الحسين «ع» في ضمائر شعراء تازة خورماتو

ثقافة 2020/10/03
...

  ابراهيم قوريالي
تعتبر رابطة شعراء آل بيت الرسول صل الله عليه وسلم في ناحية تازة خورماتو جنوب كركوك 17 كم من انشط الروابط التي تقوم باحياء مناسبات آل بيت الرسول من بداية شهر المحرم الحرام الى نهاية السنة الهجرية المباركة وتتركز وتتكثف نشاطاتهم من الاول من المحرم الى يوم العاشوراء الحزين ثم الى زيارة الاربعينية المباركة وتستمر خمسين يوماً متتالياً، حيث يقومون كل سنة بكتابة اجمل قصائدهم المقفاة والموزونة في الهجو ذات المقاطع، التي تحوي كلمات حزينة لها ايقاع لطمي تكاد القلوب تدمى عندما تستمع اليها.
اعضاء الرابطة 12 يتوزعون كل ليلة بين الحسينيات الموجودة في كركوك، حيث يلقون قصائدهم شخصيًا بأصوات شجية حزينة مبكية او من قبل الرواديد الكبار، والتي تحمل قصصاً وحكايات واقعية وحقيقية عاشرها وعاشها اهل بيت الرسول(منذ قدومهم الى الطف انتهاءً بواقعة غرباء الشام) وبلغتهم التركمانية المحلية الجميلة، في العام الماضي جاء الرادود المبدع عمار الكناني الى المجلس الحسيني المقام هناك وقام بانشاد لطمية( ياخيمات) الشجية وباللغة التركمانية من كلمات الشاعر الكبير رجب بربر اوغلي، التي نالت اعجاب المهتمين في هذا الشان ونقلتها عدة قنوات تلفازية، وبعدها جاء الرادود المبدع باسم الكربلائي ونزار القطري ايضاً الى تازة خورماتو واعجبا كثيراً بابداعات الشعراء التركمان.
مقتطفات قمتُ بترجمتها  من اللغة التركمانية الى اللغة العربية( بتصرف) من قصائد اعضاء الرابطة المباركة، حيث كتبَ الشاعر الكبير ناقي كويلو اوغلى قصيدة رائعة يقول فيها:
السلام عليك يا ابا الحسن،/ وجدتك ملاذاً تحت ظله احتمي وكل سوءٍ وضيق باسمك ينجلي يا علي.
سيدي يا صاحب الزمان،/ هل من يذكرك عند العاشوراء؟/ نحن اهل بيتك نفعل هذا.
والشاعر الكبير رجب بربر اوغلى ايضا كتبَ:
يا علي../ اليك نشكو همومنا التي فاقت حسناتنا للاسف،/ يا علي، ادركنا فقد نسينا الاخرة والقبر والحساب،/ يا علي، انت ملاذنا الذي نلوذ به من عاتيات الدهر،/ يا علي من لنا غيرك سنداً؟.
 ويقول ايضاً في قصيدة يا خيمات/ بكل وقاحة احرقوا خيمات النساء،/ واخذهن سبايا الى الشام، غرباء ومساكين لأحول ولاقوة لهم.
الشاعر موسى اصغر مرادلي والد شهيد العقيدة الذي استشهد عند عملية تحرير ناحية البشير كتب ايضاً قصيدة اداها الرادود سيد مصطفى التركماني سنة 2020
ما ان دخل علمدار سوح الوغى،/ حتى جعل جيوش الاعداء يتفرقون شذراً مذراً،/ قال لهم :/ ليخرج ويقابلني من تظنون انه بطل؟/ لكن الغدر صفاتهم اوقعوه شهيداً في ارض كربلاء المقدسة وقد رويت بدم العباس ابو الفضل حامل لواء اهل الكساء.
اما الشاعر قاسم دميرجي كتبَ  تحية حب وتقدير لثلاثة من شهداء لواء ١٦ الحشد الشعبي من اهالي مدينة تازة البطلة: 
لكم الحب والتقدير/ لكم الجنة مع الرسول والحسين/ بشرى استشهادكم بطريق العقيدة والايمان،/ لقد رفعتم اسم 
مدينتنا،/ لقد جعلتم رؤوسنا مرفوعة بين الامم،/ لن ننساكم ابداً ابداً،/ يا اولاد بنت رسول الله، جعلنا الله معكم في الجنة إن شاءالله وننال 
درجة الشهادة في طريق الايمان والعقيدة.
ويضيف الشاعر جبار تازه لى في هذا الصدد:
 وحيد في كربلاء/ انا ابن الرسول كيف ابايع الفاجر؟
يا شاه كربلاء انظر الى حالنا،/ قطعوا الماء عن النساء والاطفال،/ قتلوا اولادي جميعًا،/ انهض يا والدي واشهر سيفك( ذوالفقار) وانتقم لنا من الكفرة والقاتلين،/ وحيد انا يا والدي/ غريب انا في ارض كربلاء،/ نحن شيعتك يا حسين ونتشح بالسواد الى يوم الدين/ حزناً لآل بيت الرسول.
وكتب الشاعر مهدي نجار رائعة يقول فيها:
 يا شهداء العقيدة،/ انتم الآن بين يدي الحسين بن علي/ في الجنة إن شاء الله،/ نحتاج الى شفاعتكم ايها الابطال،/ بعد الله نطلب دعاءكم،/ على نهجكم سنسير باذن الله.
ولا ننسى دور الشعراء الشباب ايضاً في هذه الرابطة الفكرية العقائدية وهم كتبوا ايضاً في حق مأساة اهل بيت رسول الله صلوات الله عليهم جميعًا، حيث كتب الشاعر الشاب على نجار:
 
ساعد الله قلبكِ مولاتي زينب،/ سلام الله عليكِ،/ في كل صلاة ودعاء،/ غريبة الشام يا بنت رسول الله،/ بالحسين نحن نفخر/ وبالحق نحن نجهر.
وكتب الشاعر نجاة شان اوغلي قصيدة رائعة يقول فيها:
انظر ماذا فعل الاعداء لأهل بيت الرسول في كربلاء؟/ قتلوا الرضيع/ وغدروا بابي الفضل الشجاع،/ قتلوا خير الشباب (قاسم)،/ قتلوا شبيه الرسول علي الاكبر،/ انظر الى حال اختنا زينب،/ جعلوها اسيرة مكسورة الجناح الى الشام الظالمة،/ يا ولدي لا تنس تضحيات أهل بيت الرسول،/ خذ العبر والدروس منها وسر على نهجهم العقائدي.
وفي الاخير نتمنى لرابطة تازة لشعراء اهل بيت الرسول الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى على كل كلمة او حرف كتبوها، وصدق الامام جعفر الصادق عندما قال:( من كتب بيتاً من الشعر لنا بنى الله له قصراً في 
الجنة).