سعاد البياتي
صور التكافل والخدمة الحسينية التي نشاهدها على طول الطرق المؤدية الى كربلاء، هذا الفيض والعطاء الانساني النادر واللامثيل له، لم يجسد الا في العراق، دولة السخاء والكرم .
وبين جموع السائرين وخدمتهم وماهيئ لهم من مستلزمات الراحة والطمأنينة، تنفرد صور الاطفال خدمة الزوار، لتشكل معرضاً تشكيلياً بلوحات زاخرة محبة وجمالاً وعطاء حسينياً غاية في الروعة، مشاهد عظيمة تتجلى على ارض الواقع لتروي مساحات العشق بكلمات تذوب في اصواتهم الغضة العذبة وهم يتسابقون في الخدمة، لانهم تربوا على حب سيد الشهداء ورعاية
زواره.
شوق الخدمة
عيون الطفلة سارة وشقيقها محمد تكاد تذبل من النعاس وهي تحمل كؤوس الشاي لتسقي بها السائرين، برفقة محمد الذي لا يمكن لاي زائر أن يتجاهله وهو ينادي بكل حب، كي يهدي لهم بعض المعجنات التي اعدتها والدتهم ، ويأبى الاستراحة بضع دقائق، فهو دائم الوقوف ولم يبرح مكانه، لاسيما في اوقات الذروة التي يتهافت الزوار فيها للوصول الى جنة الله بوقت مناسب، حينما سألناه عن بداية تطوعه لذلك اجاب: منذ ثلاث سنوات بدأت اخدم مع والدي ووالدتي في موكب صغير اعددناه كي يكون محطة استراحة للزائرين مع تقديم وجبات خفيفة، وكل عام اتشوق الى موعد الزيارة الاربعينية، كي اكون حاضراً في الموكب، واخدم مع اشقائي وادعو الله أن يحفظ العراق
والزوار.
رسالة الخلف
وهناك العديد من الاطفال، نراهم في المواكب الحسينية المنتشرة على طول الطريق المؤدي الى كربلاء يقدمون خدماتهم الجليلة الى الزوار برحابة، دفعهم العشق الفطري لأبي عبد الله الحسين(عليه السلام) الى بذل ما يستطيعون من جهد رغم مشقته في سبيل نيل شرف هذه الخدمة، مشاطرين الكبار وآباءهم الذين عمدوا الى إشراكهم فيها، لتصل اليهم رسالة ما حملوه من أجدادهم ، ليستمر هذا العطاء أبد الدهر. عدسةُ مصوّري شبكة الكفيل العالمية التقطت أجمل المشاهد لأحباب الله وهم يخدمون زائري سيّد الشهداء(عليه السلام)، فخرجت بهذه الحصيلة من الصور.