في اعتراف نادر بقدرة الجيش البريطاني على القرصنة الهجومية، أكد أكبر جنرال سيبراني بريطاني أن المملكة المتحدة تمتلك القدرة على إضعاف وتعطيل وتدمير البنية التحتية الحيوية لأعدائها خلال الصراع السيبراني في المستقبل.
يقول الجنرال السير باتريك ساندرز الذي يترأس القيادة الستراتيجية البريطانية: "ان بوريس جونسن اخبره بوجوب ضمان ان تكون بريطانيا قوة سيبرانية رائدة بالكامل، وأن يكون لها القدرة على الدفاع ضد هجمات القرصنة وتنفيذها".
أهداف ستراتيجية وتكتيكية
وبينما يزعم الجيش البريطاني امتلاكه القدرة الهجومية السيبرانية منذ عقد من الزمن، لكنه نادراً ما ناقش ذلك في العلن. ويوضح ساندرز أنَّ القوات المسلحة عملت بشراكة مع مقر الاتصال الحكومي (GCHQ) لإيصال القدرات الهجومية السيبرانية، مشيرا الى أنَّ هذه القوة يمكنها نظرياً "إضعاف وتعطيل وحتى تدمير القدرات والبنية التحتية الحيوية للدول المعادية، التي تكون أهدافها بين ستراتيجية وتكتيكية" سواء عملت بمفردها أو بجانب القوة العسكرية التقليدية.
وكان مستشار رئيس الوزراء (دومينيك كامينغز) متحمساً للتقنية العسكرية الجديدة والإنفاق الإضافي على الحرب السيبرانية، ويتوقع أنْ تكون العامل الرئيس للمراجعة الدفاعية المتكاملة للسنوات الخمس المقبلة، التي من المقرر ان تنتهي في تشرين الثاني المقبل.
وسيعلن رئيس الوزراء التشكيل الرسمي للقوة السيبرانية الوطنية التي طال انتظارها، والتي تدار بالتعاون بين الجيش وGCHQ، رغم تعطله بسبب صراع النفوذ بينهما.
ورغم قلة أمثلة الاعتراف العلني لمناوشات الهجوم السيبراني، لكنَّ بريطانيا لا ترغب كثيراً بتوضيح ما تعده نشاطاً قانونياً. يقول ساندرز: "لقد كانت القرصنة السيبرانية تُقاد في إطار قانوني وترتيبات أخلاقية صارمة"، لكنه لم يتطرق لأية امثلة.
وقد يتضمن إفقار او إزالة البنى التحتية الحيوية من الناحية النظرية إستهداف شبكات الاتصالات او شبكات الكهرباء لأية دولة معادية في حالة الحرب.
اختراق داعش
لقد نفذت المملكة المتحدة عام 2017 عملية قرصنة ضد عصابات داعش الارهابية للحصول على معلومات حول قدرة الدرون المسلحة والمستجدة واطئة التقنية التي كانت تشغلها المجاميع الارهابية في الموصل، وحصلت على تفاصيل حول الدرونات ومصادر الصواريخ التي تحملها، إضافة الى الكيفية ومكان تدريب المشغلين، ما مكنَّ قوات التحالف الدولي ضد داعش من تدمير هذه القدرة.
وتدار العمليات السيبرانية جزئيا هذه من غرفة تحكم قرب كورشام بمدينة تشبنهام، وهو الموقع التاريخي للملجأ النووي السري الذي يمكن ان تنتقل اليه الحكومة البريطانية في حالات الطوارئ.
وأوضح ساندرز ان الجيش البريطاني كان مستهدفا بمعدل ستين هجوما يوميا ما تطلّب مشاركة او تدخل بشري، ويقول: "لو كانت هذه حربا جوية ستكون بمثابة حربا خاطفة، وكورشام هي مركز القتال والتحكم في محطة بينتلي بريوري التابعة لسلاح الجو الملكي".
ويتدرج منفذو القرصنة من هكرز صغار الى مواقع معادية من بينها روسيا، الصين، وكوريا الشمالية، ويُعتقد اليوم ان اربعة من نحو ستين دولة حول العالم تطور من قدراتها السيبرانية.
وكانت المملكة المتحدة في الاشهر القليلة الماضية قد اتهمت روسيا بمحاولتها سرقة أبحاث عن فيروس كورونا من المختبرات البريطانية والأميركيَّة والكندية، في حين لا تزال هناك مخاوف في الدوائر الاستخباراتية من مشاركة الصين الفاعلة في مجموعة واسعة من التجسس الصناعي.
عن صحيفة الغارديان