لاءُ الحسين

ثقافة 2020/09/18
...

بسيم عبدالواحد
 
ستقولُ لا متفرداً هيَ لاؤكَ
وسيَختفي معنى الدلالةِ بالفم 
وكأنها مقصورةٌ لشفاهِكَ 
ولغيرها مهما أدعى لاتنتمي 
قد أرعبتْ طاغٍ وانجتْ مُعدماً
وكأنها غيثٌ لزرعٍ معدم 
وهواكَ فيضٌ بالقُلوبِ مُدامةً
وكأنكَ الساقي بيومِ مُحرم 
عيني سحابةُ أدمعٍ زختْ دماً
لفجيعةٍ حلتْ بتلكَ الانجم 
لن تكتفي حتى يغورٌ سوادُها 
ياليتها عَميّت لذاكَ المقدم 
ياسائرا في دربِ آلِ محمدٍ
روحي فداكَ علمِتَ أو لم تعلم 
فلمثلهِ لا لن يبايعَ مثلَهم 
قلَ النصيرُ أو تزايدً فالزم 
أرأيتَ خصماً باكياً أعدائه
خوفاً عليهم من لهيبِ جهنم 
هذا أبنُ فاطمة فاكرمْ بها 
وابن الفتى ضرغامِها المتقدم 
ياوارثاً عهدَ الرسالاتِ التي 
قد أُنزلتْ آياتُها بالمُحكم 
متسامحٌ لكنهم لم يفقهوا
معنى التسامُحِ في صداكَ المُلهم 
ومسالمٌ لكنهم قد جحدوا 
فحوى الحقيقةِ بالخطابِ المفحِم 
واستضبعتْ آلُ البهيمةِ شرهَا 
كي يُطفئوا ألقَ الهدى المتزحّم
وتسّعرتْ نارُ الضغينةِ عندهم 
فتوهجتْ قارورةٌ برؤى الدم 
وترصدوا قتلَ ابنِ بنتِ نبيهِم
وتسوروا بيتَ الرسولِ الاعظم 
قد قالها عندَ الولادةِ جدُك 
هي أمةٌ في جهلِها سفكتْ دمي
حتى تعالى في البكا بنحيبهِ
وبكى عليٌ بعده دمعا همي
وسيعتلي فوقَ الحوافرِ صدرُك
ولقد غدى من طعنِها كالمرسم
ياشاربا ظمأَ الطفوفِ وقيضَها
أولم تكنْ نهرَ الحياةِ المفعم 
ظمآنُ والدنيا لإجلكَ ماؤها
دفقَ الفراتُ لثغرِكَ المُتبسم 
وتوجعي مما أبوحُ حرائقا 
لكنني أسدلتُ نارَ تكتمي
أو فرَّ حزنٌ من عُيُونِك خلسةً 
نحو القَطا مرعوبةً بمٌخيّم 
والأرضُ أنما دُحيّتْ لكم 
أو أشرقتْ بالطاهرينَ الفُطّم 
هذا ابنُ هندٍ قد تجاهرَ بالخنا
ليلٌ من الحقدِ الدفينِ المعتم 
هم تبّعٌ لسامري وعجلُه 
يُبدي خُواراً تحتَ ليلٍ أبّهم 
لاءُ الحسينِ ألّا تجاملَ مُفسدا
أو في لَبوسِ الدينِ زيفاً يحتمي
لاءُ الحسينِ براءةٌ من ذُلهِم 
أو خانعٍ يرضى بفعلِ المجرم 
لاءُ الحسينِ قضيةٌ ومتاعبٌ
فتمسكتْ بأسى الطريقِ المُلغَم
قد طبّعوا عارا وباعوا قُدسَنا
لم تندَ منهم جبهةٌ او تندم 
حتى غدى صهيونُ منا ساخراً 
وحتى غدونا كالبعيرِ الأجذم 
وتسربلتْ بالذُلِ تلكَ صروحُهم 
صاروا اسارى كالشياهِ الخدّم 
ولطالما بالعُربِ زعماً أنّهم 
هم أصلُها وتفاخروا في جُرهمِ 
وتآمروا كيما تدومُ خلافةٌ 
فتصفدوا والقيدُ حولَ المعصمِ 
وتجاهروا بالفُحشِ يا أمَّ القرى 
الأمر اضحى بيد الخؤون الاظلم