الجليل علي بن محمد الخزاز القمي في كتابه كفاية الأثر عن عثمان بن عفان بن خالد انه قال: مرض على بن الحسين عليهما السلام ـ في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمداً والحسن وعبد الله وعمراً وزيداً والحسين وأوصى الى ابنه محمد بن علي عليهما السلام وكنّاه الباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان في ما وعظه في وصيته أنْ قال: «يا بني إنَّ العقل رائد الروح والعلم رائد العقل (إلى أنْ قال) واعلم أنَّ الساعات تذهب عمرك وانك لا تنال النعمة إلا بفراق أخرى فإياك والأمل الطويل فكم من مؤمل أملاً لا يبلغه وجامع مال لا يأكله...».
وروي أيضاً عن الزهيري انه قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام في المرض الذي توفي فيه إذ قُدِّم إليه طبق فيه خبز والهندباء فقال لي كله، قلت: قد أكلت يا بن رسول الله، قال: انه الهندباء، قلت: وما فضل الهندباء؟ قال: ما من ورقة من الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة، فيه شفاء من كل داء.
قال: ثم رُفع الطعام وأتى بالدهن، فقال: ادهن يا ابا عبد الله، قلت: قد أدهنت، قال: انه هو البنفسج، قلت: وما فضل البنفسج على سائر الأدهان؟ قال: كفضل الإسلام على سائر الأديان، ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلاً بالسر فسمعته يقول فيما يقول: «عليك بحسن الخلق».
قلت: يا بن رسول الله ان كان من أمر الله ما لا بد لنا منه ـ ووقع في نفسي انه قد نعى نفسه ـ فإلى من يُختلف بعدك؟ قال: يا أبا عبد الله إلى ابني هذا ـ وأشار إلى محمد ابنه ـ انه وصيي ووارثي وعيبة علمي، معدن العلم وباقر العلم، قلت: يا بن رسول الله ما معنى باقر العلم؟ قال: سوف يختلف إليه خلّاص شيعتي ويبقر العلم عليهم بقراً.
قال: ثم أرسل محمداً (الباقر) ابنه في حاجة له في السوق، فلما جاء محمد قلت: يا بن رسول الله هلا أوصيت إلى أكبر أولادك؟ قال: يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا وجدناه مكتوباً في اللوح والصحيفة.
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «لما حضرت علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ضمني إلى صدره، ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به، قال: يا بنيّ إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله».
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة، أغمي عليه ثلاث مرات، فقال في المرة الأخيرة: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم توفي عليه السلام. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.
 
الدرس التاريخي
إن هذه السيرة العَطِرة المُعطرة للسجاد -عليه السلام -ورغم المحن والأهوال التي عاشها، لكنه جابهها بصلابة المؤمن القوي العزيز، لذا ذكراه تتلألأ بعمق الزمن، وتحفر بأخاديد الوجود، ولن تمحو رغم عاديات الدهور، بل تترسخ وتتعمق وتتجذر بالنفوس المؤمنة لخط الرسالة المحمدية الصادقة. لذلك كان يُردد «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة».
سيرة أهل البيت كقارورة عطر كلما تفتحها تملئ الأرجاء بأزكى العطاء، فالذين سخروا حياتهم للعلم، ولخدمة الأمة بانتشالها من جهلها، والسير بهديّ نبيّها، ومقاومة الظلم، والانحراف في مسيرتها، واستبداد الحكام الطغاة الذين يتناسلون كما يصفهم شاعرنا مظفر النواب سجان يتبع سجان، حري بالأمة أنْ تعيد قراءة التاريخ بشكل حقيقي وتضع الرجال بمراتبهم التي رتبها الله لهم بالاتباع والولاء.