لارا فاضل: سلك الشرطة منحني الثقة والفخر

اسرة ومجتمع 2020/10/20
...

  سعاد البياتي 
لم تتردد لارا الفتاة العراقية المفعمة بالامنيات والحيوية والشجاعة في التقديم الى سلك الشرطة، فهذا حلمها الطفولي ، فكان لها ماارادت بعد تخرجها، لتلتحق مع العديد من الفتيات في احدى دورات وزارة الداخلية لتنسب الى مديرية الشرطة المجتمعية.
وتباشر العمل العام 2016 بعد أن أتمت التدريب لمدة ثلاث سنوات، لتتخرج برتبة ملازم اول، ومن ثم مسؤولة الرصد المجتمعي، ومن هذا التاريخ والمنطلق العملي بدأت لارا تنسجم مع المجتمع ومع العديد من المشكلات الاسرية والمجتمعية، لتكسر الفجوة بين كلمة شرطة ومشتكٍ، خصوصاً النساء المعنفات اللواتي يتحرجن من طرح مشكلاتهن
 الاسريَّة.
"الاسرة والمجتمع" التقت بالضابطة لارا فاضل متحدثة عن دور الشرطة المجتمعية في تعزيز الأمن الأسري، قائلة: "كل شخص يحب عمله ويديره بشكل جيد لابد أن تأتي نتائجه صحيحة ومثمرة. 
وتجربة الاندماج مع المجتمع والوقوف على قضاياه منحتني مزيداً من العطاء وادراكاً لكيفية التعامل مع مايخص الاسرة والمجتمع ، لاني كنت دوماً على تماس مع المواطنين، وتمكنت من كسر حاجز الخوف لديهم في سرد مشكلاتهم، لاسيما النساء لذلك كسبت ثقتهن بود
 واحترام".
 
الثقة أولاً
 للمرأة دور مهم في وزارة الداخلية، وخاصة في القضايا التي تخص النساء والتي كثرت في الآونة الاخيرة، كالتحرش والابتزاز الالكتروني والعنف الاسري. 
اذ يصعب على الفتيات اللواتي يتعرضن للتعنيف من قبل ازواجهن او احد افراد اسرتهن كشف آثار الضرب الى الرجل، بينما يسهل عليهن الحديث مع العنصر النسوي في وزارة الداخلية . 
 
كسر الخوف
اما عن رصدها للكثير من الظواهر السلبية، فقد عقدت جملة من الندوات واللقاءات مع الطالبات في الجامعات وفي المدارس والشوارع وحتى ربات البيوت لتوعيتهن، لاسيما بمايخص الابتزاز الالكتروني الذي ساد التعامل به في الآونة الاخيرة وعلى حد وصفها.
 مؤكدة خطر الجرائم التي يرتكبها بعض المسيئين والخارجين عن القانون في زعزعة امن المواطن، لتكسر حاجز الخوف الذي وقف بين الشرطة وبين
 المجتمع. 
اذ لم يترددوا في الابلاغ، عن العنف الاسري او المشكلات التي تحدث في الشارع من اعمال مشبوهة وغيرها.
زيارات ميدانيَّة
كذلك اختصت في رصد ظاهرة بيع الاسلحة غير المرخصة والمشردين في الشوارع والمشعوذين السحرة وبعض اعمال المراهقين
 العبثية. 
وانقاذ الكثير من الاطفال المعنفين واخذ تعهدات خطية ومراقبتهم بصورة مستمرة، لمنع تعنيفهم مرة اخرى، يدخل كل طفل معنف ضمن سجل لرعايته ومراقبته لمنع تكرار تعنيفه من قبل ذويه وهناك زيارات ميدانية مستمرة لرعاية الاطفال
 ومراقبتهم.
ايضا عملت في جانب التوعية والتثقيف لجميع الفئات العمرية ابتداء من طلبة الابتدائية الى المراحل الجامعية، لتحصين الطلبة من الظواهر السلبية كالابتزاز والتحرش والمخدرات وغيرها من الظواهر. 
كما عملت في الجانب الانساني، وخاصة فئة كبار السن الذين يتم رميهم في الشارع، وتمت مساعدتهم وايواؤهم في دور
 الدولة.
أخيراً سألنا الضابطة لارا، ماذا اضاف اليها العمل في سلك الشرطة.. فقالت: "قيمة كبيرة وحب الآخرين وسعة الأفق والفخر بخدمة الوطن، رغم ان هناك الكثير من المعوقات للعنصر النسوي منها تقبل المجتمع ووجهات النظر والتقاليد والاعراف التي منعت الكثير من النساء من اللجوء الى السلك العسكري.
لكن هناك نساء طغت لديهم القوة والشجاعة وانخرطن في السلك العسكري، لتحقيق ذاتهن والسعي للعمل الجاد، لان كل انسان تختلف وجه نظره وتفكيره، والمفروض اولا تحقيق الحلم في الوصول الى الهدف المثمر والنجاح".