ضيوف الفضائيات وتنمية الشائعات!
الصفحة الاخيرة
2020/09/30
+A
-A
زيد الحلي
وامام من بيدهم ادارة امورالبلد، اضع حقيقة ثابتة، من الواجب دراستها وهي ان الشائعة طائرة أسرع من الصوت وفي احايين كثيرة اسرع من الضوء، وفي الذاكرة القريبة والبعيدة اسماء حوادث مؤسفة وانهيارات وتداعيات كبيرة وخطيرة في حياة الأوطان والشعوب اطاحت بعروش وامبراطوريات، وقفت خلفها وقادتها " شائعة" صغيرة باعتبارها من مفاتيح الشر!
وفي رأيي ان اهم اسباب انتعاش " الشائعة" يعود إلى انعدام المعلومات، وندرة الأخبارالموثقة، ومن هنا ينادي الخبراء بضرورة تزويد المجتمع بجميع الأخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة حتى يكون على بينة بما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر في حياته ومستقبله... وهذا ما يحصل الآن مع الاسف، وانني اشبه " الشائعة " بإنسان يمدحك في ضجة ويخونك في صمت، وهي اخس صور الخيانة، واخطر انواع "الشائعات" تلك التي تروج في أول الأمر، ثم تغوص تحت السطح كعقرب الرمال، لتظهر مرة أخرى عندما يتهيأ لها الجو للظهور، ويكثر هذا النوع من الشائعات في القصص المماثلة التي تعاود الظهور في كل حرب و في كل ازمة وعند اتخاذ اي اجراء اقتصادي مفاجئ او قرار بعزل فلان عن مسؤولية كبيرة او فشل في ادارة قضية تهم المواطنين .
وحسب دراسة علمية، فإن المعلومة الصحيحة تفقد 70% من تفاصيلها عند وصولها إلى الشخص الخامس أو السادس، ما يدل على أن الشائعة سهلة النشوء وسهلة التركيب، فبمجرد أن يحاول شخص تعويض المفقود من هذه التفاصيل، فإن المعلومة نفسها بتركيباتها الجديدة تتحوَّل إلى شائعة.. وهذا هو غالباً ما يحدث حين يحاول بعض ضيوف الفضائيات المحلية "الدائمين" أن يصوروا أنفسهم انهم أعرف أو أقرب من غيرهم إلى مصدر المعلومة.. فتكون تصريحاتهم الفاقدة للتأثير اخطر من "الشائعة" ذاتها التي يحاولون الرد عليها !
دعوة الى اصحاب القرار : انتبهوا رجاء الى خطورة " الشائعات" التي تدور مثل الثعابين حول اعناق الوطن ، اقتلوها في مهدها ، وانهوا غلوائها ونتائجها المدمرة بإجراءات الصدق والشفافية قبل فوات الأوان ..!