ثقافة شعبيَّة.. قيمة جماليَّة

ثقافة شعبية 2020/09/27
...

 أ.د حمد محمود الدوخي
لقد ولد ملحقنا قبل أكثر ما يقرب من العقد ونصف العقد، وكانت الولادة تمثل وعي القائمين عليه بجماهيرية الأدب الشعبي الذي لا بد ان يتوفر له مشغل ثقافي يتتبع تحولاته لاسيما في القصيدة التي المحكية التي اتجهت في العراق الى رؤى حداثوية تتعالى على المحكي المستهلك اليومي لتصنع من نفسها – اي القصيدة المحكية- قيمة جمالية ومنتج بلاغات من شأنها ان تصور تطلعات وهموم مجتمعها بأطر فنية تمنح ذلك قيمة مستمدة من الخير الوجودي الذي تشغله بثبات يتجدد مع كل قراءة، 
بذلك لايكون الأدب الشعبي محاكيا او سائرا على منوال الأدب الرسمي، بل يكون أدبا مستقلا الى جانبه.
 بمثل هذا الوعي بالدور افتتح (ملحق ثقافة شعبية) ورشته الفنية وانا حين اقول، مقرراً، ذلك انما لأنني من الفريق الذي شهد لحظة التأسيس قبل عقد ونصف العقد. وقد ركز هذا الوعي في متابعة الشأن الثقافي الشعبي العراقي من خطة عمل أخذت على عاتقها التغطية اللائقة لمثل هكذا شأن خلاق مثل شأننا المعروف بثرائه وتميُّزه لأنه يتواصل مع موروثه ليؤكد على قصديته في المحافظة على هذا الإرث الذي يمنح الثقافي الشعبي ديمومته وتواصله مع مرجعياته التي توسع أمامه مديات التأويل، وبهذا يكون عمل (ملحق ثقافة شعبية) عملاً يقترب من النهج الأكاديمي إلا أنه يتمتع بحرية اللغة الصحفية ليكون منطقة وسطاً بين الالتزام الأكاديمي واللغة الصحفية وليظل ملحقاً بعيداً عن التوغل النخبوي، وبالوقت نفسه يبقى بعيداً عن المباشرة والسطحية لينال تقدير واهتمام المتلقي المتخصص بهذا الشأن.
قد يتبادر الى بعض الأذهان أن مهمة العمل في الملاحق الشعبية هي أسهل من غيرها في الملاحق، لما يتوهم به هذا البعض من ان هذا الملحق يتمتع بحرية أكثر من غيره، والأمر معكوس بصورة تامة ذلك ان هذا الملحق يبقى أمام اشكالية ثابتة مفادها انه يكتب ويحلل ويستنتج عن ثقافة شعبية يومية تكتب بمفردات معلومة للجميع، وهي مفردات اللهجة، غير ان ما يجعل من الكتابة والتحليل بهذه اللهجة هي الطريقة التي تجمل من مفردات هذا اليومي أدبا محكيا، كما يعني ان على هذا الملحق ان يظل ينشر ادبا محكيا بطريقة فنية تتغير مع كل كتابة، وعلة هذا الأساس في الطريق يصبح هذا الملحق ادبا يكتب عن ادب.
مبارك عيد التأسيس لهذا الملحق بفريقه الجاد الذي سيظل مصنع أدب كتابة وتحليلاً.