عملية {قيصرية} لولادة حكومة لبنان

الرياضة 2020/09/19
...

  بيروت : جبار عودة الخطاط
 
اتصالات مكثفة جرت في الساعات الأخيرة في لبنان، بغية ضخ الروح في المبادرة الفرنسية المترنحة منذ عدة أيام بفعل التقاطعات الحادة بين القوى السياسية المؤثرة حيال تسمية الحقائب الوزارية وطريقة التشكيل في حكومة الدكتور مصطفى أديب التي من المنتظر أن تخضع لعملية قيصرية بالغة الصعوبة للتخلص من عسر المخاض الذي طال 
أجله. 
 
الدور الفرنسي
في السياق، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، أن الرئيس ميشال عون تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ظهيرة أمس الجمعة، وتناول الاتصال الوضع الحكومي وضرورة الاستمرار في المساعي لتأمين ولادة الحكومة المتعسرة في أقرب وقت ممكن، ومعلومات "الصباح" أن الاليزيه دخلت منذ مساء الأربعاء بقوة على خط المباحثات الصعبة في بيروت لحلحلة العقد المستعصية في التشكيل، حيث طلبت باريس من أديب التريث بأي قرار يتعلق بالاعتذار والانسحاب من معترك التشكيل الحكومي افساحاً في المجال أمام المزيد من المشاورات من خلال التمديد المحدود للمهلة التي رسمتها المبادرة الفرنسية.
وعلمت "الصباح" أن باريس جادة في الانفتاح على حزب الله رغم الاستياء الأميركي، حيث حصل لقاء مهم بين مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والسفير الفرنسي برونو فوشيه ليل الخميس، تبلغ خلاله فوشيه موقف الثنائي الشيعي (أمل- حزب الله) من الحكومة وعدم تفريطهما بحقيبة المال وتجاوز نتائج التوازنات البرلمانية التي أفرزتها انتخابات شرعية جرت عام 2018.
المعلومات المترشحة من مداولات الربع ساعة الأخيرة، أفادت بأنه تم التوصل إلى توافق بشأن حل "عقدة" وزارة المالية في تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة مصطفى أديب، وأن هذا التوافق جاء بعد اجتماع فوشيه، مع مسؤولين في حزب الله، ورجحت المصادر أن يكون التوافق بين السفير الفرنسي في بيروت والثنائي الشيعي، قد قضى بـ"التسليم بمطلب الثنائي الشيعي بتولي وزارة المالية في الحكومة"، التي يعكف على تشكيلها مصطفى أديب.
 
مواقف تصعيدية
كما أن فرنسا وبعد المواقف التصعيدية التي اُطلقت على مبادرتها للأزمة اللبنانية، استشعرت توجهات اقليمية ولبنانية للتصويب على مبادرتها، لذا وبغية قطع الطريق على ذلك أعطت فرصة إضافية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتذليل العقبات الخارجية والاقليمية أمامها والتي عكسها مواقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أبدى تصلباً إزاء مطالب الثنائي الشيعي بعدم تجاوز ثقلهما البرلماني. 
في وقت أعلن  فيه رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب انه "اتفق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على التريث قليلا لاعطاء المزيد من الوقت للمشاورات القائمة لتشكيل الحكومة"، لكن شيئا ملموساً يشي بحصول تطور إيجابي بملف التشكيل لم يحصل حتى الآن ولم يتم التأكد فعلاً من حصول هذا 
التوافق. 
 
التأثير السعودي
في هذا الاتجاه تواصلت الجهود والاتصالات، حيث جرى اتصال على أعلى المستويات صباح الجمعة بين باريس والرياض تحديداً بعد بروز موقف الحريري المتشدد.
ورغم ان الاتصال لم يكشف عما دار فيه غير أن مصادر أفادت، بأن "باريس مستاءة من موقف سعد الحريري وتواصلت مع الجانب السعودي بعدما استشعرت أن هناك تطويقا لمبادرتها من خلال تحرك الحريري الذي كما يبدو يريد إعادة إنتاج دوره السياسي المحوري لدى الرياض التي سبق أن وضعت خطاً أحمر إزاء عودته للسراي الحكومي، وأن باريس أجرت إتصالها الأخير نظرا لدور المملكة من تأثير في الملف اللبناني وعلاقتها مع تيار المستقبل الذي يتزعمه 
الحريري". 
وتأكد لـ "الصباح"، أن لا صحّة للخبر المتداول في الأوساط الإعلامية في لبنان مساء الخميس وصباح الجمعة عن وصول السفير السابق نواف سلام إلى بيروت في الساعات الأخيرة ليحل محل أديب بدفع من المملكة العربية 
السعودية. 
وكان  قد انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي خبر مفاده بأنّ سلام وصل إلى بيروت صباح الجمعة بحماية أمنية من "المارينز" ومباركة سعودية. 
 
عقوبات أميركية
في هذا التوقيت الحرج، أقرّت الخزانة الأميركية دفعة جديدة من العقوبات على شركات وشخصيات تقول واشنطن بأنها مرتبطة بـ"حزب الله"، مستهدفةً شركتيْ "آرك للاستشارات" و"معمار" ورجل الاعمال سلطان خليفة الأسعد، بصفته مشرفاً عليهما. الدفعة الجديدة من العقوبات تأتي بعد أيام على إدراج الوزيريْن السابقيْن علي حسن خليل ويوسف فنيانوس على لائحة العقوبات الأميركية.