خطورة رمي الكمامات والقفازات في الأماكن العامة

اسرة ومجتمع 2020/10/11
...

 بغداد: قاسم موزان
 
بات رمي الكمامات والقفازات المشبعة بالفيروسات غالبا في الاماكن والشوارع والأزقة مشهدا مألوفا يثير الاستهجان والرعب في آن واحد، في الوقت الذي يشير الموقف الوبائي لجائحة كورونا المستجد إلى خطورة الفيروس، ولعل إلقاء وسائل الحماية الشخصية في الاماكن العامة يزيد من انتشار المرض، وصعوبة السيطرة عليه
الى ذلك قال إخصائي المفاصل والعظام د.حازم خضير الخفاجي:»بعد حرص الكثير من الناس على ارتداء الكمامة، والقفازات في عتمة تفشي الفيروس المستجد بدأت مشكلات أخرى تساعد أكثر على انتشار المرض، وهو الإلقاء والرمي العشوائي للكمامات في الشوارع والتجمعات العامة، ما يجعلها عرضة إلى التماس المباشر مع عمال النظافة والأطفال، ويمكن أن تكون سببا في تلوث الهواء بالفيروسات المتطايرة منها، التي من الممكن أن تبقى حاملة لها مدة تصل إلى ثلاث ساعات، كما ثبت ذلك علمياً» وأضاف»بدأت الكثير من الدول تحافظ على مواطنيها بالحد من هذه الظاهرة عن طريق وضع قوانين وتعليمات، كما حدث في الجزائر، عبر تشجيع الناس على الاحتفاظ بالكمامات المستعملة في أكياس مغلقة لمدة ٢٤ ساعة قبل رميها، للتأكد خلوها من الفيروس الحي أو كما فعلت حكومة أبو ظبي، إذ وضعت غرامة قدرها ألف درهم على السائق الذي يرمي كمامته من نافذة السيارة أثناء القيادة.
 
لغم فيروسي
اكد طبيب الاسنان حيدر بهجت خطورة الظاهرة في نقل الفيروسات وانتشارها على نحو مرعب واول من يقع ضحيتها هم عمال النظافة البسطاء وأسرهم الفقيرة او قد يكون ضحيتها طفلا صغيرا او شخصا بسيطا يجهل خطورتها، فالكمامة المستخدمة تعتبر لغما فيروسيا صغيرا ينفجر على ملامسه، واشار بهجت الى ضرورة التوعية بحرق أو دفن أو رمي تلك المخلفات في الاماكن المخصصة او وضعها في كيس بلاستيكي، بعيدا عن النفايات المنزلية، والحذر ومراقبة اطفالهم، حيث تقع عليهم المسؤولية كاملة في محاربة هذا الوباء الخطير والفتاك بكل التدابير والتعزيزات الوقائية. 
 
تدبير احترازي
الموظفة في مدينة الطب قسم صحة مجتمع منهى عباس اكدت أن رمي الكمامات و القفازات في الطرقات ظاهرة غير حضارية يترتب على اساسها الكثير من الامراض، سواء كانت معدية او نفسية، بمجرد أن تشاهد الكمامة يراودك الشعور بخطورة الفيروسات من مختلف جهاتك، اما ارتداء الكمامة يعني الوقاية من فيروس كورونا المستجد كتدبير احترازي لمواجهة المرض والحد من خطورته وعدم الالتزام بها يعد جريمة صحية والتقيد بها يدل مدى وعي المواطن وبشروط السلامة الصحية وضرورة التخلص الآمن من الكمامة في مكان مخصص لها وليس في شكل عشوائي، حفاظا على صحة الآخرين.
في حين أشار التربوي سعد السوداني إلى أن التدابير الاحترازية، سواء كانت في مجال الصحة العامة، أو في مجالات أخرى لا تتعدى في غالب الأحيان الثقافة النظرية أو التعليمية المدرسية، لكن لا نرى أثرا واضحا في الواقع التطبيقي، مثل التعامل مع التلوث البيئي أو النفايات المنزلية، وما ينتج عن المؤسسات الصحية في مواجهة كورونا، ومن المعيب أن نرى أعدادا هائلة من الكمامات والكفوف وغيرها تغطي الشوارع وأحيانا بداخل سيارات النقل العام، ولفت السوداني الى أن» الأمر لا يخلو من جانب نفسي وثقافة مجتمعية مشوشة غير متزنة وسلوك ازدواجي في التصرف».
 
ندوات توعويّة
وبين الناشط المدني لطيف جيجان: «أن سلوك البعض برمي الكمامات والكفوف سلوك متمم لما اعتاد عليه، لكن هذا الأمر يختلف لكونه يتعلق بمرض مميت انتشر على نحو مخيف في العالم، وعجزت المؤسسات الصحية حتى الآن من انتاج دواء شافٍ، وهذا يعني أن التدابير الاحترازية باتت ضرورة لتفادي الإصابة والحد من انتشار العدوى، ودعا جيجان منظمات المجتمع إلى عقد ندوات لتوعية المواطنين، الذين يجهلون أو يتجاهلون خطورة 
الوباء، والتشديد على الالتزام بشروط السلامة الصحية في حدودها الوقائية المتبعة الآن. وتحرص أم وسام (51) عاما، ربة بيت على رمي الكمامات والقفازات في أكياس القمامة بعد كل استخدام لها من قبل أبنائها، وتؤكد مبتسمة:»اتباع الإجراءات الوقائية والتحذيرات الصحية يجعلاننا بوضع آمن وبعيد عن العدوى، لذا على كل ربة بيت أن تعي ما يقوم به أولادها من استعمالات خاطئة لأدوات الوقاية والتعقيم، لتحافظ على حياة أسرتها.