تجسس الزوجات غيرة وأحيانا شك

اسرة ومجتمع 2020/09/15
...

 بغداد: سرور العلي

مراقبة، تخطيط، وتفتيش مستمر عن كل ما يؤكد لتلك النساء شكوكهن، فإحداهن لم تنم طوال الليل وهي تقلب بهاتف زوجها، وأخرى دفعت مبلغا ضخما فقط لتعرف في ما كان لزوجها علاقة مع أخرى، وثالثة قد اخترع خيالها قصصا غير موجودة، فقط لأنها وجدت شعرة لامرأة على قميصه، فأين المنفذ من هذه الأفكار؟!

مواقع التواصل الاجتماعي
اذ تفاقمت ظاهرة الشك لدى المرأة بسبب التطور التكنولوجي الكبير وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، واستحداث تطبيقات ومنصات جديدة للدردشة مما أصبح يشكل لهن تهديدا وحالة من الرعب والهلع، فأعطى الزوج مساحة أكبر من الحرية، وصار الهاتف المحمول والحاسوب الشخصي يلازمانه في المنزل والعمل وبداخل سيارته.
يشكو الثلاثيني علي محمد، موظف حكومي، من شك زوجته المستمر وعبثها الدائم بهاتفه ومحتويات عمله وتجسسها على مكالماته، وبخاصة انه يتحدث عبر الهاتف أحيانا مع زميلاته الموظفات بحكم عمله وتبادل الأفكار والخبرة، لاسيما أن الحظر الصحي دفع بالكثيرين للعمل من المنزل.
وقال محمد، ضاحكا:"طالما لم أفعل شيئا يحزنها، ومحافظا على علاقتنا الزوجية لا يجعلني تصرفها هذ ان أغضب، ولكن في بعض الأحيان تتعبني بكثرة أسألتها".
 
ابتسامة وطلاق!
وإذا كان محمد متقبلا لهوس زوجته لم يرض رجال غيره  بما يفعلنه زوجاتهم، ويعدونه فقدانا للثقة وعدم احترام الخصوصية، ومن هؤلاء الشاب وسام خليل، صاحب محل لبيع الثياب النسائية، فقد بات يشكو من جحيم زوجته التي تشك فيه بشكل دائم، كونه محاطا بالنساء طوال النهار، ما يجعل زوجته تعيش كابوسا من فقدانه يوما ما، وأوضح:"زوجتي تعتقد أن هناك من تحاول إغوائي للزواج منها على الرغم من زواجنا عن قصة 
حب جميلة". 
وتحدثت الثلاثينية رنا حسين، بحزن عن تجربتها مع الشك:" انفصلت عن زوجي قبل أشهر، بسبب شكي بأنه على علاقة مع أخرى على منصات التواصل الاجتماعي، ولقضائه وقتا طويلا على الهاتف وأشاهده من حين لآخر يبتسم، وعندما أواجهه يصبح غاضبا ويدعي بأنه يتحدث 
مع زملائه".
حاولت حسين عشرات المرات أن تصلح علاقتها مع زوجها، وترك هاتفه المحمول لها للأطلاع على محتوياته وليطمئن قلبها، ولكنه رفض وأصر على موقفه مما زاد من شكوكها، فجمعت ثيابها وحزمت حقائبها وغادرت البيت، وبعد أيام بعث لها بورقة الطلاق.
ثقة
اما سهى عادل أستاذة علم الاجتماع، فترى أن المرأة تخشى غدر الرجل، ولكي تحافظ على بيتها وأولادها تجدها دائما تتعامل معه بخوف وقلق.
وشددت عادل على "أن تثق الزوجة بنفسها وتبنى علاقتها على التفاهم والاحترام، ليكون زواجا ناجحا، وعدم اختلاق المشكلات التي تعكر صفو العلاقة وتجعلها جحيما لا يطاق، والنظر إلى الأمور الأيجابية".
مؤكدة "أن مشكلة الغيرة المرضية تصاحب الكثير من النساء، وتتسبب بهدم العلاقة الزوجية لسيطرة العواطف والهواجس عليها، وتخيلها أشياء ومواقف يفعلها زوجها من غير أن يكون لها أساس أو صحة".
مديرية الاستخبارات
إن التجسس الذي يصل حد الهوس يؤثر بشكل سلبي في العلاقة الزوجية، إذ تفقد الثقة بين الزوجين، وتصبح الأفكار المغلوطة هي المسيطرة على تفكيرهما وتزداد نسبة الشك وتهديد الأجواء المريحة والهادئة، وتتخلى الزوجة عن أمور كثيرة تبعدها عن الاهتمام بأسرتها وأطفالها، اذ يلجأن معظم الزوجات للقبول بما يفعله أزواجهن والبقاء في صراع الشك، خوفا من تدهور علاقتهن، تقول الشابة غيداء عباس، بحماس:"أحرص باستمرار على مراقبة حساب زوجي على الفيسبوك من دون علمه، وذلك لحرصي عليه من بنات السوء". بعض الرجال لا يسمحون للمرأة بالتجسس والمراقبة، أما هم فيعطون الحق لأنفسهم بالتفتيش والبحث عن كل ما يخص زوجاتهم حتى لو لم يلاحظوا عليهن أي تصرفات تثير الشك، وبينت الشابة رواء حامد "هناك رجال بتصرفاتهم وعنادهم يجعلون زوجاتهم فريسة للهواجس، لو أعطوهن الثقة لأنقذوا العلاقة من العراقيل والتحديات باكرا". ويتلقى الثلاثيني خالد سعد أحيانا بعض مقاطع الفيديو أو الصور لتبادل المزاح مع أصدقائه، ولا يود أن تطلع عليها زوجته ولكنها لا تتفهم الأمر وتتذمر سريعا، وبين"أطلق عليها لقب العميل، لتدخلها في كل شاردة وواردة وفتح تحقيقا مطولا عنها".