بغداد: صباح محسن كاظم
لعل اصعب الصعوبات بعصر العولمة هو ضبط الاسرة تربوياً للمحافظة عليها من الانجرار والانهيار الاخلاقي، والتفكك الاسري، وازدياد الطلاق وظيفة الاعلام الجاد كما بصفحة الاسرة حسن التوجيه الأسري لدرء مخاطر الانهيار الاسري.
بكتاب للدكتور عصام عيتاوي (الطفل في ضوء التربية الاسلامية) الصادر في بيروت، عن دار الوفاء الذي درس فيه وبحث سياقات التربية الاسرية وفق القيم والمثل الصحيحة لاعداد الطفل - عماد المجتمع مستقبلا- لقد كرس الكاتب جهده المعرفي والتربوي بالدراسة بعمق عن آلية الاعداد التربوي للاسرة، من خلال فصول الكتاب الشيقة الهادفة، الذي قسمه الى بابين بكل باب 4 فصول، درس بها بعلمية وتاصيل للتعاطي التربوي الاسري، بشكل حضاري ديناميكي مرن لتحقيق سعادة الاسرة، من دون تعسف في الفصل الاول التربية قبل الولادة، الظروف الاجتماعية
والحياتية وتاثيرها في تكوين الجنين، بينما ناقش بالفصل الثاني قضية جوهرية الزواج - اهداف الزواج- اداب الزواج، بينما فصل بالفصل الثالث من ص31 - 46 تربية الطفل بعد الولادة، دور الوالدين في التربية، اثر تربية الولد البكر، الوراثة والبيئة، المؤثرات الاجتماعية والاقتصادي والفكرية.
في الباب الثاني يتواصل المؤلف الدكتور عصام عيتاوي بدراسته الوافية الكافية لموضوعات تهتم بالطفولة، والمرأة، والاسرة والمسؤولية الابوية وفق أنساق التربية الاسلامية الحديثة، حيث ركز في الفصل الاول من الباب الثاني من ص 65 - 72 موضوعات حساسة تنمية الجسم - تنمية الروح- تنمية الاخلاق والوجدان- تنمية العقل والفكر من خلال الغوص بالمنهجية العلمية لتربية الطفل من الابوين بالشكل اللائق، الذي يعزز دور الفرد مستقبلا من خلال تكامله، البدني، والروحي، والثقافي، والادبي، والفني، والرياضي، بينما خصص الباب الثاني لقضايا تتصل ببناء الانسان وفق ديننا الحنيف من تطور التربية في الاسلام، الحاجة الى العطف والحنان، بين الافراط والتفريط، مسؤولية التربية، ويصل بالفصل الثالث من الباب الثاني لقضية التخنث، العقوبات وتاثيرها، علاج الامراض الاجتماعية لدى الطفل، ليختم كتابه التربوي الاسري الهادف ببناء الانسان والاسرة بموضوعات متنوعة بين الكم والكيف والمتغيرات الحياتية، كيف نعد اطفالنا لمواجهة الحياة، فن التربية وصفات المربي الصالح، ص71 (وقد اعتبر الاسلام ان حرمان الطفل من امه والتفريق بينهما من العوامل التي تزلزل امن الطفل خلال السنوات الاولى من حياته)، اعتمد الباحث على عشرات الاحاديث النبوية واقوال الائمة كما في ص75، حمل الوالدين مسؤولية مهمة في تربية اولادهم وتوجيههم الى مافيه خيرهم وصلاحهم وجعل لهم التفكير بمثابة العبادة وبواسطته يعرف الله ويعرف الكون ومحتوياته ومما اوصى به الامام علي (ع) ولده الحسن (ع) يقول :"لا عبادة كالتفكير في صنعة الله
عزوجل".
نجاح الاسرة بتربية الابناء هو صقل لمواهبهم، وتحفيزهم على الابتكار وحب العلم، واحترام الآخر، والانتماء للوطن لنضمن المستقبل الرغيد لهم فالمقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصحيحة، كلما تمت التنشئة الاسرية وفق المثل والقيم والمبادئ الاسلامية، والوطنية، تتربى الاجيال على الاخلاص والنزاهة والاصلاح والعكس بالعكس تحدث الفجوة والتصدع الاخلاقي في ظل اسرة فاشلة في تربية الابناء، وفي وظيفتها الرئيسة بتعليمهم حسن الاخلاق، لتطويق المشكلات الاجتماعية لا بد من التربية الاسرية الناجحة.