مركز الإرشاد الاسري..مشكــلات وحلــول

اسرة ومجتمع 2020/09/24
...

 سعاد البياتي 
 
لجأت سارة رسول وهي موظفة في إحدى المؤسسات الحكوميَّة الى مركز الإرشاد الأسري في مدينتها (كربلاء) بعد أن أخذت التداعيات الزوجية تعصف في منزلها المتواضع، والتي كادت أنْ تصل الى الانفصال التام عن زوجها ومفارقة بيت الزوجية وطفلتها ذات الستة أعوام، فالظروف الاجتماعية الصعبة التي واجهتها بإهمال الزوج لها كان في مقدمة الأسباب التي أدت الى حدوث الشرخ العاطفي بينهما.
حلول مناسبة
وحال سماعها عن مركز الإرشاد الأسري الذي يتبنى المشكلات الأسرية والزوجيَّة ويضع لها الحلول المناسبة لم تتردد عن الذهاب اليه وعرض مشكلتها بعد ان اتعبها العثور على حل شاف 
"أسرة ومجتمع" كانت في مركز الإرشاد الأسري في مدينة كربلاء المقدسة، ووقفت على القضايا الاجتماعية هناك ومدى استيعابها وإيجاد الحلول المناسبة لها.
تقول مديرة المركز سحر محمد: إنَّ "العديد من القضايا الأسرية ترد الى المركز لنجد حلاً لها وأحياناً نستدعي صاحبة المشكلة للتفاهم معها والتداول في شأن قضيتها، فالمواجهة وجهاً لوجه تعطي انطباعاً جيداً على مدى الصدق في الحديث، لأننا وجدنا في العديد من اللقاءات مع المواطنين أنَّ تعابير الوجه وتفسير المحتوى في الحركات هي نصف الحلول".
 
دور فعال
من خلال الاهتمام الموجه للأسرة العراقيَّة وجعلها تعيش بسلام وأمان وفي سبيل إسرة سعيدة لا تشوبها المشكلات وتعصف بها الضغوطات، ارتأت العتبة الحسينية الشريفة افتتاح مركز ارشادي يهتم بقضايا الأسرة والمجتمع على وجه الخصوص للوقوف على مشكلاتها من دون اللجوء الى المحاكم المختصة، حينما تتطور القضية الى نهاية مؤسفة، كما أنه يهتم بقضايا المراهقين والشباب والفتيات من الذين لا تسعفهم أفكارهم في حل قضاياهم، فضلاً عن تقديم العون والمساعدة لفئة المطلقات والأرامل بإيجاد فرص عمل مناسبة لهم".
تقول محمد: "يدير الإرشاد الأسري ويعالج قضاياه خبراء ومختصون في علم النفس والاجتماع، والمهتمون بقضايا الاسرة والمجتمع ممن يقدمون خدماتهم ونصائحهم للأسر المتضررة اجتماعياً، وهم في النهاية رسل سلام ومحبة يجمعون شمل الأسر ويقضون على الرياح المدمرة التي تعصف بالاسر ولا تجد حلولا مناسبة لها".
وعند كل مشكلة تشكل لجنة من الخبراء والمختصين بالشأن الاسري والنفسي لمعالجة القضية واستدعاء الاشخاص موضع المشكلة لتدارس مشكلتهم بغية ايجاد حلول شافية لها. وبذلك استطاع المركز كسب ثقة مئات الاسر والازواج والمراهقين الذين ارهقتهم الحياة وكانوا يشعرون باليأس في حل قضاياهم. 
 
مكاتب ارشادية
الاسرة العراقية حسب محمد تمر بمتغيرات عديدة وكبيرة وتشيع في المجتمع ظواهر اجتماعية خطيرة تبتعد عن الترابط والتماسك الاسري المعتاد سابقا في عادات اسرنا، فضلا عن تزايد المشكلات الاسرية والزوجية وعدم الاستقرار النفسي داخل المجتمعات الواحدة، كل ذلك افرز معوقات عديدة في استمرار الحياة الاجتماعية بشكل هادئ دون مشكلات، لاجل ذلك اهتمت بعض المنظمات والهيئات بالاسرة ودورها في تنظيم الحياة، وان تزايد حالات الطلاق والمشكلات الزوجية في المجتمع العراقي واكتظاظ المحاكم بملفات اسرية غايتها الانفصال دون العودة الى امكانية تقبل الآخر وتذليل الصعوبات، لذا كان لابد من وجود مكاتب ارشادية تهتم بهم، وتضع في اولوياتها ان الأسر تمر اليوم بظروف صعبة، لاسيما بوجود الوباء والقلق المتزايد حول الاصابات، ذلك، ما أثر في سير الحياة بشكل هادئ ومتناسق، نسأل الله أن يمن على جميع الأسر بالصحة والسلامة.