زينب صاحب
تعد خواتم الزواج رمزاً تعبيرياً للحالة الاجتماعية لكل شخص، هي الميثاق المادي للزوجين، والرمز الأول لبداية مسيرة الارتباط، هي الجماد الذي خزنت به أرواح العاشقين، ووعود الوالهين أمام الحب، إنها قرينة الوفاء، وكلمة العهود عند أضرحة الامتزاج، إنها ترجمة الزواج.
حيث اخترعت الخواتم من قبل المصريين القدامى، وكانت حينها تصنع من القصب حتى اعتمدتها جميع الدول والحضارات في ما بعد، وتطورت عبر الزمن الى أن صارت بالشكل الذي هو عليه اليوم، ورغم قداستها بالنسبة للأزواج، الا أن هناك من يرفض تختمها لأسباب
مختلفة.
إنكار
هناك من يخلع خاتمه متعمدا، لينكر أمام الأخريات زواجه وأطفاله، ويستمر بمغامراته العاطفية، تاركاً حمل البيت ومسؤولية الصغار على عاتق الزوجة، متحججاً بأنه تعيس ومتعب ويحتاج الى الراحة والترفيه، وكأن الحرية حللت له وحرمت على الزوجة، التي التصق الخاتم باصبعها منذ زواجها والى الآن.
وهذا ما أثبته المواطن اسامة حسون(34عاماً): "تزوجت بعمر صغير ولم اتمتع بشبابي، وصرت أبا لخمسة أطفال وتحملت المسؤولية الكبيرة مبكرا، وهذا ما أثر بيّ نفسيا، وقررت أن أخلع خاتم الزواج وأعيش حياتي كأعزب لأعوض مافاتني".
"انفنتي"
يعبر الشكل الدائري لخاتم الزواج عن دلالات، فالدائرة شكل هندسي، لا بداية لها ولا نهاية مما يرمز الى الحب الأبدي الذي لا ينتهي.
وهذا ما تحدث عنه المرشد التربوي حامد لطيف جاسم: "يعتبر وضع الخاتم دلالة للحب المقدم للزوجة، حيث تشعر بالتقدير والتفاخر أمام الأهل والأقارب، خاصة اذا كان زواجها بدأ بقصة حب، فترك الخاتم يعني تراجع قيمة الزواج، لكن هذا لا يعني أن كل رجل يجب أن يثبت حبه وولاءه من خلال الخاتم، فهناك أسباب واعتبارات تختلف من شخص لآخر، فالبعض منهم يشعر بالمضايقة أثناء وضع الخاتم من الناحية العملية، اذا كان يعمل بمجال يتطلب استخدام اليدين، والبعض منهم يظن أن خاتم الزواج يحد من الحرية، فيعيش في حالة اكتئاب لانفصاله عن حياته السابقة وانغماسه بمسؤولياته الجديدة".
إثبات
على الرغم من التأثير النفسي والروحي الذي ينشأه الخاتم بين الشريكين، فهو بمثابة وعد يتركه العريس لعروسه، اذ كان الشباب قديماً يذهبون الى العمل أيام طويلة، ولكي يطمئن الفتاة بأنه ثابت على وعده، يضع الخاتم لها في الأصبع الرابع من اليد، حيث كان الرومان القدماء يعتقدون أن هذا الأصبع له وريد يمتد مباشرة إلى القلب، وعلى الرغم من عدم صحة هذا الكلام علمياً، إلا أنه استمر كتقليد رومانسي بين العروسين الى يومنا هذا، ومع ذلك هناك كثيرون يتركونه ومنهم المواطنة فاطمة عبد الحميد(٣٨ عاماً) والتي قالت: "أحب زوجي وابنتي كثيراً، ولا أنكر زواجي وليس هدفي التسلية او اللعب، الا أنني اتضايق كثيراً من وضع الذهب والحلي، وأشعر بتحسس شديد اذا ما وضعت خاتم الزواج" .
وقد شاطره الرأي نفسه جمال حسن(55 عاماً) وقال: "مرَ على زواجي 30 عاما، وضعت فيها خاتم الزواج شهرا واحدا فقط في اول ايام خطوبتي، اذ دامت علاقتنا الزوجية واحترامنا لبعضنا البعض، فحبنا الكبير ظاهر للعلن ولا يحتاج الى خاتم لاثباته". أما ام زينب فقد أيدت بدورها ما قاله زوجها واضافت" تقبلت أن زوجها يتضايق من وضع المحبس بعد أن تحدثنا بوضوح وصراحة في ايام تعارفنا الأولى ومن يومها لم أثر اي مشكلة بشأن الموضوع".
لا تكسر قلبي
تعاني فتيات كثيرات من صدمة التعلق بشخص، وتبدأ برسم الأحلام الوردية، وفجأة تكتشف زواجه وأولاده الذين لم يعلن عنهم سواء بصورة مقصودة او غير مقصودة، كل ذلك بسبب عدم وضعه لحلقة الزواج.
رؤى محمد(25 عاماً) تحدثت لـ"الصباح" عن مواقفها المتكررة مع الجنس الآخر وقالت: "تارةً ينتهي الموضوع بضحكة وأخرى بدمعة، فدائماً ما أصادف الرجال في عملي كمندوبة مبيعات، منهم من يتودد اليّ وآخر يتقرب مني حتى أشعر انه معجب، وهناك من أعجب به من طرف واحد، ولكن في أغلب هذه العلاقات اكتشف أن الطرف الآخر متزوج وأب ولكنه لا يضع الخاتم، وهذا ما يثير غضبي ويحطم مشاعري، التي تبدأ تتحرك تجاه بعضهم مما يجعلني اتساءل، لماذا لا يضع الرجال خاتم الزواج؟، في كل مرة تتأذى فيها مشاعري واحاسيسي ارتدِ الخاتم ولا تكسر قلبي!".
"مو كل أصابعك سوة"
لا يقتصر خلع الحلقة عند الرجال فقط، بل هناك نساء ايضاً لا يضعنه ولكن بنسبة أقل بكثير منهم، فالسيدات يتعلقن بالخاتم روحياً ويشعرن بالسعادة عند وضعه في أيديهن.
وقد وجه الأستاذ"حامد لطيف"وصية للنساء قائلاً: "لا تقلقن من هذا الأمر ليس الرجال سواسية، فإنْ كان هناك رجل يخلع الخاتم لإقامة علاقات أخرى، فهذا لا ينطبق على الجميع، وهناك ايضاً رجلٌ يحب الخصوصية ولا يجد ضرورة لوضع الخاتم واعلان زواجه في المجتمع والعمل وغيرها الكثير من الأسباب، لذلك حاولي تسوية الأمور بهدوء والوصول الى حل مناسب".