ما السر..وراء انتحار المشاهير في اليابان

بانوراما 2020/09/30
...

  طوكيو: بي بي سي

توفيت الممثلة اليابانية يوكو تاكيوشي الحاصلة على جوائز عديدة عن عمر ناهز أربعين عاماً وقد عثر على جثتها في منزلها بالعاصمة طوكيو. وأفادت وسائل إعلام يابانية بأنَّ الشرطة بدأت التحقيق في حادث وفاة تاكيوشي وتشتبه بأن تكون الممثلة وهي ام لولدين قد ماتت منتحرة.
ممثلة مشهورة
وتفيد الأنباء بأنَّ زوجها الممثل تايكي ناكاباياشي هو من عثر عليها في منزلهما الواقع في "شيبويا وارد". ثم نقلت إلى المستشفى حيث تأكدت وفاتها.
كانت تاكيوشي ممثلة مشهورة في اليابان، حيث ظهرت في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية خلال مسيرتها المهنية.
وفي بيان لها، قالت شركة ستارداست بروموشن، وهي وكيل الأعمال الفني للممثلة، إنها "مصعوقة بالخبر وحزينة لسماعه".
نالت تاكيوشي الشهرة عن دورها في فيلم الرعب الياباني "رينغو" لعام 1998 والذي قامت هوليوود بإعادة إصداره باللغة الانجليزية في 2002 في فيلم بعنوان "الخاتم".
ولعبت أيضاً دور المحققة شيرلوك هولمز في مسلسل "ميس شيرلوك" من انتاج شبكة "هوم بوكس أوفيس" الأمريكية في 2018، والذي بث في عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة.
ولثلاثة أعوام على التوالي، بين 2004 و 2007، فازت تاكيوشي بجائزة أفضل ممثلة في جوائز الأكاديمية اليابانية.
وتفيد مجلة "فاريتي" أنه إلى جانب القائمة الطويلة من إنجازاتها في مجال التمثيل، فإن صورة تاكيوشي المرأة الدافئة والمبتسمة والمتواضعة أكسبتها شعبية لدى المعلنين.
 
بوكيمون الإلكترونية
وعلى الرغم من أن الانتحار لم يؤكد في حالة تاكيوشي، إلا أنه كان سبب الوفاة بالنسبة لعدد من المواهب اليابانية مؤخراً، ومن بينها الممثلة "سي أشينا" في وقت سابق من هذا الشهر، والممثل "هاروما ميورا" في تموز الماضي ونجمة المصارعة "هانا كيمورا" في أيار الماضي.
يعد معدل الانتحار في اليابان أعلى معدل في العالم، ولكن إحدى البقع الجميلة التي ساءت سمعتها لارتباطها بالانتحار، شهدت انخفاضا ملحوظا في عدد المنتحرين فيها هذا العام، ويرجع ذلك إلى عامل غير معتاد، وهو لعبة بوكيمون الإلكترونية. وهذا ما يشرحه سيميون بيترسون من بي بي سي.
تشتهر مدينة توجينبو الواقعة في مقاطعة فوكوي بأجرافها، حيث توجد أعمدة من البازلت مرتفعة من بحر اليابان بطريقة مثيرة، في منظر يجتذب الزائرين من المناطق المجاورة. ولكن تلك البقعة للأسف أصبحت سيئة السمعة بالنسبة لنوع آخر من الزوار، يقصدونها غالبا من أماكن بعيدة، ويدفعهم إليها سمعتها باعتبارها بقعة معزولة للإقدام على الانتحار.
فقد قتل 14 شخصا أنفسهم في 2016، و12 شخصا في العام الذي سبقه. ولكن لم تشهد توجينبو أي حالة انتحار في الشهور الأولى من هذا العام.
وهناك نظرية مثيرة لتفسير تلك الظاهرة لدى يوكيو شيغي، وهو رجل شرطة متقاعد يعرف بقدرته على منع حالات انتحار كثيرة خلال دورياته لتلك الأجراف.
وهو يظن أن لعبة بوكيمون المعروفة في أجهزة الهواتف الذكية، التي يمسك فيها الناس بشخصيات تخييلية في مواقع طبيعية على الأرض، قد تكون السبب وراء ذلك، إذ إنها تدفع حشودا من اللاعبين إلى ملاحقة مخلوقات نادرة في تلك البقعة حيث "تظهر" تلك المخلوقات.
وقال لموقع دوت الياباني الإخباري "إن تأثير بوكيمون كبير جدا. وآمل أن يستمر هذا المعدل، وهو صفر انتحار".
 
تطور إيجابي
وقالت فيكي سكورجي مديرة جمعية تل لايفلاين، وهي جمعية خدمات صحة نفسية ومشورات طبية، إن انخفاض معدل حالات الانتحار تطور إيجابي.
وأضافت أن هناك "على ما يحتمل عدة عوامل" مؤثرة، لكن قد "يكون للعبة تأثير قوي".
إذ إنَّ معظم الناس الذين يقدمون على الانتحار يفعلون ذلك في أماكن خاصة، غالبا في منازلهم. وبعد ظهور هذه اللعبة تواردت أنباء عبر وسائل الإعلام عن وجود حشود من لاعبي اللعبة في توجينبو، وربما جعلها هذا بقعة غير محببة لمن يقدمون على الانتحار ويبحثون غالبا عن مكان معزول. ومع تسليط وسائل الإعلام الأضواء باعتباره عاملا مؤثرا في جذب الناس إلى بقع الانتحار، فقد يكون من المحتمل أن تؤدي تغطية مختلفة للمنطقة إلى تغيير سمعتها.
وتقول مديرة الجمعية إن حكاية توجينبو تأتي في وقت تنخفض فيه معدلات الانتحار في أنحاء اليابان، من 33000 منتحر كل عام، في ذروتها، قبل عقد من الزمن، إلى 21000 شخص في الوقت الحالي.
وقد انتحر ستة أشخاص فقط في مقاطعة فوكوي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2017، مقارنة بـ15 شخصا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما ذكرته سكورجي.
وأدت سياسة الحكومة التي تحسنت كثيرا دورا كبيرا في انخفاض معدلات الانتحار، كما تقول سكورجي، على الرغم من أنه لا يزال هناك قلق من تزايد أعداد الأطفال الذين ينتحرون.