أسود الرافدين والعزلة القسرية

الرياضة 2020/10/14
...

طه كمر
أين منتخبنا الوطني؟ تساؤل مشروع ربما يطرحه أي عراقي تهمه مصلحة البلد، خصوصا الرياضية منها، بعد أن شاهد وتابع وسمع الكثير عن عودة منتخبات العالم للأجواء بعد اجتياح فيروس كورونا للعالم بأسره والحد من حركة الناس، لاسيما الرياضية التي تتجلى بإقامة المباريات الدولية والمسابقات المعتمدة من قبل الاتحادات الدولية المشرفة على تلك الرياضات.
لاحظ الجميع خوض منتخبات أغلب بلدان العالم الأوروبية والافريقية والآسيوية المباريات فضلا عن عودة مسابقات الدوريات القارية، لكن هذا كله لم يؤجج روح الحماسة لدى القائمين على الكرة العراقية ليبقى منتخبنا الوطني يغط بسبات ونوم عميق تجلى بثمانية أشهر، ولاعبوه مبتعدون تماما عن أديم الملاعب ، وهذا ما ينعكس سلبيا على أدائهم في المستقبل القريب الذي يترقب الجميع إزاءه حسم بطاقة التأهل الى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في قطر 2022.
من المسؤول المباشر عن هذه الفوضى؟ فلو أمعنا النظر جيدا فسنرى ان اللاعبين المحترفين بعيدون كل البعد عن توجيهات المدرب السلوفيني كاتانيتش الذي لم تطأ قدماه أرض العراق ، بينما يبقى اللاعبون المحليون في منأى عن التواجد ضمن توليفة المنتخب خصوصا ان البعض منهم تمت دعوته مؤخرا من قبل المدرب ، ليكونوا في واد والمحترفون في واد آخر، والجهاز الفني مبتعد جدا عن الفئتين، والتساؤل المشروع هو متى يتجمع المنتخب ومتى يبدأ رحلة الإعداد الحقيقية لاستئناف مبارياته التي لم يبق منها سوى ثلاث مباريات لحسم مصيره من التأهل أو عدمه لا سمح الله ، اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار صدارته لمنتخبات المجموعة الثالثة بـ 11 نقطة وملاحقة منتخبي البحرين وإيران اللذين يسعيان أيضا لبلوغ التأهل.
من وجهة نظر شخصية أرى ان منتخبنا لم يكن على الموعد ولم يكن لاعبوه بالفورمة ، وقد يغالطني في الرأي البعض على أساس انه لا توجد حاليا استحقاقات دولية ، لكن الموضوع لا يتعلق بالاستحقاقات الدولية بقدر أهمية التجمع وخوض المباريات التجريبية لتحقيق الانسجام بين ثلاث فئات من اللاعبين، هم المحترفون والجدد وبقية اللاعبين، فضلا عن مواكبة التطور الكروي العالمي الذي ينبغي أن يتواصل معه الجميع ، وهذا لا يمكن التواصل معه عبر منصة زوم أو السكايب أو بقية وسائل التواصل، بل ان الميدان هو الفيصل والمكان الوحيد الذي تتوضح فيه قدرة استيعاب اللاعب لمفردات التدريب ، فكرة القدم لعبة صعبة وتتجسد على الأرض بعيدا عن الورق والحسابات وشاشات المونيتر والكيبورد ، لذا يجب على من يمسك بمقود سفينة الاسود أن يضع بالحسبان ان جميع منتخبات العالم تجمعت وخاضت المباريات وتنتظرها مباريات دولية أخرى إلا اسودنا ما زالوا يعيشون العزلة القسرية التي سيكون لها وقع سلبي على مستقبل المنتخب.