أسلوب شعري خاص بامتياز

ثقافة شعبية 2020/10/24
...

 سعد صاحب 
 
 
كتابات الشاعر علي الشباني، جامعة للحب والثورية والمعرفة والوجدان والحزن العميق المتجذر في النفس الانسانية المقاومة لكل انكسار واذلال واحباط، وصوره الشعرية تبهرنا برؤى وهواجس: "الك يا مهر مر طاير يخط الليل.. ويصف النجم ويشع.. مثل عمر الشمس ينثر سعفها النور.. وبرمح النهار تخاف.. مثل ما لاذت من السيف.. لاذ بطولها الصفصاف" مجترحا اسلوبا ذا نمط شعري مثير للجدل، بتركيزه على عوالم لصقت به لوحده، مع التداول المقصود لمفردات تدل عليه وتشير نحوه بسبابتها، عندما تختلط الاصوات وتتلاشى في ضجيج عقيم: "ينثر سرك السفان.. تندله الطيور الضايعة.. وكل المواني تبحر لملكاك". 
يموت عشقا في الانثى لكونها تفاحة الاشتهاء، حد الوقوع في الأخطاء، وأخطرها ترك روحه أسيرة النزوات؛ لذلك قهرته المرأة أكثر من السجن وخيبات السياسة وخيانات الأحبة، وعندما فشلت علاقته بسبب الاندفاع والظمأ الجسدي والتهافت والخوف على من يحب، انكسر من الاعماق وانزوى بانتظار الرحيل: "المك بالمحبة الليل شاهد.. والدفو الخايف ذبحني.. وانت مثل الغصن بالريح الخفيفة.. جاسك الصفصاف نز الماي.. بعيونك كمر غركان.. وبروحي البرد طوفان.. اجيسك لاني ميت لاني حي.. لاني شمس ولاني في.. ولاني كلشي ولاني شي.. غبشة بالسكتة واجيسك.. واطبع البوسات شذرات اعله عودك.. اشبر بطولك واسولف.. واني عديتك سبع مرات.. تيهت بحدودك".
اقترن اسم الوطن لديه بالاغتراب والموت والعبودية والمنفى، هو ما جرب الاسفار الى الاوطان الجميلة ، بالرغم من اعتقاده الراسخ بأن الارض الزاخرة بالشبع والرواء والحرية، والمانحة لأهلها الراحة والسعادة والسلام، هي بيت يشع بالانوار الملونة وانها بمثابة البلد البديل: "فتح باب العراق بليل.. كل الناس تحت الليل.. فحم بالنار تتلوه البيارغ.. واليطيح تظل اصابيعه.. على النيران فاله وهيل.. كسر باب العراق بدم.. مشة بكل سيف حد بحد.. ذبح بالماي روح السد.. على الوحشة رسم طولة ومعاني الموت.. بالطوفان ضاع الحد.. وانت المعتلي الطوفان.. يلبيدك مفاتيح النهر والهاجس النجمة.. وعذابات النبوة وراية الانسان.. لبس ثوب البشارة وهام بالغربة سهم.. بيك تصهل الرايات والخاطر فحم".