مهمة صعبة لحامل اللقب واختبارات متفاوتة للريال وليفربول والسيتي

الرياضة 2020/10/20
...

عواصم: وكالات
تستكمل مساء اليوم الأربعاء مواجهات الجولة الأولى من مرحلة المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وستكون الأنظار متجهة صوب ملعب «اليانز أرينا» الذي سيحتضن مواجهة حامل لقب النسخة الماضية بايرن ميونخ وضيفه اتلتيكو مدريد الاسباني، بينما سيستقبل قطب العاصمة الاسبانية الآخر ريال مدريد في ملعبه شاختار دونيتسك الاوكراني في مباراة تبدو بالمتناول بالنسبة لكتيبة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، ويحل بورتو البرتغالي ضيفا على المان سيتي بقيادة مدربه الاسباني بيب غوارديولا الباحث عن تعويض سلسلة نتائجه غير المتوقعة في المسابقة المحلية، ويشد ليفربول الانكليزي الرحال الى هولندا لملاقاة بطل الدوري اياكس امستردام بغياب مدافعه فيرجيل فان دايك الذي تعرض لاصابة بليغة في اللقاء الأخير أمام ايفرتون.
الذكريات تؤرق بايرن 
بعد 59 يوما فقط من اعتلاء منصة التتويج في العاصمة البرتغالية لشبونة، يستهل بايرن ميونخ الألماني مشوار الدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم الأربعاء بمواجهة صعبة أمام أتلتيكو مدريد الإسباني في الجولة الأولى من مباريات دور المجموعات.
ويشكل دوري أبطال أوروبا، ثالث مسابقة يخوضها بايرن ميونخ في الموسم الجديد الذي يشهد ازدحاما في جدول المباريات في ظل تداعيات أزمة جائحة كورونا، وسيكون الفريق البافاري مضطرا لخوض العديد من مباريات منتصف الأسابيع.
ولم يحصل اللاعبون على راحة كافية أو فرصة للتعافي بعد المباراة التي انتهت بفوز بايرن ميونخ على مضيفه أرمينيا بيليفيلد
 4 / 1 يوم السبت الماضي.
وقال روبرت ليفاندوفسكي نجم هجوم بايرن ميونخ عقب تلك المباراة: “نحن بحاجة للحفاظ على الإيقاع والفوز باللقاءات المقبلة أيضا. دوري الأبطال مسابقة تحظى دائما بمكانة خاصة، ونحن مستعدون.»
وتجدر الإشارة إلى أن المباراة تعيد ذكريات ليست جيدة بالنسبة لبايرن ميونخ، المتوج في الموسم الماضي بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال.
وكانت آخر مواجهة بين بايرن وأتلتيكو، في موسم 2016 / 2017، وقد حقق كل منهما الفوز على ملعبه بنتيجة 1 / 0 في دور المجموعات بدوري الأبطال وتأهل إلى الدور التالي.
لكن في الموسم السابق (2015 / 2016)، كان أتلتيكو مدريد قد أطاح ببايرن ميونخ من الدور قبل النهائي للبطولة الأوروبية، بهدف سجله أتلتيكو على ملعب “أليانز أرينا” في ميونخ.
ورغم تغير الكثير من الأمور خلال هذه الفترة، لا يزال بايرن يقدر مستويات أتلتيكو، منافسه في الجولة الافتتاحية.
وقال مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونخ: “هو فريق قوي وخطير. تقدم عن جدارة في الأدوار الإقصائية في الموسم الماضي. الجميع يعرفون اللاعبين، ونتوقع أمسية كروية رائعة.» وأضاف: “هي المباراة الأولى، لذلك لا يمكنك معرفة وضع منافسيك في دوري الأبطال.»
وقال هانز فليك المدير الفني لبايرن ميونخ عقب اللقاء أمام أرمينيا بيليفيلد : إن الفريق يفتقد الكم المطلوب من التدريبات، وأضاف “سيكون تحديا، لكن لا يوجد خيار آخر، وسنخوض المنافسة.»
ومن أجل التعامل مع الجدول المزدحم وتعزيز فرص الفريق في الدفاع عن الثلاثية، أبرم نادي بايرن ميونخ صفقات جديدة، بعد حسم تتويجه بلقب دوري الأبطال بالفوز في النهائي على باريس سان جيرمان الفرنسي 1 / 0.
وبعد التعاقد مع لاعبين أمثال إريك مكسيم تشوبو-موتينج وألكسندر نوبل ومارك روكا، بات بإمكان فليك المداورة بين لاعبيه بشكل كبير، مثل ما كان الحال عليه في المباراة أمام دورين التي أقيمت في 15 من الشهر الحالي في الدور الأول من كأس ألمانيا.
ولا يزال ليروي ساني، المنضم حديثا إلى بايرن ميونخ، يمضي في طريق استعادة لياقته بعد التعافي من إصابة في الركبة، وربما يكون على مقعد البدلاء في أفضل الأحوال.
وقال فليك: “علينا تقييم الوضع من لقاء لاخر، وتقييم لياقة كل لاعب. علينا جميعا العمل سويا، في الجهاز الفني وفي صفوف اللاعبين.»
ولأسباب عائلية، تحوم الشكوك حول مشاركة جوشوا كيميش، علما بأنه غاب أيضا عن مواجهة بيليفيلد.
واشار فليك في تصريحات لصحيفة “بيلد”: الى ان “سيكون (كيميش) عنصرا مهما للغاية أمام أتلتيكو. أتمنى أن يشارك. هي مباراة على ملعبنا، لذلك هناك فرصة كبيرة لتواجده.»
وعلى الجانب الآخر، أعلن أتلتيكو مدريد أن دييغو كوستا لن يشارك.
وكان كوستا، المهاجم الإسباني المولود في البرازيل، قد خرج مصابا أمام سيلتا فيغو 2 / 0 يوم السبت الماضي ضمن منافسات الدوري الإسباني.
وتقام مباراة اليوم على ملعب “أليانز أرينا” بدون جماهير، وذلك وسط المعدلات العالية لانتشار عدوى كورونا في أوروبا.
 
حكيمي.. الورقة الرابحة
يأمل الدولي المغربي الشاب أشرف حكيمي أن يكون الورقة الرابحة لإنتر على الرواق الأيمن هذا الموسم، ليس فقط لمساعدة فريقه على الذهاب بعيدًا في دوري أبطال أوروبا، ولكن ليثبت أيضًا لريال مدريد الاسباني الذي أوقعته القرعة في المجموعة ذاتها مع الفريق الايطالي، أنه كان مخطئًا عندما قرر التخلي عنه.
انتقل حكيمي (21 عاما) مطلع الموسم الحالي من كتيبة المدرب الفرنسي لريال مدريد زين الدين زيدان الى إنتر بصفقة دائمة، بعد أن أمضى آخر موسمين معارًا الى بوروسيا دورتموند الألماني من بطل إسبانيا.
تساءلت صحيفة “كورييري ديلو سبورت” الايطالية صباح فوز ميلان 2-1 في دربي ميلانو على حساب “نيراتسوري”، والذي كان فيه المغربي أحد أفضل عناصر فريقه “كل مرة نراه فيها على أرض الملعب، نبدأ بالتفكير في زيدان: كيف سمح له بالرحيل الى مكان آخر؟”.
وقبل ساعات من مستهل المشوار في المسابقة القارية الاهم اليوم الاربعاء امام ضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني، يبدو حكيمي أنه وجد ايقاعه باكرًا بالقميص الاسود والأزرق بعد أن سجل هدفًا وحقق تمريرتين حاسمتين في أربع مباريات في الدوري، حيث يمكن أن يشكل تفاهمه مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو نقطة قوة لإنتر.
ولا يحتاج لاعبو مونشنغلادباخ أي تقديم للتعريف عن حكيمي الذي واجهوه في الـ “بوندسليغا” خلال موسمين تألق فيهما مع دورتموند ما دفع بالإنتر للحصول على خدماته.
وبعد عامين مميزين في ألمانيا، اعتقد الجميع أن حكيمي، المولود في العاصمة الاسبانية مدريد، سيعود حتما الى ملعب “سانتياغو برنابيو”.
 
ارتفاع قيمته السوقية 
نشأ الدولي المغربي كمشجع للنادي الملكي الذي ضمه الى صفوفه في سن الـ16 في فرق الفئات العمرية وحقق معه عن 18 عامًا أول ظهور له في دوري أبطال أوروبا، وذلك في مباراتين في موسم 2017-2018 حيث فاز باللقب القاري، قبل أن ينتقل الى إقليم الرور.
ولكن بعد موسم 2019-2020 الذي شكّل ضائقة مالية لجميع الاندية بسبب تداعيات جائحة فايروس كورونا المستجد، بمن فيها ريال مدريد أحد أغناها في العالم، لم يقاوم الملكي القيمة الكبيرة التي يمثلها حكيمي. إذ وفقًا لموقع “ترانسفرماركت” المتخصص، فقد زادت القيمة السوقية للمغربي عشرة أضعاف، من خمسة ملايين إلى 54 مليون يورو، خلال إقامته في 
دورتموند.
ونجح إنتر في ضم اللاعب الذي أسهم بشكل كبير في حرمانه من بلوغ الدور ثمن النهائي من دوري الابطال الموسم الماضي، بعد أن سجل حكيمي ثنائية امام الفريق الايطالي حولت تأخر فريقه صفر- 2 في الشوط الاول الى فوز 3 - 2 ضمن الجولة الرابعة من المجموعة السادسة، التي حل فيها دورتموند وصيفًا لبرشلونة الإسباني، في حين خرج انتر خالي الوفاض ليخوض منافسات البطولة الرديفة “يوروبا ليغ” ويبلغ النهائي قبل أن يخسر أمام اشبيلية الاسباني.
وصل حكيمي الى ملعب “جوزيبي مياتسا” بصفقة لمدة خمسة أعوام بلغت 40 مليون يورو وخمسة ملايين مكافآت وفقًا للصحافة الايطالية، ليصبح ثالث أغلى لاعب في تاريخ النادي بعد لوكاكو وباتريك 
فييري.
 
تحسين الأداء الدفاعي 
بعد المستويات المميزة التي قدمها في مستهل مشواره في “سيري أ”، يمثّل حكيمي، أفضل لاعب ناشئ في إفريقيا لعامي 2018 و2019، سلاحا جديدا افتقده إنتر في السنوات الاخيرة.
لا تقتصر موهبته فقط على سرعته الهائلة وتألقه في المراوغات الفردية، إذ إنه قادرٌ على شغل مراكز عدة على الرواق الايمن، أكان كجناح أو كظهير مع مهام دفاعية أكبر.
وقال الدولي الألماني السابق لإنتر أندرياس بريمه في حديث مع صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الايطالية هذا الاسبوع إن “هناك عددا قليلا من اللاعبين أمثاله، أنا متأكدٌ من أنه سيكون ورقة رابحة مهمة لإنتر”.
واكد الظهير السابق والذي شغل ايضا مراكز عدة على الجهة اليسرى واشتهر تحديدا بتسجيله الهدف الوحيد في نهائي كأس العالم 1990 امام الارجنتين من ركلة جزاء ليقود “مانشافت” الى لقبها الثالث حينها، أن ميزة حكيمي الافضل هي “قدرته على القيام بتمريرة حاسمة بعد انطلاقة سريعة بالكرة: يعرف كيف يكون 
حاسما”.
كما أشاد المدرب أنتونيو كونتي أخيراً بلاعبه مؤكدًا على أنه “استثمار” مهم للنادي، ومشددا في الوقت ذاته على “أنه لديه إمكانات هائلة ولكن عليه أن يتطوّر أكثر بعد، بإمكانه أن يتحسن كثيرا في الشق الدفاعي”. وأكد حكيمي في حديث مع القناة القطرية “بي إن سبورتس” هذا الاسبوع أنه يرغب في “إظهار أن النادي كان محقًا في الرهان” عليه، مضيفا “من المهم جدا أن يمنحك المدرب الثقة وأن يريدك حقا”. ويسعى المغربي لإثبات ذلك خاصة عندما يواجه زيدان وريال مدريد على ملعب “سانتياغو برنابيو” في الجولة الثالثة في الثالث من تشرين 
الثاني المقبل.