معايير التقييم

الرياضة 2020/09/15
...

علي حنون
ربما تكون النتيجة، التي خرجت بها كرة نادي الشرطة من مُواجهة الأهلي السعودي منطقية عند المعنيين والمُختصين بتقييم كرة القدم، وهي لديهم تتناسب مع الوضع العام للكرة في البلدين خلال المدة الأخيرة، مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة إعداد الفريقين للمُواجهة القارية، لكنها ليست كذلك بالنسبة لجماهيرنا، التي كان مُؤشر تطلعاتها لنتيجة المُقابلة مرتفع جدا لذلك اعتبرت، من جانبها، التعثر حالة غير مقبولة.
معلوم أن تميّز الفرق المحلية، في كُل بلد يُولد من جودة المُسابقة الوطنية بتفاصيلها، وهذه حال لايُمكن القفز عليها، ولان الدوري السعودي مُتميز ومُنافساته قائمة، فان توقعات النقاد والمُراقبين المعنيين بشؤون كرة القدم، كانت تذهب باتجاه كسب الأهلي لنتيجة المباراة مع أمنيات حاضرة بان تُحقق القيثارة المستوى المطلوب، لكن تطلعات المُتمنين لايجابية نتيجة الأخضر في هذه المقابلة، وقفت حائلا دونها خبرة خوض المباريات الدولية بجودة تعامل لاعبي الفريق المُقابل مع أحداث هذه المباراة، فكانت النهاية سعيدة للأهلي السعودي، الذي استغل أخفاقة لاعبي الشرطة وفشلهم في استثمار الفرص التهديفية، التي سنحت لهم في دقائق مُتفرقة في المُواجهة، فجاءت الضريبة خسارة كانت عنوانا لخاتمة هذا الاستحقاق.مُشكلة فرق أنديتنا وكذلك منتخباتنا تكمن في أنها غير قادرة على الاستفادة من دروس التعثر، وهي غالبا ماتقع في شرك ذات الأخطاء في كُل منافسة خارجية دون أن تتحلى بخصلة مُعالجة الهفوات وتصويب الأخطاء، حتى صار يقينا أن عديد لاعبينا يجدون صعوبة في التوفيق بين أدائهم في المسابقة الوطنية وبين صور حضورهم في الاستحقاقات الخارجية، وهذه موضوعة تحتاج إلى إخضاع لاعبينا لعملية تمكين وتثقيف للتعاطي بروحية مُختلفة 
في المُناسبات القارية.
ربما تكون حاليا مباراة الأهلي مع الشرطة، هي حاضرة التقييم لأداء لاعبينا في المُنافسات الدولية، لكن ذلك لايجب أن يلغي من ذاكرتنا محطات ماضية كانت لفرقنا فيها، إرهاصات سلبية نتيجة لقراءات خاطئة، بحيث أن مُمثلي كرتنا وبمختلف توصيفاتهم، لم تكن صورة تواجدهم فيها تتلاقى مع تطلعات 
الجميع.