إبراهيم هلال العبودي
قاسٍ جدا أنْ أرثي صديقاً، وأستاذاً، يغيب في غفلة عنا، بعيداً عن أحبائه، وأنا أتخيل معاناته المضاعفة الأخيرة وهو يفكر في احتمالات رحيله الأبدي، «جبار رشيد» كنت متمكنا من ادواتك إذ مزجتها بحداثتك وعذوبة مفرداتك التي استخلصتها ممن سبقوك بالشعر، لك العزاء، يا من زرعت في كل أرض أصدقاء ومحبين كثر، أثق أنهم سيتولون مهمة وداعك بما يليق بك.
مواصفاتك الشخصية كانت في الحقيقة، جزءا أصيلا من صميم تربيتك الأسريّة، كنت رقيق المعايير والأدوات، يشبه مفهوم القوة الناعمة، ذو أثر إنساني دائم، وبشكل مختصر يكفي للشاعر الراحل ابتسامته، حتى تتكشف بثوان طيب الروح والمحيا، وعمق الذات، اشتهر بشعره المتواضع والقوي في
مفرادته ودلالاته وسرده
المواقف والأحداث بأبيات معبرة وجميلة، له قصائد أخذت حيزا كبيرا بين المتابعين، ومنها «خذني يمك» و»الدنيا مو دنية عشق» و «كون تشوف».
له مجموعة شعرية متميزة سماها «صوت الشمس» انتشرت بشكل جيد وتداولتها العديد من مواقع التواصل الاجتماعي.
الراحل كان شاعرا من الجيل الثاني بعد الشاعر كاظم إسماعيل الكاطع وعريان السيد خلف والنواب ومن أصحاب الشأن الإبداعي والثقافي، إذ كان له الفضل في التعريف بأسماء الكثير نحو تحقيق موطئ
قدم في موقع الخارطة الشعرية وبالاخص الشعبية منها، وكذلك أسهم الشاعر في لعب دوره الثقافي الحقيقي والصادق، إذ ألقى الضوء على العديد من المواهب الشابة في متابعته اللازمة من خلال برنامجه الاذاعي «ليل وشعر» الذي كان يبث من على اذاعة العراقية وبرنامج (قوافي) الذي احتضن البعض من أسماء شعراء شباب التي أبدعت فيما بعد وتابعت دربها. من خلال ظهورهم في برنامجه المميز من على شاشات التلفاز.