لعلَّ السؤال التقليدي الذي يتبادر الى الأذهان ويقدم إجابات متناقضة وأحياناً حادة الى درجة التجريح، هل جمال روح المرأة يعوض عن شكلها المتواضع ويسبب لها نفوراً مجتمعياً؟ ما يسبب لها انكساراً نفسياً حاداً، ليس من السهولة إعادته أو ترميمه وتكون فرصتها ضعيفة في الزواج كحق مشروع لها، بوصفها إنسانة لها مشاعر وأحاسيس تجاه أبنائها المحتملين، لأنها بطبيعتها تمتلك أحاسيس عاطفية كبيرة، لا بد من ترجمتها بشكل واقعي وصحيح، فضلا عن توقها لبناء أسرة متينة، خصوصا اذا كانت تمتلك قاعدة معرفية وثقافية قد صل بها الى بر الأمان.
هذه الاحكام التعسفية ضد شكل المرأة والامعان في ايذائها النفسي لانجدها الا في البلدان الرازحة تحت انقاض التخلف والأمية الثقافية، هي بالنتيجة غير مسؤولة عن بساطة مظهرها الشكلي، انها صنع الله سبحانه وتعالى هوالذي خلقها وسواها ولا اعتراض على خلقه.
من منا فكر بالتوغل في معرفة امكانيات المرأة المتواضعة الجمال وفك شفرة روحها والتعرف على اعماق نفسها والكشف عن جوهرها الثر المطرز بالايمان الصادق بالله وبكل مامن شأنه ان يرفع من درجاتها عنده وباناقة الكلام وادارة الحوار الايجابي والاصغاء السليم، فضلا عما تحمل من انسانية وطيبة وعطاء غير متناه، ما يمنحها اضافة كبيرة لشخصيتها ويمنحها الاعتبار الرمزي والاعجاب الضمني غير المعلن خشية اصطدام المعجبين بآراء الاحكام المبنية على المظاهر الخادعة.
ألم يكن في مقدور العالم والمجتمعات الثقافية والتي قطعت اشواطا على حد زعمها في التربية والثقافة والحياة، أن تحقق ذلك المفهوم العام للجمال وتتجاوز التمييز على اساس المعايير التقليدية شكل المرأة ولونها او بساطة جمالها وفق العمل والانجاز الفعلي والتربية الصحيحة، لتلك المخلوقة العجيبة في التركيب والصفات!
لذلك نرى في الغرب رجلا اشقر وسيما مرتبطا بزوجة من القارة السمراء، وامرأة بيضاء مقترنة برجل داكن السمرة، لان كليهما استطاعا تفكيك أسرار الروح الغنية وحققا اخيرا ما خططا اليه. وعليه يجب تبني الأفكارالنقية والتطلعات السليمة على اساس الجوهر وليس المظهر الذي يخدعنا احيانا بسبب تراكم كمي من المفاهيم المغلوطة
والمقاسات الخاطئة بعد ان نسجت خيوطها في دهاليز التفكير المربك.