سيول: وكالات
أعلنت شركة سامسونغ للإلكترونيات، وفاة رئيس مجلس إدارتها، لي كون هي (Lee Kun-hee)، الذي حول الشركة إلى قوة عالمية في مجال الهواتف الذكية وأشباه الموصلات وأجهزة التلفاز، بعد أن أمضى أكثر من ست سنوات في المستشفى بعد إصابته بنوبة قلبية.
ولم يتم الكشف عن سبب الوفاة، لكن (لي كون هي) كان عاجزًا لسنوات عديدة بعد إصابته بنوبة قلبية في العام 2014، ما دفعه إلى الانسحاب من الحياة العامة.
وكان يُفترض على نطاق واسع أنْ يتولى ابنه نائب رئيس مجلس الإدارة لي جاي يونغ (Lee Jae-yong) المسؤولية عند وفاة والده، ويُنظر إليه على أنه القائد الفعلي في السنوات الأخيرة.
وكان (لي كون هي) شخصية مثيرة للجدل ولعب دورًا كبيرًا في دفع سامسونغ من شركة صناعة أجهزة تلفاز وأجهزة رخيصة إلى واحدة من أقوى العلامات التجارية التكنولوجية في العالم.
وأصبح أغنى رجل في كوريا الجنوبية، إذ أسهمت مجموعة سامسونغ بنحو خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وقالت سامسونغ في بيانها: إنَّ إعلان (لي كون هي) عن الإدارة الجديدة في العام 1993 كان المحرك المحفز لرؤية الشركة لتقديم أفضل التقنيات للمساعدة في تقدم المجتمع العالمي.
ووجد (لي كون هي) نفسه أيضًا في مشكلة قانونية، وأدين بتهمة رشوة الرئيس روه تاي-وو (Roh Tae-woo) من خلال صندوق أموال في العام 1995، والتهرب الضريبي والاختلاس في العام 2008، لكنْ تم العفو عنه رسميًا عن كل إدانة.
وقال وزير العدل الكوري الجنوبي في ذلك الوقت: إنَّ العفو الثاني صدر في العام 2009 حتى يتمكن (لي كون هي) من استعادة مكانه في اللجنة الأولمبيَّة الدوليَّة وتشكيل وضع أفضل لدورة الألعاب الأولمبيَّة 2018 في بيونغ تشانغ.
ومن المفترض أنْ تؤدي وفاة (لي كون هي)، الذي يبلغ صافي ثروته 20.9 مليار دولار وفقًا لمجلة فوربس، إلى إعادة إشعال التكهنات التي لا مفر منها حول عملية الخلافة، بالإضافة إلى إمكانية إعادة هيكلة محتملة للمجموعة تشمل حصته في شركات سامسونغ.
وبينما كان (لي جاي يونغ) مهيأ منذ فترة طويلة ليصبح رئيس مجلس الإدارة، فقد واجه مشكلات قانونيَّة خاصة به منذ عجز والده، وقضى ما يقرب من عام في السجن لدوره في فضيحة الفساد التي أطاحت بالرئيسة الكورية الجنوبية السابقة بارك كون هي (Park Geun-hye).
ومع رحيل (لي كون هي)، فإنَّ مجموعة سامسونغ تواجه الآن أكبر تغيير في الحوكمة منذ الاندماج بين (Cheil Industries) و (Samsung C&T) في العام 2015.
وتطورت سامسونغ للإلكترونيات خلال حياته من شركة تصنيع أجهزة تلفاز من الدرجة الثانية إلى الشركة التقنية الكبرى في العالم من حيث الإيرادات – متجاوزة العلامات التجارية اليابانيَّة، مثل: سوني وشارب وباناسونيك في مجال الرقاقات وأجهزة التلفاز والشاشات، كما أنها أنهت تفوق أجهزة نوكيا وقارعت آبل في مجال الهواتف الذكيَّة.