(الـكـرّاس) .. وطوارئنا التي لا تنتهي!

الرياضة 2020/10/25
...

علي رياح  

 دخلنا أمس واقعا كرويا جديدا سبقته المناوشات والتحديات والاتهامات حقا أو باطلا ، وذلك بانطلاق الدوري ليتحقق وعد آخر أطلقته تطبيعية اتحاد الكرة ، وهو (تطور) مهم يستدعي تحلـّينا بقدر من الأمل في أن البطولة ستذهب إلى نهاية معلومة وإيجابية، وأنها لن تضيع في المتاهات قبل دخولنا في عز الصيف القائظ!  
وتمشيّا مع التقليد الشخصي لي والذي يسبق كل موسم كروي ، خضتُ قبل شهر تقريبا الرهان المعتاد الذي يتعلق بالإنجاز الحقيقي لما يتم التخطيط له بعيدا عن المطبات التي تواجهنا في كل موسم وتؤدي إلى تعثر المسابقة ، وأعني هنا تحديدا (الكرّاس) المفترض للدوري وإمكانية إصداره ، والأهم إمكانية الالتزام به وبمضمونه في ظل الوفرة المعتادة أو المتوقعة للطوارئ الصحية والسياسية والاجتماعية في بلادنا!  
في الموسم الماضي - على سبيل المثال- كان الرهان مع عضو بارز في اتحاد الكرة العراقي السابق .. كان هذا العضو يتحدث عن (كرّاس الدوري) في كل مناسبة .. الصحيح أنه كان يتحدث عن الكرّاس في مناسبة أو بدونها .. فحين تسأله عمّن سيتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا يقول لك : مؤكد أن برشلونة أو الريال أو الاثنين معا سيتأهلان ، لكننا لن نتخلى عن عزمنا في إصدار كرّاس الدوري العراقي لهذا الموسم!  
وإذا تساءلت عن سر العداء المستحكم بين الميلان والانتر ، والمان يونايتد والليفر ، يرد على الفور : هذا عداء تاريخي طويل ، ونحن كذلك نستعد للموسم الطويل بالكرّاس!!  
وعندما تواجهه بكثرة استقالات المدربين في الدوري العراقي يكون جوابه : نعم المدرب ضحية كل موسم ، غير أننا في هذا الموسم لن نضحي بكرّاس الدوري وستنتظم المباريات بشكل غير مسبوق!!  
كان رأيي - وقتها - أن على الاتحاد ألا يجازف أبدا في إصدار الكرّاس ، فالمواعيد ستتغير بعد ثلاثة أدوار أو أربعة على أبعد تقدير .. وهذا ما حصل بالفعل وكان يجب أن يحصل من باب اللا مألوف العراقي!  
أما السبب الذي رأيته وجيها عندي ، فهو أن ذلك الاتحاد والذي سبقه والذي سبق الذي سبقه لم يتمكن من تنظيم دوري مستقر ولو بنسبة (50) بالمائة في مواسم كان البلد فيها يتعرّض لتحديات أمنية واقتصادية أقل أو أخف ، فكيف سيكون الحال ونحن نمرّ بواحدة من أعسر المخاضات السياسية والأمنية والاقتصادية؟!  
وعند الحديث عن (الكرّاس) الذي صار في المواسم الكثيرة الماضية قضية في إصداره وفي عدم إصداره ، أشير إلى أنني دفعت ربع دينار عراقي عند مدخل ملعب الشعب (جهة أبو تلث دراهم .. أو جهة الشمس) لكي اقتني كرّاس الموسم الكروي 1979-1980 ، وأظنه أول كرّاس رسمي وأنيق يصدره اتحاد الكرة في تاريخه .. واليوم أفتح ذلك الكراس وأقلـّب صفحاته لأجد فيه تأجيلين قصيرين ومحدودي التأثير في موسم كامل كان حافلا بعشرات المشاركات والمباريات المحلية والدولية!  
تعيدنا احتفالية التطبيعية يوم الجمعة الماضي إلى أهم طقوس الدوري وأعني به إصدار الكراس الموسمي .. اتمنى من صميم القلب أن (يصمد) الكراس هذه المرة أمام طوارئنا الصحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي لا تنتهي والتي هي خارج سياق وقدرات الهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة ، فلقد كانت لكرّاس الدوري حظوة ولهفة من عموم جمهورنا الرياضي الذي كان يجد فيه الصدق والمصداقية بدرجة كبيرة ، يوم كانت نسبة ما يتم الالتزام به (80) بالمائة .. وسأشعر بالامتنان لكل أطراف اللعبة إذا حققنا مثل هذه النسبة في الموسم الحالي!!