ميرسي ليفنجستون
ترجمة: مي اسماعيل
يتصور البعض أن جميع الأقارب والاصدقاء يتمتعون بالوعي ذاته حيال الوقاية من وباء "كوفيد- 19 " ؛ لكن الامر (للأسف) ليس كذلك.. وقد يتصور المرء أنه يعيش مع الآخرين (الاصدقاء وزملاء العمل والاقارب والجيران) على مستوى واحد من شروط الوقاية، وهي ليست بالقليلة، رغم التباين في المفاهيم والالتزام؛ ولكن بالنسبة للبعض يكون الفرق شاسعاً،
وقد يصطدم الانسان مع أفراد اسرته لأنهم لا يؤمنون بوجوب ارتداء الكمامة ولا يطبقون شروط التباعد الاجتماعي، أو قد يضغط عليه الاصدقاء والاقارب لإمضاء الوقت معهم في المقهى أو المحال التجارية؛ رغم شعوره بعدم الامان صحياً.
مع تعدد الاحتمالات؛لا بد أن في حياة أحدنا انساناً قريباً لا يعامل قواعد الوقاية من الجائحة بالجدية ذاتها التي نراها
بها.
ورغم أننا قد نشعر بوجوب تفادي أولئك الاشخاص أو قطع علاقتنا بهم حتى انتهاء الجائحة؛ فهناك محاولات يجدر القيام بها قبل اللجوء الى تدابير حاسمة!
تقدم اخصائية الطب النفسي والصحة العقلية د. روزان كابانا-هودج، بعض النصائح لمعالجة تلك المعضلة التي يواجهها العديدون هذه الايام، وكيفية التعامل مع اولئك الاشخاص.. وهذه بعض النصائح:
• ضع حدوداً واضحة: اذا كنت تعيش مع اشخاص يخالفونك الرأي حول شروط الوقاية من الجائحة أو يستهينون بها، فان وضع الحدود امر مهم لضمان صحتك الجسمية والنفسية، ويمكن أن تبدأ تلك الحدود من الحوار حول الموضوع الى القبول أو الامتناع عن الذهاب الى بعض الاماكن التي قد تشكل خطراً صحياً، وعدم التهاون مع من لا يعامل الوقاية بالجدية الكافية، وتمضي د. روزان قائلة: "قد نشعر في البدء بعدم الارتياح عند وضع الحدود مع افراد الاسرة أو الاصدقاء؛ لكنه اسلوب صحي كي يعرف الآخرون ما الذي يمكنهم توقعه عند التعامل معك، وعندما يتعلق الامر بقواعد الوقاية الصحية؛ دع افراد اسرتك يفهمون ماذا تتوقع منهم في المنزل وعند اجتماعكم". وبالمقابل قد يشعر الاصدقاء وافراد الاسرة في البدء بالحيرة والارتباك ازاء موقفك؛ ولكن من المهم التواصل معهم وشرح ايجابيات الموقف باسلوب حازم مع بيان احترامك لهم".
اذا لم ترغب بقضاء الوقت مع مثل اولئك الاشخاص (خاصة الاصدقاء) فعليك ابلاغهم انك تحترم وجودهم في حياتك وتعتز به؛ لكنك ستضطر لاقتصار التواصل معهم عبر الهاتف، أما افراد الاسرة الذين تعيش معهم فابلغهم انك ستحافظ على مسافة تباعد صحي معقولة طيلة وجودكم في الدار معاً، اخيرا تقول د. روزان: "يمكن للانسان أن يسيطر على تحركاته وقناعاته هو، وليس الاخرين.. لذا فان وضع الحدود يساعد على حماية الصحة العامة ويقلل من التوتر. وقد يتعين على المرء تحمل مسؤولية نشر الوعي الصحي بين افراد الاسرة، لتوحيد وجهات
النظر".
• لا تُدخِل الانتقاد في الحوارات: قد يتعين عليك أحيانا متابعة التزام الآخرين بشروط الوقاية الصحية؛ خاصة افراد الاسرة والاصدقاء وزملاء العمل، ولكن اذا رغبت بمشاركة المعلومات التي تمتلكها حول الموضوع؛ فعليك الحديث باسلوب يوحي باهتمامك ولكن دون انتقاد، تقول د."روزان": "عند الحديث مع أفراد الاسرة الاعزاء حول المخاوف بخصوص جائحة كورونا؛ يُفضل أن يبدأ الحديث بمشاعر الاهتمام والرعاية، وليس ضغط الدم وامراض القلب وغيرها.. اسألهم عما يمكنك القيام به لمساعدتهم بدلا من انتقادهم، فكلما كان الحديث يدور حول الاهتمام والرعاية؛ سيتحمس الطرف المقابل ليكون تصرفه ايجابيا يوازي مقدار
اهتمامك".
فحين يكون القول: "امي العزيزة، هل تفضلين استخدام كمامات ورقية أم قطنية؟" ستشعر بالاطمئنان بصورة أكبر مما لو قيل لها: "ستموتين اذا لم تستخدمي الكمامة!..". تذكروا أيضا ان البعض (خاصة كبار السن) لا يحبون التغيير؛ لذا علينا الانتباه متى يجب أن نتوقف عن الحديث، دع المقابل يعرف الحدود التي تشعر فيها بالراحة والاطمئنان، وحاول أن تُدخلهم ضمن تلك الحدود لكي يبقوا سالمين.