عمل فني من ملابس نساء معنفات للتوعية بالعنف الأسري

اسرة ومجتمع 2020/10/27
...

السليمانية: أ ف ب

 
 
رُفع في مدينة السليمانية عملٌ فنيٌّ حيك من ملابس نساء معنفات جمعتها الفنانة والناشطة المدنية تارا عبدالله على مدى ثلاثة أشهر، لتلقي من خلاله الضوء على قضية العنف ضد النساء في الإقليم
"4800 متر"
وعُرضت اللوحة الفنية في حديقة في شارع رئيس في مدينة السليمانية، وبيلغ طولها "4800 متر"، كما روت الفنانة البالغة من العمر 24 عاماً لوكالة فرانس برس.
وأوضحت عبدالله أنها تجمع منذ ثلاثة أشهر "ملابس نساء تعرضن للعنف من قبل أزواجهن وأسرهن" من سائر مناطق الإقليم.
وأشارت إلى أنَّ العمل يهدف إلى "إظهار حجم العنف الذي تتعرض له النساء في مجتمعاتنا"، لافتة إلى أنها وخلال بحثها "سمعت الكثير من قصص العنف".
وقالت إن كل قطعة من هذه القطع التي تشكّل اللوحة الفنية "تروي قصة".
وتحذر الأمم المتحدة باستمرار من آفة العنف ضد النساء في كردستان والتي تتجلى خصوصا من خلال ما يُسمّى "جرائم شرف" ينفذها غالباً أفراد من العائلة.
وتلجأ كثيرات منهن إلى الانتحار نتيجة اليأس الناجم عن العنف أو هرباً من زيجات قسرية. وقالت عبدالله إن في العمل قطع ثياب عائدة لنحو مئة ألف امرأة، بينها "ملابس لنساء متوفيات بسبب العنف" حصلت عليها من ذويهنّ.
 
تزايد العنف الأسري
وشهد العراق خلال الأشهر الأخيرة تزايداً في حالات العنف الأسري، خاصة مع إجراءات حظر التجوال للوقاية من فيروس كورونا وغياب قانون رادع لمرتكبي العُنف، وعلى هذا الأساس برزت حملات مدافعة للإسراع بتشريع قانون "مناهضة العنف الأسري". من جهتها قالت النائبة في البرلمان العراقي وممثلة مدينة السليمانية فيه، ريزان الشيخ، إنَّ "هذه الفكرة مهمة جداً، والنساء يسعين بكل الطرق لمنع العُنف المرتكب ضدهن من قبل أزواجهن أو أو أسرهن أو حتى في وظائفهن وفي الشارع".
وأشارت الشيخ المعروفة بمواقفها المناصرة لقضايا المرأة خلال وفق أحد المواقع الالكترونية إلى أنَّ "هذا الحبل يجب أنْ يمتد إلى كل محافظة عراقية، خاصة في هذه الفترة التي تزداد فيها أعمال العُنف وتُرتكب الحماقات ضد النساء".
وتسبب الحبل الموجود في السليمانية بإحداث جدل كبير في المدينة المعروفة بـ"هدوئها"، وصُدِم السُكان صباحاً وهو يُشاهدون حبلاً طويلاً عُلقت عليه الملابس.
 
حقوق المرأة
وقالت نارين خوشناو وهي من سكان مدينة السليمانية: "بصراحة ذُهلت وأنا أشاهد هذا الحبل الطويل، وكنت أفكر: هل هو للتوعية بشأن الفقراء - هل هو عمل فني لمجموعة فنية - هل هو جزء من نشاطات المحتجين في المحافظة".
وأضافت: "عندما عرفت بأنَّ هذا العمل هو عمل فني لمجموعة من المدافعات عن حقوق المرأة، فعلاً شعرت بالفخر، وتمنيت لو كنت واحدة من المبادرات للمساعدة. سأبحث عن هذا الفريق وأتطوع للعمل معه".
ووثقت وزارة الداخلية العراقية أكثر من 5 آلاف حالة عنف أسري في البلاد خلال النصف الأول من العام 2020، وقال اللواء سعد معن، المتحدث باسم الوزارة، في إحصائية نشرها: إنَّ "من بين الحالات الموثقة سجلت 3 آلاف و637 حالة اعتداء من الزوج على زوجته، بينما تم رصد 453 حالة اعتداء من الزوجة على زوجها". وحاولت حكومة مصطفى الكاظمي الاستجابة لمطالب النشطاء، وأرسلت مشروع قانون "مناهضة العنف الأسري" إلى مجلس النواب للتصويت عليه، في المقابل تسعى أحزاب أخرى لإيقافه. ويعتقد مواطنون أنَّ تشريع القانون ضرورة في ظل ارتفاع حالات العُنف الأسري وشبه غياب للمحاسبة من قبل الدولة، وبين هذا الجدل تزداد حالات العُنف بينما القانون ما زال حبراً على ورق.
ويقدم إقليم كردستان نفسه على أنه مركز ليبرالي ويعدّ جاذباً للمستثمرين في الشرق الأوسط الذي يعيش نزاعات، كما لديه قانون لمناهضة العنف الأسري بدأ تطبيقه في العام 2012، لكنه مع ذلك يواجه انتقادات من مدافعين عن حقوق الإنسان.
وفي حين تتعرض 1 % من النساء إلى الختان في العراق، تصل هذه النسبة إلى 37,5 % بين الكرديات اللواتي تراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً.