حميد المختار
هو شاعر برتغالي كبير يُعد واحدا من شعراء العالم المهمين في القرن العشرين وفي كل العصور، له الكثير من المؤلفات المهمة التي ألهمت الكثير من الشعراء والادباء ، والامر المهم الاخر في هذا الشاعر انه يكتب بثلاث شخصيات ولكل شخصية اسم ومكانة ونتاج شعري معروف ومن هذه الشخصيات المختلفة شخصية ( برنارد سواريش ) الذي تسبب له في مشاكل وتعقيدات عديدة في ما يخص نوعية العلاقة القائمة بينهما ، ويتساءل المترجم المهدي أخريف مترجم معظم اعماله قائلاً وهو هنا يخص الشخصية المختلفة ( سواريش ) هل هو أنا آخر له هل هو نديد ام نصف نديد ام مجرد شخصية ادبية ثم كتب مجموعة قصائد مهمة باسم شاعر مختلف آخر يدعى ( ريكاردو رييس ) الذي سيكون اكبر من مجرد اسم مستعار لبيسوا ، وسيكون أنا آخر له حسب تعبير ( أخريف ) أي شخصية تمثل دورها داخل مسرح من الشخوص بدلاً من مسرح الواقع او الفصول، شخصية مستقلة في تفكيرها ومزاجها عن خالقها نفسه، ثم يظهر الى حيز الوجود الشعري شخصية اخرى ايضاً هي( البيرتو كاييرو ) وهنا وجد( بيسوا ) نفسه منقاداً بالقوة الرمزية والفعلية لهذه الشخصيات في داخله الى ادارة لعبة ظهور انداده الشعراء هؤلاء على مسرح الابداع الشعري مطوراً ومعمقاً مساره ومساراتهم في الوقت نفسه الذي حافظ فيه على لعبة توليد وتعقيد اشباهه وأقنعتهم وتوارياته المدوخة خلف عشرات الاسماء المستعارة ـ ينتهي كلام أخريف ـ والسؤال الآن : كيف يمكن لشاعر كبير ومحترف ان يختلف الانداد وهم شخصيات بكيانات مستقلة ولهم نتاجهم الشعري ، كيف يمنحهم هذا النتاج المميز ؟ وكيف يغذيهم كل يوم بسر الوجود الشعري الذي اوحى للكثيرين انهم فعلاً شخصيات حقيقية ، وهنا اتذكر الروائي السوري الراحل ( حنامينا ) حين كان يكتب مشاريعه الروائية ويبتكر شخصياته كأن يجعل لها حضوراً وجودياً وعيانياً ويتفاعل معهم ويتواصل وكأنهم فعلاً شخصيات حية تعيش وتمارس حياتها بشكل طبيعي ، لكن ( بيسوا ) ليس كاتباً روائياً انما هو فضلاً عن كونه شاعراً وسارد ايضاً، لذا حين تقرأ له احد كتبه وخصوصاً كتاب ( اللاطمئنينة ) تكشف ان فيه اجناساً ادبية مختلفة لدرجة انه قد يصل الى موسوعية الكيانات البشرية لكنها موسوعية موضوعة على طبق من التشويش والاختلاط والمقطعية وعدم الاكتمال في الكثير من نصوصه كما يصرح مترجم كتاب ( اللاطمئنينة ) وقد اجتهد المترجم كثيراً وهو مترجم محترف حقاً فقد استطاع ان يقدم لنا كتاباً من كتب ( بيسوا ) المهمة بشكل جميل وبلا تشوه او نقصان ....