سكوسيتش هزم أوزبكستان باللعب المباشر واستثمار الأخطاء الدفاعية

الرياضة 2020/10/14
...

  تحليل: علي النعيمي
انتظرت الجماهيرُ الكروية الظهور الأول لمدرب المنتخب الإيراني لكرة القدم الجديد الكرواتي دراغان سكوسيتش الذي حل خلفا للبلجيكي مارك فيلموتس في المباراة الودية التجريبية ضد نظيره الأوزبكي التي أقيمت في العاصمة طشقند وانتهت لمصلحة فريق الجارة بهدفين مقابل هدف واحد جاء بإمضاء المهاجمين سردار أزمون ومهدي طارمي، بينما قلص الاوزبكي شوميردوف فارق التسجيل.
وتأتي المباراة ضمن مباريات أسبوع الفيفا لشهر تشرين الاول وتندرج ضمن استعدادات الفريقين للجولات المتبقية من تصفيات كأس العالم 2022  كأس اسيا 2023 ، وكان من المؤمل ان تعقب هذا اللقاء مباراة ثانية امام منتخب مالي لكن تم تأجيلها لإسباب إدارية بسبب شروط السلامة العامة الخاصة بمرض كوفيد 19، “الصباح الرياضي “ خصصت هذه الوقفة لتحليل المستوى الفني للفريق الايراني الذي يحتل المركز الثالث برصيد ٦ نقاط في المجموعة الثالثة القارية التي يتصدرها منتخبنا الوطني برصيد 11 نقطة ويليه المنتخب البحريني برصيد 9 نقاط، وهي فرصة ثمينة للمدرب كاتانيتش في مراقبة وتحليل أداء المنافسين وتدوين العديد من النقاط المهمة التي سوف يعمل عليها في المواجهات المقبلة .
 
غياب العناصر المعروفة
المباراة جرت بغياب مجموعة كبيرة من الركائز الأساسية من اللاعبين الايرانيين المحليين او المحترفين في مختلف الدوريات العالمية على غرار مسعود شجاعي، مهدي ترابي، أوميد ابراهيمي، كريم انصار فرد، علي رضا جهان بخش، بجامان منتظري، مرتضى بورعلي غنجي، غفوري، سيد مجيد حسيني،  ومع ذلك استعان المدرب سكوسيتش ببعض الأسماء التقليدية وأضاف اليها عناصر جديدة ولعب بتشكيل مؤلف من الحارس بايام نيازماند ولخط الدفاع صادق محرمي، محمد حسين كنانزادغان، شجاع خليل زاده، وميلاد محمدي ولخط الوسط أحمد نور الهي، وحيد أميري، إحسان الحاج صافي (كابتن)، علي غليزاده، سردار أزمون، مهدي طارمي  وقام بتبديل ستة لاعبين هم : علي كريمي، أوميد نورافكان، كافيه رضائي، سياماك نعمتي، سامان قدوس ومهدي قائدي .
 
نظاما اللعب
الفريق الايراني دخل بنظامي لعب الأول كان : 2-1-3-4 خلال مجريات الشوط الأول انصبت رؤية المدرب سكوسيتش على تأمين ثلاثة لاعبي ارتكاز في خط الوسط ( منتصف الملعب) لعمل زيادة عددية مكافئة لنظام لعب المدرب الاوزبكي المعروف بـ 1-4-1-4 وحرمانه من حرية اللعب في طرفي الميدان وهو قريب من نظام مدربنا كاتانيتش مع اختلاف طريقة اللعب، ومع ذلك لم ينجح هذا التشكيل في التعامل مع منع التمرير الى طرفي الملعب (جاسور بيك ومشاربوف) او منع الكرات البينية او التمريرات المفتاحية خلف المدافعين.. ولو تعمقنا بمواصفات الثلاثي ( وحيد اميري، احمد نورالهي، احسان حاج صافي ) نرى ان أميري يمتاز بنزعة هجومية بتحرك دائم على طول الخط الأمامي وكانت واجباته الدفاعية غير مؤثرة واما احمد نورالهي لاعب وسط دفاعي فيتواجد في مناطق التحضير وهو ذو مهام هجومية ودائم التقدم ـ اما حاج صافي الذي عرفناه في جهة اليسار مدافعاً ويجيد مركز وسط الدفاع فقد كان مميزاً في واجباته في القطع والتوقع.. لكن المدرب عمل على تغيير نظام اللعب في الشوط الثاني وطبق 1-3-2-4 أي اللعب بثنائي ارتكاز وتحريك لاعبي الوسط نحو طرفي الملعب باتجاه جهة التحضير وعمد الى الزج بنور افكان وعلي كريمي لاعب نادي استقلال الايراني الذي لعب أمام الشرطة، الاول وسط دفاع لكنه لا يستطيع بناء اللعب والثاني ارتكاز دفاعي وأفضل من يحقق التوازن بين خطي الهجوم والدفاع عبر كراته القصيرة ونقل اللعب وبالتالي شهد استقرارا في التشكيل وتفعيلا لطريقة اللعب.
 
أسلوب اللعب
في مباراة ايران أوزبكستان لا نستطيع الجزم بأسلوب المدرب سكوسيتش بشكل قطعي بصفتها المباراة الاولى له مع غياب مجموعة كبيرة من اللاعبين المؤثرين..  لكن يمكننا القول ان الفريق الايراني اعتمد على اللعب المباشر من الخلف او وسط الملعب ونقل الكرة الى الامام بأسرع وقت ممكن بفضل تحركات (ازمون – طارمي – غليزاده) في الشوط الاول و(قدوس وقائدي و كافيه رضائي ، سياماك نعمتي) في الشوط الثاني وكذلك التركيز على الإفادة من أخطاء التمرير في خطي الوسط او المدافعين واستثمارها لتحقيق الانتقالات السريعة والهجمات المرتدة كما حصل مع هدف الثاني والعديد من الفرص التي سنحت للفريق الايراني الذي كان اكثر خطورة من أصحاب الأرض والضيافة كذلك ان التشكيل غلب عليه الروح الشبابية في ظل تواجد ستة لاعبين دون 23 سنة تم تجريبهم في مباراة ذات مستوى عال من حيث الطابع الخططي والقوة البدنية للفريق الاوزبكي الذي لم يغير من أسلوبه بتفعيل طرفي الملعب او التمرير المباشر خلف المدافعين بفضل تحركات مهاجمه الخطير المحترف في نادي جنوى الإيطالي  الدور شوميردوف ، ربما بحاجة إلى المزيد من المباريات في الشهر المقبل او ربما التجمع المرتقب الذي اقره الفيفا في نهاية الشهر الاول من العام المقبل ..