الرأي..مسؤولية

الرياضة 2020/10/14
...

علي حنون
نَقرُ جميعا، أن الانتقاد لأمر ما، هو مرآة تَعكسُ ثقافة الإنسان، وان المُفردات المُستعان بها، تُقَدم صورة (ثلاثية الأبعاد) عن السلوكيات، التي تَزدان بها القدرات المهنية لمن يتصدى لمهمة إبداء الرأي، فضلاً عن إيماننا بان الغاية الأسمى من عملية التقييم هي دعم المسيرة والمساندة في استقامَتُها.
ونَخالُنا نتفق على ذلك، بل اننا نَعدُها حالة ايجابية تُثَقف لفكر حر وبنّاء لا يُمكن التنازل عنه في المُجتمعات، التي تفقه ما تُريد، وكَكُل الأشياء، التي (استوردنا)، من دون إدراك لفحواها وتَمعُن حقيقي في أبعادها، صار بَعضنا يَهوى هذه المُفردة (التقييم) لكن بعد أن يُفرغُها ،طبعا، من مَضمونَها وغاياتها ويأخذُ فقط بقشرتها، وغالبا ما تكون (سلاحا) يَستَعين به لإصابة أهداف شخصية، مع أن مَن يَنتَهجُها يسعى لتصدير مفاهيم غير مهنية، وفي أحايين كثيرة هو يُردد من خلالها رغبات آخرين وليست بالضرورة أن تكون من (بنات) أفكاره.
ان هذه الحالة (الهجينة)، بتنا نُشاهدُها أكثر في وسطنا الرياضي، بحيث أنها أمست تُؤسس لولادات (شاذة) بلغت شواطئ (التسقيط)، ونجزم أن حضورها صار يُشكل خطراً حقيقياً، ويقيناً أن سبيل الشفاء منها، له منفذ واحد يَتمثل في السعي لاستئصالها، طالما أنها أضحت سلاحاً بيد من لا يَعنيه الإصلاح.
وكم نتمنى أن تنأى بعض منصاتنا الإعلامية، بنفسها عن السير في هذا السبيل، وأن تكون جزءاً ايجابياً، تنظُر بطروحاتها، إلى القسم المُمتلئ من القدح وتَعمل بفلسفتها على التَقويم، لا أن يَكون ظاهر عناوينها، هكذا وبين سطور حديثها، (زرع) عبوات (النيل) من الآخرين.
كلامنا هنا، يُمثل وليدا لحالات تم رصدها والإمعان في الوقوف على تفاصيلها، ووضعناها فنارا لسعي غير سوي يسير على طريقه البعض في رغبة واضحة لتحشيد الرأي باتجاه ضرب من يعمل بمهنية، وهي بلا ريب خطوات ينبغي على إعلامنا الايجابي أن يُميط اللثام عنها، لكي لا تنسحب بتداعياتها السلبية، على جميع منصاتنا الصحفية،
 طالما أنها تعكس حالة (شاذة) يُنفذها من لبس عباءة الإعلام في غفلة من الزمن وتقدم فيها ركب الحضور رافعا عن جهل راية الفوضى سلاحا، وأيضا لكي نضع بسعينا معايير تلفظ حالات (التسقيط)، التي ينتهجها أصحاب المآرب المريضة ونُعضد في ذات الوقت، الآراء السديدة لمن يُمارس رسالته الإعلامية بمهنية مُزدانة 
بالمسؤولية.
نعتقد أن الوقت أزف لتسمية العناوين وفق تناولاتها وان فرز ألوان الأداء بات ضرورة مُلحة، لاسيما بعد أن بلغت الاساءة للإعلام والصحافة، مرحلة وضعت الجميع في دائرة الاتهام، ولا شك أن خروج البعض عن نص المهنية، وإلقاء اللوم من قبل الآخرين، على المنظومة الإعلامية برمتها، إنما هي (فرية) التقى عندها واتفق عليها أرباب السوابق من الطرفين بهدف خلط الأوراق وإخفاء الحقائق ووضع براهين المسؤولية في خانة الجميع.