زهور آيلة للذبول

اسرة ومجتمع 2020/10/14
...

رشا عباس 
 
يراود مخيلتي الكثير من التساؤلات والشعور بالأسى، حين أرى اطفالاً من الجنسين يطلق عليهم اولاد الشوارع، وهو مصطلح قاسٍ يجرح المسامع، وهم منشغلون في امور العيش والسعي اليه بكل الوسائل الممكنة، هل هم ضحية ظروف اجتماعية واقتصادية القت بظلالها، لتصل الطفولة التي تعد البذرة الاولى لنمو المجتمع وازدهاره الى مستوى الانحدار في السلوك والتصرف 
والتشرذم.
من دون ادنى شك إن هذه الظاهرة عالمية تعاني منها المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على حد سواء ومازالت المعالجات شكلية، ولم تمس صميم العقدة التي اخذت تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، واسبابها عديدة يقف في مقدمتها التفكك الاسري وانفصال الابوين او ضيق العيش وتفاقم المشكلات داخل الاسرة  او كثرة الابناء في البيت الواحد في غياب التعليم والارشاد من مخاطر الانزلاق في متاهات غير واضحة المعالم فضلاً عن اسباب تتعلق بالأطفال انفسهم وتمردهم الاهوج بحثاً عن الاستقلالية المبكرة غير آبهين بالظروف التي ستحيط بهم، ومؤثرات المجتمع الصغير المعبأ بكل ما هو مضر ويلحق الضرر بالبنية المجتمعية مثل السرقة والادمان على المخدرات ويكون اولاد الشوارع صيداً سهلاً لمافيات الجريمة والقتل او الانخراط في العصابات الارهابية، تلك المشكلات وغيرها كفيلة  بتخلخل استقرارالمجتمع وجعله على حافة الانهيارالاخلاقي. 
"منظمة اليونيسيف قسمت اولاد الشوارع لثلاث فئات: قاطنون في الشارع ليست لهم اسر اصلية، وعاملون يقضون جل اوقاتهم في البيع، والمتجولون والمتسولون ومن يعيشون مع اسرهم الاصلية في الشارع، وجميعهم يعانون انتهاكات متعددة لحقوقهم وطفولتهم الضائعة في متاهات التعسف ومن المرجح أن تنمو اعدادهم على مستوى دول العالم نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي والحروب المشتعل لهيبها ثم وباء "كورونا"، الظروف اثبتت أن هؤلاء لا يهابون الموت والجائحة ولم يتوقف عملهم في ظروف حظر التجوال، هم يستقتلون ويتفنون للحصول على المال بمختلف الاساليب الذي من الممكن أن تجعلهم من عداد الموتى، لا حلول تلوح في الافق لانقاذ هؤلاء الضحايا من التشرد والنظرة الدونية لهم لاعادة اندماجهم في 
المجتمع.