24 ساعة حاسمة في المخاض الحكومي اللبناني

الرياضة 2020/09/14
...

 
 بيروت : جبار عودة الخطاط
 
24 ساعة يفترض أن تكون حاسمة في المخاض الحكومي اللبناني المحكوم بمهلة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتي حددت سقف الاسبوعين لولادة التشكيل الوزاري المنتظر، المهلة تنتهي غداً الثلاثاء، من دون أن نشهد ولادة حكومة الدكتور مصطفى أديب الذي يصر على أن تكون كابينته مختزلة بـ 14 وزيراً لا شأن للأحزاب اللبنانية بتسمية حقائبها، فهل ستبصر تشكيلة الأمر الواقع النور لتشق طريقها وسط الضغط الفرنسي غير المسبوق والعقوبات الأميركية التي طرقت بابي حركة أمل وتيار المردة متوعدة بقية الأبواب بلائحة عقوبات جديدة؟!!. 
 
ضبابية المشهد
المشهد الحكومي إذن ما يزال يراوح في ذات المربع وسط حالة من الضبابية وشح المعلومات بخصوص هذا المسار الصعب، ثمة معلومات هي أقرب للجزم بأن الحكومة آتية لا محالة وأن اللواء عباس إبراهيم نقل للرئيس اللبناني عون موقفاً فرنسياً صارماً بأن الحكومة يجب أن تتشكل ضمن المهلة المحددة، فيما يشير مصدر مواكب لعملية التشكيل المتعثرة لـ "الصباح"  الى أن رئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى أديب "يعمد في هذه الأثناء الى إسلوب عدم التواصل مع الكتل النيابية التي سمته في الاستشارات النيابية الملزمة، فيما يشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن مسألة تسمية وزير المالية من قبل (الطائفة الشيعية) هي مسألة ميثاقية لا يمكن التفريط بها لضمان التوقيع الثالث، وأن من يريد المضي في مسألة تأليف الحكومة من دون مراعاة ذلك سيصل الى طريق مسدود". 
وعلمت "الـصباح" أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد أجرى بعد منتصف ليلة السبت على الأحد اتصالاً  مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بخصوص حقيبة المال ولم يثمر الاتصال الى حلّحلة عقدة  المالية  ليتسنى تسريع ولادة 
الحكومة.
في هذا الاتجاه، شهدت الساعات الاخيرة لقاءً جمع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كان محوره عقدة وزارة المالية، فيما يدور حديث عن تأجيل الدكتور مصطفى اديب، تسليم تشكيلته الحكومية المقترحة الى الرئيس اللبناني ميشال عون الى ما بعد الثلاثاء، أي المهلة المبدئية التي وضعها الفرنسيون لإعلان الحكومة المرتقبة. 
 
تفرد الرئيس المكلف
وفضلاً عن عقدة المداورة في الحقائب الوزارية وما تمثله من موقف غير قابل للتفريط به عند رئيس البرلمان نبيه بري فيما يتصل بحقيبة المال، تشعر القوى السياسية في لبنان بنهج غير مسبوق من قبل الرئيس المكلف الذي يقاطع الكتل السياسية التي سمته في الاستشارات النيابية، وهو ما يعد بنظرهم تجاهلا لقوى سياسية أفرزتها انتخابات برلمانية وشكلت توازنات لها ثقلها في المشهد السياسي، فيما يحرص الدكتور أديب كما يبدو على الإفادة من تجربة سلفه الدكتور حسان دياب الذي اضطر الى مراعاة القوى السياسية في تشكيلة حكومته المستقيلة. 
الى ذلك أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش، أن "تيار المستقبل حسم أمره، ولن يشارك في الحكومة، بالرغم من أن الرئيس سعد الحريري على تواصل مستمر مع الرئيس المكلف مصطفى أديب".
واعتبر حبيش، ان "جميع الكتل السياسية مسؤولة بنسب متفاوتة، عما آلت إليه الأمور من تدهور في لبنان على كل الأصعدة، وعليها جميعها إعادة النظر في وضعها عند الرأي العام، الذي لم يعد يستطيع تصديق وعود هذه الكتل بعد تجارب مريرة عدة".
 
تظاهرات بعبدا
هذا وشهد محيط القصر الجمهوري مساء أمس الأول السبت في منطقة بعبدا ببيروت، تظاهرات معارضة للرئيس عون تقابلها أخرى مؤيدة له، وسُجِّل انتشار كثيف للجيش في بعبدا لاسيما عند التقاطعات المؤدية إلى القصر الجمهوري، وعمد الجبش الى الفصل بين التظاهرتين خشية الاحتكاك والاصطدام 
بينهما. كما اتخذت تدابير مشددة من قبل لواء الحرس الجمهوري وجميع الأجهزة الأمنية المتواجدة عند مستديرة الصياد لمنع أي شخص كان من الوصول الى مفرق القصر الجمهوري، واستقدمت أعداد كبيرة من مكافحة الشغب والجيش اللبناني للفصل بين مناصري التيار الوطني الحر والمتظاهرين على طريق بعبدا الذين يتظاهرون ضد الرئيس اللبناني "ميشال عون".