في حفل كبير أقيم في المسرح الوطني، تمّ استذكار الراحل الشاعر عريان السيد خلف، أحد أبرز شعراء الشعر الشعبي، الذي توفي في الخامس من كانون الاول عام 2018.
وفي الاحتفال الذي كان برعاية وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية وجمعية الأدباء الشعبيين في العراق، والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وجمهور واسع من محبي الشاعر الفقيد.
الدكتور جبار فرحان رئيس اتحاد الادباء الشعبيين العرب، ورئيس جمعية الادباء الشعبيين في العراق، الذي قال: مرّت الاربعون يوما، كأنّها ثوانٍ من العمر المزدحم بالأحداث والمواقف، أربعون يوماً مرت على وداع الفارس الجبل، أمير القوافي وخيمة الشعر، الشاعر الخالد عريان السيد خلف، بعد أن ملأ الأمكنة والمنتديات بالأبجديات، وشغل المهرجانات والملتقيات بالاحتدام والمناقشات، إنّه القاسم المشترك لقصائد الابداع والاثارة... ليس من السهل أن يودع الشعر فارسه بين لحظة وأربعين أخرى، كيف يتم الوداع إذا ما عرفنا أنّه مهندس الشعر والمتفرّد، لم يخلُ بيت أو مكتبة أو مجلس من ذكره أو مضيف عامر من صوره الشعريّة، والتقاطاته الانسانية والاجتماعية... عريان الموجوع بأوجاع العراق، لم يكتفِ بالدفاع عن هموم الفقراء والشباب في كل نقطة من هذا البلد المجروح دائما، إنما كان دفاعه مميزا للعالم.
كما وقد ألقيت كلمات من وزارة الثقافة والسياحة والاثار بلسان وكيلها طاهر حمود، والنائب البرلماني الشاعر وجيه عباس، اشادوا فيها بالراحل وبمسيرته الشعرية.
وقال الأمين العام لاتحاد الادباء والكتاب الشاعر إبراهيم الخياط في كلمته بهذه المناسبة: باسم اتحادنا العريق، اتحاد الجواهري الكبير، أشد على اياديكم وأنتم تحتفون بكبير الشعر عريان، ونظل نحتفي به، ولا نؤبن.. بوركتم وبورك هذا المهرجان المرفل بالوفاء والقصائد..
بقلم الشاعر الكبير مظفر النواب توشّحت المجموعة الشعرية "صياد الهموم لقمر الديرة" لعريان السيد خلف، ويبدو أن النواب كان محبّاً لهذه القصيدة، كيف لا، وفيها عريان يغطي كل مساحات الألم بدفئه الشاعري الأخّاذ، ومن النواب وعريان نتعلّم أنّه حين يكتب شاعرٌ عن شاعر قصيدة بحروف شهادة تاريخه، ذلك كان النواب بتماس مع كل مفردة شعرية لعريان السيد خلف، كما كان عريان بتماس مع التجارب الشعرية التي باركها وعايشها في سني حياته... أن من السهل ان تكون شاعرا في العراق، فما عليك سوى أن تنمي ذلك، حتى يتجلّى لك الشعر في
وطن تجيد الامهات فيه رصف القوافي والسيوف والشبان والصبايا، الجميع هنا في العراق شاعر، ونفتخر ونتباهى بذلك، فالشعر الذي كتب على ظهره هو لياقة وطنية ككرة القدم في البرازيل، وكالنحت في ايطاليا، وكالسينما في هوليوود، لكن من الصعب جدا، ان تُعرف بوصفك شاعراً مجيدا وممتعا ومعروفا في العراق، لأنّك ستقارع أهم التجارب في مكان واحد وأزمنة متعددة ولو افترضنا أنك تربّعت على قمة الشعر في العراق، فأعلم أنّك أشهر العالمين حين ذاك.. قد نختلف، لكننا نتفق على أن فوهة التفوق ضيقة، فهي
تتسع بأسماء معدودة فحسب، وشاعر الشعب عريان من أبرز، بل على رأس تلك الأسماء، لقد حاز عريان السيد خلف قمة الشعر في العراق، لذلك تقتضي المعادلة بأنّه أشهر العالمين.
ولد عريان في عام 1940 في قلعة سكر بمحافظة ذي قار بجنوب العراق. وبدأ بنشر قصائده منذ ستينيات القرن الماضي، وقد أصدر في حياته ست مجموعات شعرية من أشهرها "القمر والديرة" و"صياد الهموم" و"تل الورد" و"القيامة"، وكتب الكثير من القصائد الغنائية التي غنّاها عدد من أشهر المطربين العراقيين من أمثال فؤاد سالم وقحطان العطار وسعدون جابر ورياض احمد
وأمل خضير.