مختصون: «اليوتيوب» أسهم بانتشار الفنانين لكنه لا يخلو من الاحتكار

الصفحة الاخيرة 2020/10/26
...

بغداد: نورا خالد 

أصبح لموقع "يوتيوب" الأثر الواسع في تحقيق مبتغى الكثير من المطربين والهواة على حد سواء في تسويق اعمالهم الفنية، لا سيما الشباب، فلم تعد شركات الانتاج وراء شهرة المطرب او نجاح الاغنية، خاصة بعد تراجع مبيعات " الكاسيت" والذي كان للـ"يوتيوب" دور كبير في كساد سوقها. 

رئيس شركة مدينة الفن للانتاج والتوزيع د.حكمت البيضاني اشار في حديثه لـ"الصباح" الى أن" انتشار الأغاني عن طريق اليوتيوب هو واقع مفروض، كونه مقترنا بالتطور الحاصل في 
العالم". 
موضحا " المنتج والمطرب بحثا عن طرق جديدة للتسويق ومنها" اليوتيوب" الذي أسهم بشكل كبير برواج الاعمال الموسيقية، من دون الأخذ بنظر الاعتبار ذوق المتلقي او الجهة المنتجة، فاليوتيوب سمح لكل من هب ودب في الانتشار على حساب الذائقة وأصبحت الاغاني تدخل الى الأسرة من دون 
استئذان". 
واضاف البيضاني" اثر" اليوتيوب " وغيره من المواقع بشكل واضح على شركات الانتاج، خاصة التي كانت تعتمد التسويق عن طريق الـ"سي دي " . 
مستدركا" لكن الطفرة النوعية التي احدثها "اليوتيوب" وغيره من المواقع فتح الباب بشكل اوسع للمنتجين وشركات الانتاج بتسويق أعمالهم عن طريق فتح قنوات خاصة بهم في مواقع التواصل الاجتماعي، او من خلال شركات الهاتف النقال التي ساعدت وانعشت بعض الشركات التي بدأت تسوق أعمالها من خلال هذه النوافذ والتي تصل احيانا الى مردود مالي يفوق ما تم تسويقه سابقا عن طريق "الكاسيت". 
وختم البيضاني حديثه بالقول" تبقى نجاحات " اليوتيوب" محدودة نوعا ما، لأنها تعتمد على مدى مشاهدة الاغاني والاستماع عليها، فكلما ازداد عدد المشاهدين او المستمعين ازدادت نسبة الشركة المنتجة من الاجور، التي تتقاضاها من ادارة اليوتيوب او اي موقع اخر يروج لهكذا نوع 
من الاعمال". 
سيطر "الكاسيت" الغنائي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، ليتراجع أمام الـ" سي دي" الذي استمر لنحو عشرين عاما، قبل أن يتراجع أمام الوسيلة الاكثر انتشارا" اليوتيوب" والذي اصبح الموضة المسيطرة على عالم الفن بصورة عامة والغناء بصورة خاصة. 
مدير عام مؤسسة القيثارة للانتاج الفني ناجي الشمري بين لـ"الصباح" أن" اليوتيوب لم يؤثر على عائدات شركات الانتاج، بل بالعكس اصبح موردها الوحيد من خلال فتح قنوات خاصة بها، كما انه أسهم في وصول العديد من المواهب إلى عالم النجومية والأضواء وبمنتهى السهولة، وهو ما لم يتحقق في أسواق الكاسيت 
التقليدية". 
مشيرا الى أن" اغلب مشاهدات " اليوتيوب" وهمية وليست حقيقية وتروج بمبالغ مالية، لذلك نرى أن هناك العديد من الاعمال الجيدة، لا تلقى صدى واسعا والعكس صحيح، لذلك لا يمكن اعتبار نسب المشاهدة العالية دليلا على المستوى الجيد للاغنية، الا أنه أسهم في إحداث تفاعل فني حقيقي، وأعطى مجالا واسعا للفنانين للتعريف بأعمالهم والانتشار". 
من جهته اوضح المطرب والموزع الموسيقي نؤاس اموري أن" اليوتيوب ساعد الفنان بأن يكون له" منبر حر" او قناة خاصة به تساعده لتسجيل الاغنية، بعد أن اصبح العمل الفني مكلفا جدا في الفترة الاخيرة، لكن ليس من الممكن تجاوز الشركات المنتجة". 
مبينا أن " كل شركة من شركات الانتاج لديها قناة خاصة مدعومة من" اليوتيوب " نفسه يصل عدد متابعيها الى 12 مليون متابع، تنشر أغاني المطربين مقابل مبلغ يتراوح بين 300 – 800 دولار يدفعها المطرب للقناة، وبما ان المتابعين بالملايين، فيمكن ان تصل عدد مشاهدات الاغنية الى 300 الف مشاهدة خلال فترة وجيزة لا تتعدى الساعات، على عكس قناة الفنان المبتدئ، التي لا يتجاوز عدد متابعيها بضعة آلاف، بمعنى ان احتكار الشركات المنتجة للمطرب ما زال موجودا حتى وإن كان على اليوتيوب". 
مستدركا لا تخلو تلك القاعدة من شواذ، فمن الممكن ان يؤسس المطرب قناة خاصة به ومن خلال ضربة حظ يشتهر ويصل الى ملايين المشاهدين، كما حصل مع عدد من المطربين الشعبين او الكوميديين الذين اشتهروا من دون مساعدة أحد". 
وختم أموري حديثه بالقول"الفكرة أن اليوتيوب ساعد فعلا في انتشار الفنانين، لكنه في الوقت نفسه لا يخلو من الاحتكار".