جامع الأقمر.. تحفة تراثيَّة بكتابات كوفيَّة

الصفحة الاخيرة 2020/10/26
...

 القاهرة: اسراء خليفة 
 
 
تتميز الدولة الفاطمية في مصر بكثرة آثارها وتميزها بالنقوش الاسلامية الجميلة، حيث الزخرفة المعمارية والبناء الصلب، ونجد اكثر الفنون المعمارية تقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي، الشارع المثقل بالآثار والتراث، على مقربة من مقام سيدنا الحسين "عليه 
السلام".
في وسط الشارع الأنيق يقع جامع الأقمرالذي صممت واجهته بطريقة هندسية مختلفة، ليعد أول جامع بني في القاهرة بأسلوب معماري حديث، وهو أحد مساجد القاهرة الفاطمية، بناه الوزير المأمون بن البطايحي بأمر مباشر من الخليفة أبي علي منصور العام 519هـ ـ
1125م.
المدير العام بوزارة السياحة والآثار المصرية د. رضا عبد الحليم محمد خليفة بين أن" المسجد بني في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحتوي على عظام بعض شهداء الأقباط، وسمي المسجد بهذا الاسم، نظراً للون حجارته البيضاء التي تشبه لون 
القمر".
مضيفاً "حتى تصبح قبلة الصلاة متخذة وضعها الصحيح، بنيت الواجهة الخاصة به موازية لخط تنظيم الشارع، بدلاً من أن تكون موازية للصحن، ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة".
وبشأن مكونات الجامع قال: يتكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريباً، يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبي الشرقي، محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة".
واشار عبد الحليم الى أن" واجهة الجامع تتمتع بزخارف ونقوش فريدة معمارية من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة بالحجر، فالدوائر الزخرفية التي تبدو كالشمس الساطعة تحمل في ثناياها الداخلية اسم الإمام علي بن أبي 
طالب "عليه السلام".
وعن التجديد الذي حصل على الجامع ، نوه بأن" الأمير الوزير المشير الأستادار يلبغا بن عبدالله السالمي، أحد المماليك الظاهرية، قام بتجديده، وأنشأ بظاهر بابه بالبحري حوانيت يعلوها طباق، وجدد في صحن الجامع بركة لطيفة يصل إليها الماء من ساقية، وجعلها مرتفعة ينزل منها الماء إلى من يتوضأ من صنابير نحاس ونصب فيه منبراً".