لاعبون بالفطرة

الرياضة 2020/09/19
...

كاظم الطائي

لم تكن استعدادات فرقنا وانديتنا في معظم مسارات المراحل المنصرمة من عمر اللعبة الشعبية الاولى بمستوى المشاركات الخارجية لها لكن النتائج في احايين كثيرة تذهل المتابعين وتضع المراقبين امام تساؤلات مشروعة عن سر هذا التفوق والتميز الذي يتخطى حدود الجوانب الفنية والادوات المعهودة في مثل مقارنات تميل كفتها لصالح كرتنا .
اعتادت منتخباتنا وانديتنا على الظروف الاستثنائية منذ اول دوران لعجلة المستديرة في بلدنا قبل عقود طويلة تسبق التأسيس الرسمي لاتحاد اللعبة في العام 1948 وطالما حققت مكاسب نوعية وتصدرت المشهد العربي والقاري ايضا بمستلزمات لا ترتقي لما متيسر من امكانيات في بلدان اخرى ويعدها النقاد لعوامل عديدة بينها الفطرة او الموهبة الفردية والجمعية للاعبينا من اجيال مختلفة .
في مشاركات دولية سابقة اضطر المدربون لاجراء تدريبات لاعبيهم في اماكن وساحات غير نظامية في اوقات حرجة مر بها البلد واتذكر في احدى المرات ان منتخبنا الشبابي بقيادة مدربه انذاك الكابتن عبد الاله عبد الحميد ومساعده عبد الغني شهد ومدرب الحراس هاشم خميس خاض تمارينه في ارضيات صلدة قبل الذهاب الى عمان لاقامة معسكر هناك التقى فيها نظيره الاردني مرتين انتهتا بالتعادل والفوز المقنع واستبشر المعنيون بما يملكه اللاعبون من مؤهلات تحسم اللقاءات الرسمية باقل جهد ليذهب فريقنا الى مكان اقامة البطولة الاسيوية ويحظى بالاهتمام والترقب .
في مقارنات كثيرة نجد ان الغلبة لصالح اندية ومنتخبات خارجية بالنسبة لظروف الاعداد وتوفر البنى التحتية والخبرات الاجنبية المتاحة في الميدان من اشراف وتدريب واسماء رنانة في حقول اللعبة تم استثمارها لتطوير فرقها فضلا عن مقومات اخرى بعيدة عن لاعبينا لكن النتائج المتحققة لا تمت بصلة لما يجري على ارض الوقائع .
لاعبونا يحسمون مواقف ساخنة بعناوين خارج مديات معهودة ويكتبون سطور تميزهم بابداع الفطرة وحسابات غير منظورة وقد شهدت مشاركات تاريخية لهم في حقب عديدة حصدهم ارقى المراتب بظروف معقدة تفسر للقاصي والداني انهم يعشقون الملاعب ويسعون للصفوف الامامية بادوات تفوق المنطق احيانا .
في ارشيف كرتنا بلوغ مونديال المكسيك عام 1986 من دون ان يخوض منتخبنا اي مباراة له في ملاعبنا وكان فريقان فقط من يمثل القارة في كاس العالم وفزنا بالامم الاسيوية والالعاب القارية والدورة العربية في المغرب وكأس العرب لمرات وووو بظروف صعبة كانت اصوات المدافع وازيز الرصاص وقصف الطائرات ودمار السيارات المفخخة وغير ذلك من تحديات ليست سهلة تكتب فصولها في ذاكرة شعب قهر المستحيل .