هل تعود القرصنة البحريَّة من جديد؟

بانوراما 2020/10/13
...

إرومو إجبجول
ترجمة: شيماء ميران
على مدار الشهور القليلة الماضية، وبسبب قلة السفن التي تعبر البحار، استمتعت الحيوانات البحرية بموطنها، فشوهدت الدلافين الحدباء المهددة بالإنقراض في ابو ظبي واصناف اخرى قبالة سواحل لاغوس في نيجيريا، لكن هناك عودة اخرى تلوح في الافق ايضاً وهي عودة القراصنة المثيرة، إذ بعد سنوات من الانخفاض المتواصل لحالات الاختطاف تتزايد عمليات القرصنة، وما يزيد الامر سوءاً تفشي جائحة “كورونا”.
ورغم انخفاض هجمات القرصنة على مسالك الشحن الرئيسة منذ سنوات، إلا ان مكتب الملاحة العالمي (IMB) وصف خليج غينيا عام 2019 كأحد اخطر مسالك الشحن البحري في العالم، لكن بشكل عام كانت حوادث القرصنة البحرية في العام المنصرم هي الادنى منذ عام 1994.
إلا ان ذلك تغير اليوم، فبحسب IMB شهدت الاشهر الثلاثة الاولى من هذا العام تزايداً في عمليات القرصنة البحرية والسطو المسلح بنسبة 24 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، اذ لا يزال خليج غينيا، الذي يحيط بمعظم الاجزاء الغربية والوسطى لافريقيا، يعد منطقة ساخنة، اما في الاميركيتين فكانت هناك سلسلة من الهجمات مؤخرا على منصات النفط والسفن في خليج كامبيتشي بالمكسيك، ولم يتم حتى الان تكوين علاقة سببية مباشرة بين أزمة فيروس كورونا والقرصنة، ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة تينيسي بنوكسفيل براندون برينز: “بينما الحكومات تعطي اولوياتها للرعاية الصحية بدلا من الامن، فمن المرجح ان تُفاقم الجائحة الظروف التي تؤدي بالفعل الى القرصنة البحرية مثل الفقر والبطالة”.
تقول مديرة البرنامج الافريقي البحار المستقرة لمستقبل الأرض مايسي بيجون: “ان قلة الفرص الاقتصادية المتاحة تقيد الاماكن التي يلاحظ فيها وجود القرصنة، فبعد أن تضررت صناعات النفط والغاز المهيمنة في خليج غينيا كثيراً بسبب ازمة كورونا، فبالتأكيد يمكنكم فهم العالم الذي ينجرف فيه المزيد من الاشخاص للمشاركة في نشاطات غير مشروعة مثل القرصنة والسطو المسلح من اجل إعانة انفسهم”. 
 
الجائحة والقرصنة
كما ان الإرباك الناجم عن الجائحة ترك الدول الساحلية الفقيرة اكثر عرضة للتهديدات في البحار المفتوحة، في الوقت الذي يكرسون اكثر مصادرهم المحدودة على مكافحة” كوفيد -19 “ في الداخل، تاركين حدودهم البحرية نافذة اكثر من اي وقت مضى.
وفي وقت سابق من العام الحالي فرضت المواجهة بين روسيا والسعودية وللمرة الاولى في التاريخ انخفاضا حادا في اسعار النفط الى ما دون الصفر، ما اجبر الدول المنتجة للنفط على الدفع لبيع نفطها لان مساحة التخزين اصبحت باهظة الثمن، كما امست الكثير من البارجات عالقة في البحر لتصبح فريسة سهلة امام القراصنة. 
وهذا الامر ينطبق على السفن التي تبحر وتحمل مسافرين مصابين بالفيروس، ففي اوائل اذار الماضي، وضعت اكثر من 36 رحلة بحرية في الحجر الصحي وهي في البحر، وكانت هذه السفن معرضة للخطر ايضا بسبب قيود السفر المفروضة التي تعيق استبدال الملاك الطبي او زيادة القوات البحرية من اجل استجابة امنية منسقة. 
ويؤكد برينز انه من المتوقع تزايد هجمات القرصنة البحرية مع انتهاء هذا العام، فهي طريقة اخرى من الطرق متعددة الاوجه وغير المتوقعة التي ستقلب الجائحة بها العالم رأساً على عقب.